جرائمُ العدوان بحق الطفولة في شهر ديسمبر خلال 8 سنوات.. مجازرُ وحشيةٌ لا تُغتفر.. اليمنيون لا ينسَون ثأرَهم!
المسيرة – أيمن قائد
يستقبلُ اليمنيون السنةَ الجديدةَ 2023، بقلوبٍ مكلومة، وجروحٍ لا تندمل، فجرائمُ العدوان الأمريكي السعوديّ قد أدخلت الحُزْنَ إلى كُـلِّ منزل، والحصارُ المُستمرُّ إلى يومنا هذا لا يزالُ ينهك اليمنيين ويؤرِّقُ معيشتَهم.
ومهما طالت الأيّامُ وتعاظمت الأحداثُ، فَـإنَّ جرائمَ العدوان لن تسقُطَ بالتقادم، وَلا يمكنُ نسيانُها، وستبقى وصمةَ عار على جبين مرتكبيها، ولا سيَّما ما لحق بالأطفال باليمن، من مآسٍ وجروح وقتل وتنكيل، وأوجاع لا تزال مُستمرّة إلى يومنا، حَيثُ لم يرأف العدوان بهم، وتعمد استهدافهم بكل وحشية، منتهكاً لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، بطريقة أراد من خلالها القضاء على كُـلّ ما هو يمني سواءٌ أكان كَبيراً أَو صغيراً أَو مسناً، رجلاً كان أَو امرأة.
ونظراً لتعدد الجرائم وعدم القدرة على حصرها وهي كثيرة وارتكبت على مدى 8 سنوات مضت، فقد رأينا أن نحصر جرائم العدوان بحق الطفولة خلال شهر ديسمبر من كُـلّ عام ولمدة 8 سنوات، وقد اتضح لنا هول ما ارتكبه العدوان من مآسٍ بحق الطفولة، وهي إحصائية تم الاستناد عليها بناء على المعلومات التي وثقها مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، في كتابه “قصف الطفولة” الذي صدر قبل أشهر.
استهداف محطة وقود بتعز
في شهر ديسمبر من العام 2015م، أقدم طيران العدوان الأمريكي السعوديّ في يوم الأحد، في الثالث عشر من الشهر على شن غارة جوية، استهدفت محطة وقود ومنزل مالك المحطة بمنطقة ذي سامر بمديرية حيفان، ما أسفر عن استشهاد 10 مدنيين بينهم 8 أطفال وامرأتين، من أسرة واحدة وإصابة بقية الأسرة البالغ عددها 8 وتدمير المنزل ومحطة الوقود واحتراقها.
وتسببت تلك الغارةُ الغادرة في قتل الأطفال وتقطيع أجسادهم وهم الطفل يحيى محمد أسعد البالغ من العمر خمسة عشر عاماً، والطفلة نزيهة محمد أحمد أسعد البالغة من العمر أربعة عشر عاماً، والطفلة نجلاء فؤاد محمد أسعد البالغة من العمر أحد عشر ربيعاً، والطفلة نعائم فهد محمد أحمد أسعد في الثامنة من عمرها، والطفلة عبير فهد محمد أحمد أسعد في السابعة من العمر، والطفلة نور فهد محمد أحمد أسعد في العاشرة من عمرها، والطفل محمد فهد محمد أحمد أسعد وهو في الثالثة من عمره، فلم يراعِ العدوان تلك الأعمار، ولم يحفظ حقهم في العيش كبقية أطفال العالم.
وفي اليوم نفسه من الشهر ذاته والعام، واصل طيران العدوان الغاشم بحثه عن ضحايا جدد كي يبيدهم، ويضعهم تحت الركام، وبالتحديد عند الساعة الرابعة عصراً، حَيثُ شن ست غارات جوية، مستهدفاً منازل وأحياء المدنيين بقرية غزة بمنطقة “الحجاورة” بمديرية حرض، ما أَدَّى إلى استشهاد 12 مدنياً بينهم 3 نساء و2 أطفال وإصابة 25 آخرين بينهم 4 أطفال و5 نساء وتمدير 9 منازل وتضرر 10 منازل مجاورة.
استهداف حي الشهداء بالحديدة
وفي مساء يوم الأحد، عند الساعة العاشرة والنصف بتاريخ 20-12-2015م استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ بـ 3 غارات منازل المدنيين في حي الشهداء السكنية بمديرية الحالي وسط مدينة الحديدة، والتي أَدَّت إلى استشهاد 7 مدنيين بينهم 3 أطفال، وأُصيب 10 آخرون بينهم طفل وامرأة.
