الحربُ الناعمة الأشدُّ خُطورة..بقلم/ خـديجـة الـمـرّي
يقول قائد الثورة السيد/ عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- مُحذراً عن الحرب الناعمة التي أصبحت أشدَّ خُطورة: (لقد أصبحنا في زمن الغزو الفكري فيه، والحرب الناعمة فيه، والهجمة الثقافية فيه، والتأثيرات المُتنوعة فيه، والمؤثرات والعوامل السلبية فيه، في أكثر من أي زمنٍ مضى).
فالعدوّ اليوم يسعى جاهدًا بكل ما يمتلك من إمْكَانيات، إلى غزو شبابنا وشاباتنا، ويجرهم إلى مُستنقع الرذيلة والفساد، مُتخذاً بِذلك خُطوات أولية وهي من خطوات الشيطان التي تبدأ قليلًا، كما قال تعالى مُحذراً عباده المؤمنين من اتباع خطوات الشيطان: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأرض حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ أنه لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.
فمن خلال مواقع التواصل الاجتماعي نُلاحظ هذه الخطوات التي تبدأ قليلًا، ومن خلال القنوات الفضائية التي تُوثر على شعبنا وأمتنا الإسلامية، وتؤثر على كُـلّ منهم بعيدين عن تعاليم الدين الإسلامي، عبرّ المُسلسلات التي أوصلوها إلى كُـلّ بيت، وأكثر ما يلتفتون لفساد شعبنا العظيم الذي ما زال مُتمسكاً بِدين الإسلام، ومُتحصن بثقافة القرآن، الذي وصفه الرسول -صلوات الله عليه وآله- وقال فيه: (الإيمَـان يمان، والحكمة يمانية).
تتعدّد الحروب وتختلف كَثيراً في كُـلّ مجالاتها، فهُناك حربٌ عسكرية قد شُنت على شعبنا وتكالبت عليه أقوى الدُول بِكافة أسلحتها المُحرمة دوليًّا، ممّا زادت في مُعاناته، وزادته في حِصاره، ولكن العدوّ فشل في هذه “الحرب العسكرية” ومن ثم اتجه بعد ذلك إلى الحرب الباردة، والهجمة الشيطانية، الشبكة العنكبوتية، التي هي مُستمرّة طوال العام، وهي الأكثر تأثيراً، والأفتك حرباً، والتي تُسمى بـ”الحرب الناعمة” التي تُذهب زكاء النُفوس، وتجلب المهالك والشرور، وتُدمّـر الأخلاق، وتقضي على مبادئ وقيم الدين، وتُركز على استهداف المرأة التي تُعتبر اللبنة الأَسَاسية في المجتمع، فهي إنّ صلحت صلح المُجتمع بِأكملِه، وإن أفسدت فسد المجتمع بأكمله، فأكثر تركيز العدوّ نراهُ على هذه المرأة، لا سِـيَّـما التي قد تكون قليلة الوعي، ضعيفة الإيمَـان، وبِشكل مُكثّـف في مواقع التواصل الاجتماعي.
نحنُ شعب ما زلنا مُتمسكين بِهُــوِيَّة الإيمَـان، ومُتحصناً بثقافة القرآن، أكثر حياءً وطهارةً، لذلك توجّـه إلينا الأعداء بِغزوهم وأدواتهم وحربهم الفاسدة، لكي نُصبح لقمةً سائغة في أيديهم فيسهل السيطرة علينا، كما تحدث السيد بأنهم حريصون ويؤثرون علينا حتى على الزي، وعلى مستوى الملابس، وقصة الشعر، حتى إلى أبسط التفاصيل وقال بِأنهم يُريدون أن يُؤثروا على الإنسان من قرنه إلى قدمه.
فبأية وسيلة يسعون لفساد الشباب والشابات، والله من أخبرنا بذلك في كتابه الحكيم وهو أعلم بِخبثّهم وفسادهم، وهو الخبير البصيرُ (ويَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا) فاليهود حريصون جِـدًّا على أن يُفسدونا بشتّى الوسائل، فكان حرصهم الأكثر على هذه “الحرب الناعمة” التي مُعظم الناس وللأسف الشديد قد غرق في المحرمات، وتاه في الظلمات، وانحرفوا عن إيمَـانهم، من خلال القنوات الفضائية التي تبث سمومها، بالمسلسلات التي أصبح الكثير ينجر لمشاهدة بعض الأفلام الخليعة، وبرامج للأطفال يبثُّونها؛ مِن أجل مسخ فطرة أجيالنا، كما هنالك التلفونات وما أدرك ما التلفونات؟!! والتي فيها الفتن ما ظهر منها وما بطن، عبر الصُور والمُراسلات، ومن المؤسف أن يحدث هذا وعلى أيدي من يدعون الإسلام؛ بسبب اليهود والنصارى الذين يضربون ويدمّـرون الأوطان والمجتمعات.
فنرى الكثيرون غارقين في تلك المواقع، فترى ذاك يُراسل وذا يستقبل..! ويقضي مُعظم وقته بلا فائدة، ويبتعد عن أهله وأُسرته، وهو غارق في اللهو وهوى النفس، ويخسر دنياه وآخرته، ثم تكون عاقبته جهنم وسوء المصير.
فالله الله في الوعي والبصيرة، مثل ما قال الإمام الأعظم زيد بن علي -عليهم السلام-: (البصيرةَ البصيرةَ، ثم الجهاد) واليوم بِفضل الله تعالى، وحكمة قيادتنا الحكيمة، قد أصبحت الثقافة القرآنية الحصن الحصين، التي تـُحصن الأجيال والمُجتمعات، وتُحميهم من هذه الهجمة الشيطانية، ولنعود إلى هُدى الله وآياته، وسلاح الإيمَـان الذي هو السلاح الذي لا يمتلكونه، هو السلاح الفعّال الذي من امتلكه فقد امتلك القُوة التي تُحطم كيد الأعداء، وتدفع عنا كُـلّ الشرور والمكائد.
فالحذر الحذر جميعاً من كُـلّ ما ينشره الأعداء، من مُؤامرات فاشلة، وبث سُموم فكرية واهية، فَبالعودة الصادقة إلى منهج كتاب الله، والسير في الطريق الصحيح، والاتباع بما حث عليه القرآن، والالتزام بِتوجيهات القائد -سلام الله عليه- والاستشعار للرقابة الإلهية، نستطيع أن نُواجه وندفع شر الأعداء عنا، ونُربي أجيالنا تربية إيمَـانية، ونكون أُمَّـة مُوحدة، تهزم حلف الشيطان وجنُوده، ويسود العدل والإخاء في العالم بِأكمله.