الفريق الرويشان: الموقف الوطني ثابت وتعنت العدو سيؤدي إلى تصعيد يفوق توقعاته
المسيرة | خاص
جدّدت صنعاء التأكيد على ثبات موقفها التفاوضي وتمسكها بمطالب الشعب اليمني لتجديد الهدنة، والمتمثلة بصرف مرتبات كافة موظفي الدولة من إيرادات النفط والغاز ورفع الحصار، كخطواتٍ أساسية للتوجه نحو حل أوسع يصل سقفه إلى إنهاء الحرب والاحتلال ودفع التعويضات، مشيرةً إلى أن تحالف العدوان ورعاته ليس لديهم أية نوايا جادة للمضي في هذا المسار، وهو ما قد يؤدي إلى تطورات عسكرية غير مسبوقة منذ بدء العدوان.
العدو متردد والموقف الوطني لن يتغير
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان في حديث لـ “المسيرة”: إن “هناك أملاً بتحقق تقدم في سياق جهود الوساطة العمانية بين صنعاء ودول العدوان، لكن ثلاث فترات من الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة تشير إلى أنه لا توجد نوايا لدى دول العدوان للمضي في رفع المعاناة عن اليمنيين”.
وزار وفد عماني العاصمة صنعاء نهاية الأسبوع المنصرم برفقة أعضاء الوفد الوطني المفاوض لنقل المقترحات والأفكار التي تم التوصل إليها خلال المناقشات مع دول العدوان والأطراف الدولية إلى القيادة السياسية والثورية.
وأوضح الرويشان أن “الوفد العماني حمل أفكاراً من دول العدوان في مسألة المرتبات تتعلق بمليون و300 ألف موظف بينما القضية بالنسبة لصنعاء تتعلق باستحقاقات 30 مليون مواطن يمني” في إشارةٍ إلى التمسك بجميع الاستحقاقات الإنسانية، وعدم القبول بتجزئتها.
وأضافَ أن “كلّ ما قدم حتى الآن عبارة عن وعود لم يتم تنفيذها على أرض الواقع” وأن “تحالف العدوان لا زال متردداً في النزول عن الشجرة”.
وأَشارَ الرويشان إلى أن “هناك إمكانية لحدوث تقدم جيد في ما يخص الموافقة على صرف المرتبات، لكن لا زالت هناك بعض نقاط الخلاف”، مؤكداً أن “دول العدوان تريد وضع هذا الملف كنقطةٍ تفاوضية بينما هو حق من حقوق الشعب اليمني”.
وحاولت دول العدوان ورعاتها خلال المرحلة الماضية الالتفاف على استحقاق صرف المرتبات من إيرادات النفط والغاز، من خلال تقديم مقترحات لتجزئة عملية صرف المرتبات وعدم تحديد آلية وعملية الصرف، إضافةً إلى استثناء منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية وقطاع واسع من موظفي الدولة، وهو الأمر الذي رفضته صنعاء بشكلٍ قاطع.
وأكّد الفريق الرويشان أن صنعاء تريد “صرف المرتبات لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، لأن المرتب استحقاق رئيسي لكل من ينتسب لأية مؤسسة من مؤسسات الدولة، ويجب صرفه من عائدات البلد بما في ذلك النفط”.
وأضافَ أن: “الموقف الوطني ثابت وسقف المطالب يصل لرفع الحصار ووقف الحرب وخروج كلّ القوى الأجنبية وتعويض آثار الحرب إضافةً لملف المرتبات”.
وأكّد الفريق الرويشان على ضرورة فصل الملف الإنساني عن السياسي والعسكري، وأنه “لا يمكن حصول حل سياسي والبلد تحت العدوان والحصار”، مشيراً إلى أن معاناة الشعب اليمني في الجانب الإنساني يجب ألا تكون مرتبطة بوصول السياسيين والعسكريين إلى حلول في المفاوضات.
وأوضح أن “التفاوض لرفع الحصار وإنهاء العدوان والحصار والاحتلال يتم بين صنعاء ودول العدوان، والحل السياسي يتم بعد ذلك بين الأطراف اليمنية”، وهي المسألة التي تحاول دول العدوان ورعاتها الالتفاف عليها من خلال الدفع بالمرتزِقة إلى واجهة المشهد حالياً.