تلك الغارات الثلاث الحاقدة حصدت أرواح الأطفال وهم الطفلة ريناد محمد قائد والتي لم يتجاوز عمرها ثلاثة أعوام، والطفلة نهاد علي عبدالله ذات الأربعة أشهر من العمر، والطفل إبراهيم علي عبدالله وعمره خمس سنوات، وجرحت الطفلة سمية حميد الوصابي البالغة من العمر ستة عشر عاماً، في جريمة لم تحَرّك العالم الصامت، الذي لم يتساءل عن الذنب الذي اقترفه هؤلاء الأطفال، والتي أَدَّت إلى سلب أرواحهم بطريقة وحشية، عكست مدى حقد المجرم السفاح قاتل أطفال اليمن.
استهداف حارة بأمانة العاصمة
ويتواصل الإجرام الأمريكي السعوديّ بحق اليمنيين وفي مقدمتهم الأطفال، ففي شهر ديسمبر سنة 2015، واصل العدوان القاتل استهدافه للأحياء والحارات السكنية الآهلة، وفي تمام الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الاثنين، في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر شن طيران العدوّ الأمريكي السعوديّ غارة جوية استهدفت وبصورة عمدية ومباشرة الأعيان المدنية وقتل المدنيين في حارة الحضن بمنطقة جدر بمديرية بني الحارث مما أَدَّى إلى استشهاد 3 مدنيين بينهم طفل، وإصابة 17 مدنياً بينهم 11 طفلاً و5 نساء.
استهداف منزل المواطن عدنان الشميري
وفي العام 2016م شهد أَيْـضاً مجازر وحشية للعدوان الغاشم، ففي الساعة الواحدة من ليل يوم السبت، في الرابع والعشرين من ديسمبر استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ منزل/ عدنان علي مسعد الشميري الكائن في قرية المتلوي التابعة لقرية وادي الحصن عزلة العاقبة السفلى بمديرية فرع العدين بمحافظة إب، ودمّـره الطيران على رؤوس ساكنيه، حَيثُ كان أهالي قرية المتلوي نياماً آنذاك وقد سوي المنزل بالأرض وقطفت أعمار سبعة أشخاص (ستة أطفال وأمهم)، حينها لم يستوعب سكان قرية المتلوي بمديرية فرع العدين ما حدث لهذه الأسرة، فقد كان وَقْعُ الغارات عليهم في هذه المنطقة مذهلاً وغيرَ متوقَّع.
أما الأطفالُ الستة فقد اختلطت أعضائهم ودمائهم ببقايا أثاث منزلهم المدمّـر، وهم الطفلة وسيلة عدنان علي مسعد الشميري البالغة من العمر 8 أعوام، والطفل عبد الحافظ عدنان علي مسعد الشميري البالغ من العمر 7 أعوام، والطفل مدير عدنان علي مسعد الشميري البالغ من العمر 6 أعوام، والطفلة مديرة عدنان علي مسعد الشميري البالغة من العمر 5 أعوام، والطفلة منيرة عدنان علي مسعد الشميري ذات العام الواحد، والطفلة نسيم نعمان علي مسعد الشميري ذات ثمانية عشر ربيعاً، وجميعهم من أسرة واحدة.
استهداف منازل آل جسار بصعدة
وفي بداية العام 2017 م من شهر ديسمبر وهو من أعوام العدوان الغاشم الذي شهد مجازر بشعة بحق الأطفال والمدنيين الأبرياء، وهي سنوات أَيْـضاً توثق التاريخ الأسود للعدو وصورته الحقيقية التي يحاول تلميع نفسه أمام العالم فيما أن هذه الجرائم الدموية تفضحه وتكشفه على حقيقته وبصورته الواضحة على الواقع.
حيثُ كان هناك ثلاثة منازل مدنية يسكنها المواطن مجاهد جسار وعوائل أبنائه “ناصر” و”عبد العالم”، استهدفها طيران تحالف العدوان الأمريكي بأربع غارات عند الساعة السادسة مساء السبت، الموافق 2-12-2017م، أثناء تواجد الأطفال والنساء في المنازل، حَيثُ شن الطيران غارتين استهدفتا منزل ناصر مجاهد جسار وغارة استهدفت منزل والده المجاور له، أما الغارة الرابعة فقد استهدفت منزل عبد العالم.
