تدشينُ اليوم العالمي للمرأة المُسلمة..بقلم/ خـديـجـة المرّي
“إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”.
مع اقّتراب اليوم العالمي للمرأة المُسلمة تُدشّـن حرائر شعب الإيمَـان والحكمة، هذه المُناسبة العظيمة كعظمة صاحِبتها الصديقة الطاهرة البتُول فاطمة الزهراء -سلامُ اللَّه عليها- ابِتِهاجاً وسُروراً وفرحاً، وهنّ في أتم الجهوزية والتأهب والاستعداد لإحياء ذكرى وِلادتها -سلامُ اللَّه عليها-، وقد بدأنا التُدشين والاحتفال بِقدوم مُولدها المُبارك والميمُون في العديد من المُحافظات والعُزل والمُديريات، والذي يعتبر هو اليوم العالمي للمرأة المُسلمة، الذي من خِلاله تُجسدّ فاطِمة اليوم النهج المُحمدي الأصيل، وتظهر شخصية الزهراء بِنت رسول الله -صلوات الله عليه وآله- التي أراد الغرب والصهاينة تغيبها، وإظهارها لتكون حاضرة في الضمائر والمشاعر، والوجدان، والاقتدَاء بِها، والسير في نهجِها وخُطأها.
ونظراً لِما لهذه الذكرى العزيزة على قلوب زينبيات الزمان، وفاطِميات العصر من أهميّة كُبرى، ومعنى بِما تعنية الكلمة، هَـا هي فاطِمية العصر سَتُظهر ولائِها، وحُبِها، وانتمائِها لأهل بيت رسول الله -صلوات الله عليهم أجمعين-، وبضعة صلوات عليه وآله التي قال فيها: (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني، ومن أرضاها فقد أرضاني)، ففاطِمية عصرِها ما زالت أمام الأعداء بِصوتها الصادع بالحق، ما زالت زينب اليوم تصرخ في وجه الطواغيت والمجرمين، وما زالت مُتمسكة بِدربها ونهجها العظيم.
فما نساء اليمن فيه من عزَّة وكرامة، وإباء، واستبسال وصمُود أُسطوري مُنقطع النظير، إلاّ بِفضل هذه الثقافة القرآنية الصحيحة، ومُقاطعة الثقافة الغربية التدجينية التي لا تنتمي لها نساء اليمن العظيمات، وبالتربية الإيمَـانية التي من خِلالها أثبتت المرأة اليمنية للعالم بأكمله بأنها المُجتمع بِكله وليس نُصفه، وصانت أرضها وعرضها، عفتها وحشمتها، واستمسكت بِدينها وإسلامها، وواصلت المضي قدماً في خُطَى سيِدتها ومولاتِها الصديقة والزكية الطاهرة والمرضية سيدة نساء العالمين بنت المصطفى المختار -عليه أفضل الصلاة والتسليم-.
لقد ظن الأعداء بِمُؤامراتهم الشيطانية والخبيثة، وذلك من خِلال هجمتهم الشديدة “بالحرب الناعمة”، إلى غزو المرأة المُسلمة اليمنية، وانعِزالها في عالم آخر عن شقيقها الرجل، وسلب حُريتها وكرامتها، لكي يسهل السيطرة عليها، واستغلالها لتصبح عندئذٍ لقمة سائغة في أيديهم كيفما يشاءون ويُريدون، ولكن الطامة الكُبرى لهم، بأن المرأة اليمنية كانت الأكثر وعياً، والأقوى إيمَـاناً وصبراً، وأشدُّ صلابةً وقوةً، وفوق هذا كله صبوا عليها حِقدهم وقتلوها مع أطفالها في المنازل والطُرقات، ولكن لم يزدها ذلك إلا تجلداً وبصيرةً، وشمخت كشموخ الحيد الأصمّ، رغم مرارة الألم، لن تستسلم أو تُهزم، بل جرعت العدوّ البأس والعلقم، وجاهدت بالمال والنفس والدم، وكانت في الصفُوف الأولى مُجاهدة تتقدم، بصرختها المُدوية والحيدرية ما زالت تنهم.
فعلى خُطى الزهراء سارت، ومن نهجها وحركتها ثارت، وفي ظُروفها ما احتارت، بل افتخرت وتحدت العدوّ ما انهارت، قدمت الشهيد تلو الشهيد وتفانت، وجاهدت في سبيل الله ما استكانت، ولا هانت، وما أصابها الضعف من ذلك وما مالت.
وَسيندهش الصديق قبل العدوّ في اليوم العالمي للمرأة المسلمة والذي سَيُصادف العشرين من جمادى الآخرة، ويتعجب من صمُود هذه المرأة اليمنية التي كان لها الحضور البارز في ساحة الميدان لا سِـيَّـما في مواجهة هذا العدوان الغاشم على بلدنا، فلم تقف مكتوفة الأيدي بل ساهمت بكل ما تستطيع لتُساند وتدعم أخيها الرجل، ورفدت الجبهات، وقدمت التضحيات، لتجود بِكل ما تملك خدمةٍ في سبيل الله ونصرته دينه، وستبقى حيدرية شامخة ثائرة مُستبصرة ومتسلحة بسلاح الوعي والبصيرة.
فسلام الله على فاطمة الزهراء البتول، التي هي النُموذج الإيمَـاني والأرقى، التي ستبقى مدرسة لكل امرأة مُؤمنة، مدرسة إيمَـانية ترتشف من معانيها أسمى الدروس والعبر، وترتوي من نهرها الجاري الهُدى الذي يتعطشن إليه، ويهفون إليه كُـلّ المؤمنات في هذا العالم، وسلام الله على المرأة اليمنية الصابرة والصامدة في وجه أعتى عدوان خارجي هستيري عرفته الأُمَّــة، سلام الله وأزكى السلام لكلّ المُسلمات المؤمنات في كُـلّ زمان ومكان ما تعاقب الليل والنهار.