وأضافَ أن “على دول العدوان أن تتعامل مع اليمن من مبدأ الندية والمصالح المشتركة، لأن مسألة الوصاية والهيمنة على اليمن التي كانت موجودة سابقاً ولم تعد متاحة الآن”، مشيراً إلى أن “التضحيات التي قدمها الشعب اليمني والمكاسب التي حققها بقيادة وجيش وشعب موحد لن يتم التراجع عنها مهما كان الخطاب الإعلامي لدول العدوان”.
القوات المسلحة جاهزة بما يفوق كل التوقعات
وفيما يخص سيناريو فشل المفاوضات أكّد الفريق الرويشان أن “على تحالف العدوان توقع تطورات لم تشهدها أي من مراحل الحرب السابقة في حال لم يدفع باتجاه الحلول”، مذكراً بأن “القوات المسلحة أكدت جهوزيتها لجميع السيناريوهات، وأن القيادة الثورية والسياسية قد أكدت بشكلٍ واضح على هذه النقطة”.
وأضافَ أن “صنعاء لن تسكت على استمرار معاناة الشعب اليمني وموظفي الدولة، فيما الثروات الوطنية تنهب في وضح النهار”، مؤكداً أن “القوات المسلحة قد رتبت أمورها ولديها اليد الطولى للوصول إلى أهداف لا يتوقعها تحالف العدوان، وأن هذه التحذيرات ليست لمجرد التهديد”.
وأَشارَ الفريق الرويشان إلى أن دول العدوان تواصل تحركاتها العدوانية ضد أبناء الشعب اليمني وذكر أنها “تسعى لتفخيخ مستقبل اليمن من خلال نقل الجماعات المتطرفة إلى المهرة وحضرموت”.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أكّد في خطابه الأخير أن أي تصعيد عسكري أو اقتصادي من جانب تحالف العدوان سيقابل بتحركٍ أوسع وأكثر فاعلية من كلّ ما شهدته المراحل السابقة.
أمريكا حريصة على عدم التوصل إلى أي حل
وفيما يخص الموقف الأمريكي، أوضح نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن أن “الولايات المتحدة تحافظ على مصالحها في المنطقة على حساب الشرق بشكلٍ عام، وأن على دول العدوان أن تحدد مصالحها بعيداً عن تدخلات الولايات المتحدة التي لا تريد سوى حل مشاكلها”.
وأضافَ الرويشان أن “المتغيرات الدولية تدفع أمريكا إلى المحافظة على حلفائها بمفهوم البقرة الحلوب، بحيث تحرص على ألا يتوصلوا لأية حلول لأزماتهم”.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أكّد في وقتٍ سابق أن السبب الرئيسي لتعثر مسار السلام هو تعنت الولايات المتحدة الأمريكية وإصرارها على دفع صنعاء نحو الاستسلام.
وقبل ذلك كشف الرئيس المشاط أن المبعوث الأمريكي إلى اليمن أفشل تفاهمات جيدة كان قد تم التوصل إليها خلال المفاوضات التي أعقبت نهاية الهدنة.
السعودية في وضع لا تحسد عليه
وفيما يخص السعودية، أوضح الفريق الرويشان أنها “تعيش وضعاً لا تحسد عليه، وتواجه ضغوطاً أمريكية فيما يتعلق بـ(أوبك بلس) واحتياجات أوروبا في الشتاء للنفط”.
وأضافَ أن “اليمن بموقعه الجيوسياسي يمتلك قوة التأثير على أسواق الطاقة العالمية ولن يظل في موقع المتضرر الوحيد، وليس عيباً أن تتراجع السعودية عن خطئها”.
وتشير هذه التصريحات إلى المخاطر التي قد تترتب على عودة التصعيد واستهداف منشآت النفط السعودية في ظل المتغيرات الدولية الحالية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى أزمة عالمية في الوقود.
المصالح تحكم الموقف الدولي
وبخصوص الموقف الدولي، أكّد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن أن “على المجتمع الدولي أن يدعم توجه صنعاء لرفع الحصار عن 30 مليون يمني، بدلاً عن التشدق بالملف الإنساني بدون القيام بأي شيء”.
وأوضح أن “تاريخ مجلس الأمن معروف في كلّ ما يتعلق بقضايا الصراع في المنطقة فلا عدالة مطلقة في المجتمع الدولي بل من يحكم هي المصالح”.