ونتج عن الغارتين الأولى استشهاد جميع أفراد عائلة ناصر مجاهد، حَيثُ قتلت الأم وأطفالها الأربعة المتوفي والدهم قبل سنة؛ بسَببِ قصف الطيران، فيما استهدفت الغارة الثالثة المنزل المجاور والذي كان يسكنه رَبُّ الأسرة مجاهد، وقد نتج عن تلك الغارة تدمير المنزل واستشهاد تقي وزوجته وأطفاله وأخواته وجرح رب الأسرة المسن، أما الغارة الرابعة فقد استهدفت منزل عبد العالم ونتج عنها استشهاد أطفاله وجرح ثلاثة آخرين من أفراد العائلة ونفوق المواشي وتدمير السيارات، لتصبح الحصيلة النهائية لهذه الجريمة استشهاد 14 مدنياً بينهم 10 أطفال وجرح ثلاثة آخرين بينهم طفلين.
وبهذا لم يراعِ المجرم القاتل حقوق الأطفال ولا كبار السن ولا حتى المواشي فقد تجلى بشكل فعلي إهلاك الحرث والنسل، ولكن الأسوأ من ذلك هو أن كُـلّ هذه الجرائم ارتكبت أمام مرأى ومسمع من العالم الصامت، وقد حظيت لدى البعض بالمباركة والتأييد وهو الأمر الذي ضاعف من نسبة ارتكاب الجريمة وارتفعت حصيلة حصد الأرواح البريئة بشكل يومي.
استهداف سوق شعبي بصنعاء
وبعد جريمة استهداف منازل آل جسار بيومين فقط، عاد العدوّ المتربص بالتحليق مجدّدًا للبحث عن حي سكني أَو سوق شعبي، ففي يوم الاثنين، في الرابع من ديسمبر وبالتحديد في حوالي الساعة الثالثة والنصف عصراً، قامت الطائرات الحربية التابعة لتحالف العدوان بشن غارة جوية على سوق نعض الشعبي الواقع في مديرية سنحان محافظة صنعاء.
لقد سقط الصاروخ على تجمع للمدنيين الذين يقومون ببيع وشراء القات ما أَدَّى إلى استشهاد حوالي 20 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال، تناثرت أشلاؤهم إلى مسافات بعيدة وجرح 7 آخرين من الذين كانوا في السوق وقد تم إسعافهم بعدها إلى المستشفى، بالإضافة إلى تدمير بعض المحلات التجارية.
أما الثلاثة الأطفال الذين استشهدوا على إثر الغارة في السوق الشعبي فهم، الطفل محمد عبد الله الصياد البالغ من العمر سبعة عشر عاماً، والطفل ناجي عبد الله ناصر مجعار والبالغ من العمر ثمانية عشر عاماً، والطفل حسين ناصر محسن جميل وعمره ثمانية عشر عاماً.
استهدافُ منزل المواطن صالح العذري بصنعاء
وبعد جريمة استهداف السوق الشعبي بيومين كذلك، واصل المجرم السفاح استهدافه لمنازل المواطنين، ففي الساعة الرابعة بعد عصر يوم الأربعاء في السادس من ديسمبر من العام ذاته، شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ غارتين جويتين تفصل بينهما خمسُ دقائق، فالغارة الأولى استهدفت منزلاً مدنياً للمواطن صالح أحمد العذري بمنطقة بيت العذري، مديرية نهم، محافظة صنعاء، أثناء تواجده مع كافة أفراد أسرته وعدد من أقاربه كالعادة بمنزلهم، أسفرت تلك الغارة عن تدمير المنزل على رؤوسهم، وقتلت ثمانية أشخاص من الأسرة بينهم أربعة أطفال وامرأة ورب الأسرة صالح العذري، وجرحت والدته البالغة من العمر أكثر من ثمانين عاماً، وشخص آخر من أقاربه، أعقبها بخمس دقائق بغارة ثانية والتي استهدفت سيارة مدنية لأحد أبناء المنطقة يدعى ظافر حمزة أثناء مروره بالطريق العام بنفس المنطقة، أَدَّت إلى سقوطه شهيداً وتدمير وإتلاف سيارته، كما جرح شخص آخر كان ماراً بالطريق العام عائداً إلى منزله بالمنطقة، لتصبح حصيلة الغارتين الوحشيتين مقتل 9 مدنيين بينهم 6 أطفال وامرأة وجرح 3 آخرين بينهم امرأة مسنة وتدمير المنزل والسيارة المدنية المستهدفتان بالكامل وإلحاق أضرار جسيمة بخمسة منازل مدنية مجاورة والطريق العام ومدرسة الفوز والمركز الصحي بالمنطقة.
