رسالةٌ ناريةٌ للعدوان.. التصعيدُ خيارٌ مدمّـر
المسيرة- محمد الكامل
أوصلت صنعاء خلال الأيّام الماضية العديد من الرسائل التحذيرية للعدوان الأمريكي السعوديّ إذَا لم يجنح للسلام ويتوقف عن أعماله العدوانية تجاه اليمن.
وكان تحذير وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي واضحًا، وفيه دلالة على أن مسار المواجهة قد يتخذ شكلاً آخر، بالانتقال إلى البحر، بعد أن مني العدوان بهزيمة قاسية في البر خلال السنوات الماضية.
ويأتي حديث الوزير العاطفي بعد أَيَّـام من تحذير قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد من مغبة التصعيد القادم، وقال إن “أية عمليات تصعيدية سيدفع ثمنها العدوّ بعمليات أكبر وأشد من سابقاتها وقوة وتجهيز لم يرَه من قبلُ، حيثُ إن أية خطوة للتصعيد سيقابلها تحَرّكات مضادة بما هو أكبر من كُـلّ المراحل الماضية”.
وفي السياق يؤكّـد المحلل السياسي والخبير الأمني العميد ركن محمد جبران بن شنظور اليافعي، أن رهان المؤامرة التي كانت تحيكها مطابخ قوى الاستكبار العالمي ووكلائها الإقليمين ضد شعبنا اليمني قد سقطت على صخرة حكمة قيادة واعية ممثلة بالسيد القائد الذي استطاع ومن خلال خطاب شامل ومختصر أن يضع النقاط على الحروف وبدقةٍ متناهية ضد أي تصعيد لقوى العدوان الذي سوف يقابله ردود أكثر فاعلية في عمق دول العدوان والاحتلال.
ويشير شنظور في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن قوى العدوان أصبحت تدرك جيِّدًا مخاطر أي تصعيد عسكري محتمل على بلدنا وعلى قواتنا المسلحة التي أصبحت تمتلك قدرات عسكرية متطورة قادرة على مواجهة تصعيد العدوّ بتصعيدٍ أكبر -وهذا حقٌ مشروع-، موضحًا أن مسرح العمليات العسكرية القادمة سوف تكون في قلب دول تحالف العدوان والاحتلال وستكون وبالاً عليهم، وستتحول المعارك إلى حرب إقليمية تؤدي في الأخير إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية وعلى حساب حركة التجارة العالمية؛ لأَنَّ استمرار المراهنة على بقاء جزرنا ومضائقنا البحرية تحت سيطرة تلك القوى المتغطرسة لن يدوم، مؤكّـداً أن المعارك لن تتوقف إلَّا بعد تحرير كُـلّ أراضينا وجزرنا المحتلّة بإرادَةٍ من الله ومن خلال مواجهات سوف تقلب الطاولة على قوى تحالف العدوان وسوف يتغير المشهد السياسي والعسكري لصالح بلدنا وقواه الوطنية في عموم اليمن شماله وجنوبه -بإذن الله تعالى-.
ويتابع حديثه: “لقد تميَّز الخطابُ السياسي الأخير للسيد القائد بكونه الخطاب الذي حذر فيه تلك القوى المتغطرسة والتي تحاول تركيع شعبنا وإذلاله من التمادي والاستمرار في أجنداتها ومخطّطاتها التآمرية ضد شعب لا يقبل إلَّا أن يعيش في كرامة وعزة ورغب بالشهادة في سبيل الله والدفاع عن وطنه وسيادته وقراره السيادي، شعب لا يقبل الظلم وما زال هذا الشعب وبكل أطيافه السياسية والمجتمعية ملتف حول قيادته الثورية والسياسية.
ويؤكّـد أنه وبموازاة ذلك الفكر والوعي الذي تضمنه ذلك الخطاب علينا جميعاً أن نعمل على ترجمة أقوال السيد القائد وتنفيذها على الواقع العملي من خلال زيادة اليقظة الأمنية وتعزيز الجبهة الداخلية من خلال مصفوفة متكاملة من الإجراءات التنظيمية ونبذ الخلافات المناطقية والطائفية والاستعداد للمرحلة القادمة على أرضية صلبة ومن خلال توحيد الصف ومشاركة كُـلّ الأطياف السياسية والمجتمعية لكل أبناء الوطن الواحد وبدون استثناء والعمل بجديةٍ أكبر لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة وعلى كافة المسارات.
