مرحلةُ التمكين وعاقبةُ التفريط.. بين السقوط والرفعة..بقلم/ أشرف النصيري
“أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأرسلنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخرين”.
انصفوا المظلوم واغيثوا الملهوف وصونوا الحقوق واحفظوا العهود والأمانات فهذا الشعب أمانة في أعناقكم يا مسؤولون كفوا أيادي الفساد والإفساد.
الوضع اليوم يختلف عن ما مضى ويكشف حقيقة الصادقين من الكاذبين والمتلبسين باسم المشروع القرآني وباسم الثورة التي تحَرّك الشعب لاجتياح الأنظمة السابقة وبناء نظام حر وشجاع بالبناء والتنمية والخير والإحسان بقدر الإمْكَان والموجود الذي جعلتموه مخفياً لصالحكم فقط!!!
عن التمعن في الخطاب الأخير لقائد الثورة -حفظه الله ورعاه ونصره- عندما وصف الواقع (بالمزري) فهو لم يصفه من فراغ أَو بشكل عاجل بل ناشد ووجه في عدة خطابات سابقة وطالب السلطة والحكومة في تصحيح المسار ومكافحة الفساد وخدمة المجتمع وتكريس كُـلّ الجهود في التنمية بمختلف أنواعها المتعارف عليها لخدمة المجتمعات بالذات في مجتمعنا اليمني الذي يستحق كُـلّ الخير والإحسان والنور والرحمة والعمل بجد وإخلاص وتفانٍ ومثابرة لما يستحقه هذا الشعب المجاهد الصابر الذي يأبى الضيم ويعشق الحرية والعزة والمجد وإن جارت عليه الأقدار في معيشة المنكوبين بالفقر والجوع لكن كُـلّ هذا لا يجعله يساوم في كرامته وعبوديته للآخرين؛ مِن أجل حفنة من الريالات والدراهم ليقتات بها ليسد رمق جوعه لا وألف لا لن يساوم ولن يكون عبداً للآخرين؛ مِن أجل بطنه مهما كانت التحديات والحاجة المأساوية.
قايد الثورة -حفظه الله- خرج في أعظم أسبوع وهو من أَيَّـام الله أسبوع الشهيد يخاطب كُـلّ المسؤولين في صنعاء وينذرهم في هذا الأسبوع ويذكرهم أن دماء وتضحيات الشهداء العظماء لن ترحم كُـلّ الفاسدين والمفرطين والمستغلين للوضع الراهن الذي يجب أن تشحذ الهمم في إصلاح المؤسسات لخدمة الوطن العريق.
قائد الثورة ينذر السلطة في أسبوع الشهيد أن من لم يحاسب نفسه ويراجع إيمَـانه وضميره فدماء الشهداء وتضحياتهم المقدسة ستجرف كُـلّ الفاسدين والمفرطين والمتعجرفين والمستهبلين والمستغلين والمستهترين وكل الطامعين والفاسقين والمتلونين بالإيمَـان والدجل والثقافة المبطنة بالدناءة والفجور والنفاق والغل القبيح.
فالوضع مزر بشكل كبير جِـدًّا ويكاد أن ينفجر في الشوارع والحارات والقرى والبوادي والمدن وعلى كُـلّ المستويات سينفجر الوضع إن لم يكن هناك رادع لكل الفاسدين والطامعين والمنافقين المتلونين بالشرائح المتعددة واستغلالهم لعدم وجود الكوادر المخلصة والخبيرة بخبرة ومعرفة مقتدرة تعالج الوضع والمعاناة التي يعيشها المجتمع اليوم.