استهدافُ منزل المواطن عبد الله جهادي بصعدة
وبعد جريمة استهدافِ منزل المواطن صالح العذري بيومين فقط، قام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم في الساعة الثانية بعد منتصف ليل يوم الجمعة، في الثامن من ديسمبر، بشن غارة جوية مستهدفة منزلاً مدنياً يعود ملكيته للمواطن عبدالله جهادي الغمد وإخوانه، والذي يقع بمنطقة شعبان مديرية رازح محافظة صعدة، وكان مكتظاً بأسرته وأسر إخوانه وعدد من أقاربه أثناء ما كانوا نائمين ليدمّـر المنزل على رؤوسهم ويقضي على حياة 15 شخصاً منهم 11 طفلاً و3 نساء لم يعثر المسعفون من أبناء المنطقة سوى على جثث ثلاثة منهم فقط بين الركام وكانت جثثاً هامدة، والبقية أحالت الغارة أجسادهم إلى أشلاء متناثرة تم العثور عليها بالوادي وبين المزارع على مسافات بعيدة من منزلهم المدمّـر، وتم تجميعها ووضعها في أكياس بلاستيكية، كما جرح ثلاثة آخرين بقية أسرة عبد الله جهادي وهم زوجته و2 من أطفاله، إصاباتهم خطيرة تم نقلهم إلى المستشفى، فمنزل هذه الأسر المنكوبة لم يعد له أي وجود فقد دمّـرته الغارة كليًّا وأصبح أثراً بعد عين.
استهدافُ سوق النجيبة بتعز
أما سوق النجيبة الواقع في عزلة الجمعة، بمديرية المخاء، فكان يرتاده كُـلّ يوم عشرات المدنيين والباعة المتجولين البسطاء من أبناء النجيبات والقرى المجاورة التي لم يشفع لها نجابةُ أبنائها المدنيين البسطاء ولا سلمية أهلها وطيبتهم، ولم تراع طائرة العدو كثافةَ الأرواح التي في السوق ورواده مستغلة ازدحام السوق لتحصد أكبر عدد من أرواح الأبرياء وتسفك دمائهم، بغارة جوية استهدفت سيارة المواطن ماجد مطهر السيد والتي كانت تحمل (أكياس القمح) مواد غذائية، مرتكبة واحدة من أبشع الجرائم بحق البشرية.
نتج عن تلك الغارة سقوط 9 شهداء بينهم طفل وما يزيد على 10 جرحى بينهم خمسة أطفال، وأحالت السوق حينها إلى كومة من الأشلاء.
عشرات الأسر فقدت أكثر من عائل لها، وتعالت أصوات آهات الثكالى وصار السوق ساحة لمجزرة من البشر ظلت جراحهم تنزف؛ بسَببِ الغارة التي سلبت الابتسامة من أطفال ونساء المنطقة الذين ينتظرون عودة عائلاتهم.
استهدافُ منزل عبد الله مريوع بالحديدة
وفي اليوم ذاته الذي وقعت فيه مجزرةُ سوق النجيبة بمحافظة تعز، شنت الطائراتُ الحربية التابعة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ غارتين جويتين عند غروب شمس يوم الجمعة، في الخامس عشر من شهر ديسمبر.
الغارة الأولى كانت في الساعة الخامسة والنصف مساءً استهدفت خلاها منزل المواطن علي ثابت الصبيحي، فيما استهدفت الغارة الثانية عند الساعة السادسة مساءً أثناءَ وقت صلاة المغرب منزل المواطن عبد الله غالب أحمد مريوع، خلال تواجدهم مع كافة أفراد أسرهم، انفجرت الغارتان بين جموع هذه الأسر المدنية، حيثُ إن المنازلَ المستهدفة بدائية مبنية على (القش) وتقع في منطقة المزارع بمديرية الخوخة الساحلية بمحافظة الحديدة، وأسفرت الغارتان عن وقوع جريمة إبادة بشعة، حَيثُ استشهد قرابة 21 مدنياً 15 طفلاً وثلاث نساء كما جرح 4 أطفال.