قدراتٌ هجومية تستهدفُ كُـلَّ نقطة
الباحث في الشأن العسكري زين العابدين عثمان يقول: “إننا إذَا ما تمعنا في قراءة أبعاد ومعطيات الخطاب الذي ألقاه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يأتي حديثه عن هُــوِيَّة ما قد يحصل خلال المرحلة القادمة إذَا ما اتجه تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي للتصعيد وفتح جولة جديدة من الحرب”، مؤكّـداً بأن العودة للتصعيد، سيقابلها تحَرّكٌ مضاد بما هو أكبر من كُـلّ المراحل الماضية.
ويشير عثمان في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن هذا يعتبر كرسالة نارية أراد قائد الثورة إيضاحها لتحالف العدوان وكمعطى حقيقي لهُــوِيَّة وسيناريوهات ما تحضره قواتنا المسلحة من استعداداتٍ عسكرية واستراتيجية لمواجهة أي تصعيدٍ محتمل.
ويؤكّـد أن حجم الاستعدادات الدفاعية التي أصبحت عليها قواتنا المسلحة وأبعادها وتداعياتها على تحالف العدوان على مستوى كبير -بفضل الله تعالى- تتجاوز كُـلّ ما تم الوصول إليه خلال الفترات والأعوام الماضية خُصُوصاً فيما يتعلق بالقدرات العسكرية والتسليحية التي تكفل بعون الله تعالى خوض معارك بمعايير استراتيجية وعلى مستويات المواجهة الثلاث “البرية والجوية البحرية” وَأَيْـضاً في مضمار عمليات الردع.
ويوضح أنه على مستوى البر باتت القوات المسلحة تمتلك جيشاً نظامياً على درجةٍ عالية من التأهيل والتدريب والتسليح بما يمكنه بعون الله خوض معارك هجومية بمساراتٍ وخططٍ تكتيكية منظَّمة ودقيقة، وعلى مستوى الجو أَيْـضاً هناك قدرات متطورة في مضمار المواجهة الجوية المتكاملة والتصدي لطائرات العدوان وتحييدها بفاعلية وقدر أكبر من المراحل الماضية، لافتاً إلى أنه وَعلى مستوى البحر أَيْـضاً وهذه ما ستكون في الطليعة فَـإنَّ قواتنا المسلحة أصبح لديها -بفضل الله تعالى- قدراتٌ ضاربة غيرُ عادية خُصُوصاً في المجال الصاروخي فهي تمتلك منظومات بر-بحر تمكّنها من ضرب كُـلّ إمْكَانات العدوان، ونأخذ مثلاً مجموعاته البحرية وأساطيله وسفنه الحربية التي تتمركز في أية نقطة بمياه البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي وخوض معركة بحرية بمسارات استراتيجية فوق ما يتوقّعه أَو يتصوره تحالف العدوان الأمريكي والبريطاني بالمقدمة.
ويزيد بالقول: “وكذلك أَيْـضاً في مسألة قدرات الردع القوات المسلحة بات لديها قدرات هجومية (صاروخية وجوية) يمكنها بعون الله استهداف كُـلّ نقطة في الأعماق الحيوية للسعوديّة والإمارات وشن عمليات استهدافية واسعة يمكنها تدمير الموارد الاقتصادية الحساسة سواءً شركات النفط والمطارات والمدن الصناعية وغيرها.
ويؤكّـد أنه في حال عودة تحالف العدوان للتصعيد فسيكون خياراً مدمّـراً وخطوةً ستضعهم في جحيمٍ من التداعيات والخسائر على مستوى البحر والبحر والجو والموارد الاقتصادية والنفطية، فالحرب القادمة لن تكون مقيدة أَو محدّدة عسكريًّا أَو جغرافياً ورسالة قائد الثورة -حفظه الله- وتحذيره لتحالف العدوان يأتي من واقعٍ ومعطياتٍ حقيقية.