استهدافُ النساء والأطفال في الطريق العام بمأرب
بعد تلك المجزرة لمنزل مريوع التي وقعت في الحديدة بيوم واحد فقط، ارتكبت طائراتُ الإبادة الوحشية مجزرةً جديدة وذلك عند الساعة الحادية عشرةَ والنصف ليل يوم السبت، في السادس عشر من شهر ديسمبر، حَيثُ شن العدوان ثلاث غارات جوية على منطقة بني هيسان التابعة لمديرية حريب القراميش بمحافظة مأرب بعد تحليق مكثّـف للطيران دام لمدة ساعة ونصف بحسب الشهود.
الغاراتُ استهدفت مجموعةً من النساء في الطريق العام أثناء عودتهن من حضور حفل زفاف، ليسفر ذلك عن سقوط 9 شهداء منهن ثمانية أطفال وامرأة وجرح طفلة.
استهدافُ عُمَّال مزرعة المزروقي بالحديدة
وفي الصباح الباكر ليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر للعام 2017، خرج عمال وعاملات من أبناء الجراحي والبعض من زبيد لطلب الرزق، وما إن وصل العمال والعاملات إلى مزرعة مراد المزروقي إلَّا واستهدفهم الطيران بغارة قضت عليهم أثناء وصولهم لبدء العمل في حصد الزرع بجوار مزرعة الموز التابعة للمزروقي، وكان الطيران قد استهدف مزرعة مهجورة بغارة قبل دقائق وعاود القصف بغارة على تجمع العمال بالقرب من السور الترابي للمزرعة نتج عن الغارة استشهاد 6 بينهم طفل وجرح 3 جميعهم أطفال.
وتأتي هذه الجريمةُ ضمن سلسلة جرائم ارتكبها طيران تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ في عدد من محافظات الجمهورية اليمنية، ويستمر الطيران في حصد أرواح المدنيين وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي منذ بداية الحرب حتى يومنا هذا.
استهدافُ منزل المواطن علي الحربي بالأمانة
وفي اليوم نفسه ما بين الساعة 7:30 وَ8:00 من صباح يوم الاثنين، الموافق الخامس والعشرين من ديسمبر، شنت طائراتُ تحالف الشر والإجرام هجوماً وحشياً بخمس غارات استهدفت الأولى البوابة الغربية للنصب التذكاري المصري بمنطقة عصر غرب العاصمة صنعاء أَدَّت إلى تضرر منزل حارس النصب المواطن/ علي محمد الحربي، واستشهدت زوجته آمنة البالغة من العمر 50 عاماً، وأُصيب بقية أفراد أسرته بالذعر فخرجوا مع والدهم من منزلهم وأثناء صعودهم على متن سيارتهم للفرار والنجاة بأرواحهم قصفتهم مباشرة الطائرات الحربية بغارة ثانية قتلت معظم الأسرة وعددهم 8 أشخاص هم رب الأسرة وطفلته 10 أعوام وحفيداتهِ الطفلات زهور وأزهار ووالدتهن سامية، وحوّلتهم الغارة الوحشية إلى أشلاء متناثرة حول المكان ودمّـرت السيارة، ثم أعقبها غارة ثالثة استهدفت من تبقى من الأسرة خلال محاولتهم الهرب من القصف ثم الغارة الرابعة والخامسة استهدفت منزل الأسرة المنكوبة مباشرة لتكون الحصيلة جريمة بشعة بسقوط 11 مدنياً بينهم 4 أطفال، وامرأتين وجرح 2 آخرين ممن تبقى من أفراد الأسرة المنكوبة وهم الطفل يحيى علي الحربي وشقيقه إسماعيل أسعفا على إثرها إلى المستشفى ودمّـرت الغارات المنزل المستهدف وسيارة مدنية وإحدى بوابات النصب التذكاري المصري، وألحقت أضراراً جسيمة بعدة محلات تجارية للمواطنين.
استهدافُ قوارب الصيادين في الحديدة
وتستمر طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ في ارتكاب جرائمها بحق أبناء الشعب اليمني، وخَاصَّة فئة الصيادين الذين عانوا الأمرَّين في ظل هذا القصف الهمجي على اليمن منذ أكثر من سبع سنوات، فقد وُضِع الصيادون بين خيارين أحدهما أسوأ من الآخر، فإما أن يذهب على متن قاربه للصيد، وإيجاد لقمة العيش له ولأسرته مخاطراً بحياته من أن يستهدفه الطيران الحربي التابع للتحالف بغاراته الجوية، أَو أن يتم اعتقاله من قبل بارجات التحالف السعوديّ ومن هذه الوقائع التي تم فيها استهداف الصيادين بطريقة بشعة.
وهذا ما حصل يوم الجمعة، السابع من ديسمبر 2018م، حَيثُ أقدمت طائرات العدوان على استهداف قارب للصيادين في قرابة الساعة التاسعة، وكان على متنه أربعة صيادين وكانوا لا يزالون بالقرب من الشاطئ يرفعون شباكهم الخَاصَّة بالصيد استعداداً للذهاب لصيد الأسماك، وقد أَدَّى هذا الاستهداف إلى استشهاد الأربعة الصيادين بينهم طفلان وجميعهم من أسرة شعلي، اثنان منهم أخوان وآخران من أقاربهما.
تقطعت أجسادهم جميعاً ودمّـر القارب التابع لـ (عمر قاسم شعلي) والاثنين من الشهداء، حَيثُ يعتبر القارب مصدر دخلهم الوحيد الذي يقتاتون منه، وقد حدثت كُـلّ هذه الجرائم في ظل صمت مخزٍ من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
استهدافُ منازل المواطنين في الحديدة
وفي اليوم الثاني بالمحافظة ذاتها أقدمت المليشيات التي جندتها دولتا الإمارات والسعوديّة في قرابة الساعة السادسة والخمسين دقيقة من يوم السبت، في الثامن من ديسمبر 2018م، بشن قصف مدفعي عشوائي مستهدفة الأحياء السكنية في منطقة الربصة التابعة لمديرية الحالي، وسقطت إحدى هذه القذائف على منزل المواطن (قاسم أحمد مكين) أثناء ما كان هو وأسرته بداخل المنزل، ما أَدَّى إلى استشهاد رب الأسرة مع ثلاثة من أبنائه وجرح أربعة آخرين من أفراد الأسرة ومن المنازل المجاورة.
وبعد دقائقَ من هذه الفاجعة بحق أسرة المواطن (قاسم مكين)، سقطت قذيفة مدفعية أُخرى على منزل أحد المواطنين في الحي المجاور بنفس منطقة الربصة وهو منزل المواطن (أحمد حاتم الأهدل)، حَيثُ سقطت القذيفةُ على حوش المنزل أثناء ما كان أبناؤه وبعض أقاربه في حوش المنزل يتجمعون حول وجبة العشاء؛ استعداداً للأكل، لكن قذيفة هذه المليشيات سبقت تناولهم وجبة العشاء لتقتل منهم طفلين وجرح سبعة آخرين، وقد تم نقل ضحايا الأسرتين باتّجاه المشفى لتلقي العلاج، وحصيلة الجريمتين البشعة سقوط ستة شهداء بينهم أربعة أطفال وخمس نساء.
الجدير بالذكر أن هذه الجريمة ليست الأولى التي تم فيها استهداف منازل المدنيين وأسواقهم بالقصف المدفعي فقد سبقها العديد من هذه الجرائم دون أية ردة فعل من المجتمع الدولي ومنظماته المعنية بحماية حقوق الإنسان، الأمر الذي يشجِّعُ هذه المليشيات من مرتزِقة العدوان لارتكاب مزيد من الجرائم بعد أن ضمنت سكوتَ المعنيين بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم عن جرائمهم.
استهدافُ شاحنة في الطريق العام بالبيضاء
وفي جريمة جديدة ارتكبها تحالف الشر والإجرام كعادته في ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق أبناء الشعب اليمني، وخَاصَّة فئة الأطفال، أقدمت طائرات العدوان الأمريكي السعوديّ في قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف ظهر يوم السبت، الموافق 16-12- 2018م، على استهداف شاحنة على متنها خزان مياه في الطريق العام بمنطقة جربة في الوهبية بمديرية السوادية محافظة البيضاء، مستهدفة إياها بغارتين جويتين، الأولى وقعت بجانبها وبعد لحظات من زمن الغارة الأولى عاودت القصف بغارة ثانية مستهدفة الشاحنة مباشرة، أثناء ما كان على متنها السائق (عبدالله علي الوهبي) وطفله وطفلُ أخيه، ما أسفر عن إصابة الأب واستشهاد الطفلين واللذين لم يتجاوزا السادسة من عمرهما، هرع إليهم بعدها أهالي المنطقة وقاموا بنقل الجريح إلى المستشفى كما أخرجوا جثتي الطفلين الشهيدين، وبهذا لم يسلم من قصف طيران السفاحين حتى المآرون الآمنون في الطرقات.
استهداف مدنيين بالغارات في تعز
وهنا جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المواطنين، حَيثُ قامت طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ عند الساعة العاشرة والنصف صباح يوم الجمعة، في الثالث من ديسمبر للعام 2021م، بشن غارة جوية على قرية “البراشة” الواقعة في منطقة “الحكيمة” بمدرية مقبنة محافظة تعز مستهدفة فيها مجموعة من المدنيين بينهم أطفال من أهالي المنطقة.
وقد أسفر هذا الاستهداف الهمجي والوحشي للمواطنين عن استشهاد سبعة من المدنيين بينهم طفلان وآخر جريح.
استهدافُ مبانٍ للاتصالات في المحويت
وفي الرابع والعشرين من شهر ديسمبر للعام 2021م، أقدمت طائراتُ الحقد والشر على استهداف مبانٍ تابعة للمؤسّسة العامة للاتصالات بثلاث غارات جوية في منطقة عجامة بعزلة شرقي المحويت الواقعة بضواحي المدينة.
الاستهدافُ حصل قرابة الساعة التاسعة والنصف مساء الجمعة، حَيثُ سقطت الثلاثةُ الصواريخ في آنٍ واحد وفي نفس اللحظة، تم فيها استهداف الهنجر المستخدم كمخزن تابعٍ للمؤسّسة العامة للاتصالات والذي يحتوي على أجهزة ومعدات كهربائية خَاصَّة بالاتصالات بصاروخ، واستهداف الصاروخ الآخر المبنى المخصص لسكن الحراس والذي تعيش فيه أسرتا اثنين من الحراس وهي أسرة المواطن هاشم الحوري وأسرة المواطن أحمد الجعدي، والذي أسفر عن استشهاد زوجة المواطن هاشم الحوري وطفله الرضيع، وجرح البقية والذي يقدر عددهم بسبعة أشخاص بينهم طفلين.
أما الصاروخ الثالث فقد استهدف سكنَ العمال، ما أَدَّى إلى استشهاد أحد العمال ويُدْعى أحمد سيف الحميري، وجرح آخر.
وقام أهالي المنطقة بعدها بنقلهم على متن سياراتهم وسيارات الإسعاف إلى المستشفى الجمهوري، أما المباني والهنجر التابع للمؤسّسة فقد تدمّـرت كليًّا بكل ما تحويه من أجهزة وأثاث.
وهنا نلاحظ أنه وبعد أن اكتملت القوة العسكرية اليمنية في بناء وحداتها الرادعة كالقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر، لوحظ بشكل واضح تقلص عدد الجرائم على الشعب اليمني بعد أن كانت ترتكب بشكل يومي، بل كانت ترتكب أكثر من مجزرة في اليوم الواحد بغارات هستيرية، ففي هذه المرحلة انتقلت اليمن إلى مرحلة الرد والردع، حَيثُ كان العدوّ يرتكب مجزرةً ما بحق أبناء الشعب اليمني فيقابلها بردٍّ فوري بعملية رادعة في عمق العدوّ السعوديّ والإماراتي، مستخدمةً اليد الطولى “القوة الصاروخية” وسلاح الجو المسيَّر وذلك باستهداف أهداف حيوية وحساسة منها ما كانت أهدافاً عسكريةً ومنها اقتصادية، وهو الأمر الذي جعل العدوّ يراجعُ حسابَه ويخفف من نشاطه العدائي خلال المراحل الماضية من أعوام العدوان على اليمن.
وبهذا فَـإنَّ كُـلّ هذه الجرائم البشعة بحق اليمنيين لم تزد أحرارُ الشعب إلَّا إصراراً للمواجهة والتحدي بكل قوة وعنفوان، وستبقى هذه المجازر التي ارتكبها تحالف الغدر والإجرام وصمةَ عار عليهم تلاحقهم جيلاً بعد جيل، فاليمنيون مع عدالة القضية التي ستقتص من القتلة والمجرمين وسيسجل التاريخ أعواماً سوداءَ ملطخة بالدماء على صفحتي النظام السعوديّ والإماراتي وكلّ من سار على نهجهم ومسارِهم الإجرامي الآثم.