مؤشراتُ التصعيد العسكري.. ودورُ الماكنة الإعلامية..بقلم/ عبدالله الهلالي
تعميق الأزمة الاقتصادية وخلق حالة الاحتقان الشعبي وتوسيع دائرة الحصار وضرب العملة ونهب الثروة وتفكيك المجتمع وتقسيم الدولة وتحريض الإعلام وعدم القبول بالسلام والمماطلة في المفاوضة وعدم القبول بالشروط الإنسانية تلك مؤشرات عودة التصعيد العسكري للعدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن، تلك رغبة النظام الأمريكي ورباعية العدوان، فليس من المستبعد أن يندفع المستعبد السعوديّ ومعه اللفيف الإماراتي وفق رغبات النظام الأمريكي في التصعيد العسكري والاقتصادي لتعميق المعاناة وذر الملح على الجراح التي أثخنوّها بالشعب اليمني.
تصعيدٌ سيقلب طاولة المفاوضة ويعيدها إلى الصفر.
ولأن الأمريكي يخشى السخط الشعبي ويسعى لتشويه خصومه فلن يكون ذاك التصعيد بأُسلُـوبٍ خشن وجاف بل سيصحبه هالة إعلامية كبيرة: تُجِمّل الوجه القبيح وتُلبِس الحق بالباطل وتحاول بذلك كتم تجاوزاتها ورفع “قميص عثمان” وشعارات الإنسانية وحب السلام وخطر إيران وتهديد الملاحة وكذا تكميم الأفواه ومكافحة الإرهاب وتحرير اليمن من اليمني تلك هي سنارة الصيد الإعلامي في بحر التضليل والتجويع وقمع الحرية والإرادَة.
تهدف تلك المكنة الإعلامية ليس فقط تبرير التصعيد على اليمن لإقناع الشارع اليمني بل حتى الإقناع على المستوى الخارجي فالعالم يترقب الأحداث في اليمن عن كثب والسعوديّة تخشى أن يعرف العالم شذوذها وخبث تعاملها وسوء تصرفها وعدم رغبتها للسلام العادل، فبالإعلام توَارِي سوءاتها على الشعب اليمني ومن الغراب الأمريكي تعلمت ذلك ولا فرق بين التلميذ السعوديّ والتلميذ الأمريكي.
وكما أن القوات المسلحة مستعدة للدفاع وحاضرةٌ للمواجهة وفي جهوزيةٍ عالية وعلى قاعدة: لكل فعلٍ ردة فعل لَكنها هذه المرة يخالفه في الاتّجاه ولا يساويه في القوة بل كما أخبر السيد القائد في ذكرى الشهداء سنتحَرّك بما هو أكبر من كُـلّ المراحل الماضية.
كذلك يتوجب على أقلام الحق والإعلام الحر أن يكون في جهوزيةٍ عالية ليفضح كيدهم ويفند شبههم ودعاياتهم وباطل ادعائهم ويكشف ويعري مؤامراتهم دفاعاً لا ظلماً وعدوانًا؛ لأَنَّ العدوّ إعلامياً يتحَرّك بثلاثية الحرب الإعلامية التضليل والترهيب والترغيب.
وقد حاول العدوّ في هذه الأيّام جمع الكثير من نواعق التواصل الاجتماعي لخلخلة الصف الداخلي وحرف مسار القلم لتعميق الألم وإضعاف الهمم.
هنا يبرز دور رجال الإعلام وأصوات الحق ودعاة الإسلام وكما أن التوحد في الحرب العسكرية شفرة الانتصار فالتوحد أَيْـضاً في جبهة الإعلام شرطٌ لقوة صوت الحق والحق أحق أن يتبع وما علينا سوى أن نقذفهم بالحق على باطلهم ليدمغه كما أخبر الله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}.
هي مسؤوليتنا اليوم جميعاً علماء ومجاهدين ومواطنين أن نتحَرّك كما تحَرّكنا في المرحلة السابقة ووصلنا إلى العزة والكرامة وذلك ما لا نقبل في أن نفرط فيه عزتنا وكرمتنا وحريتنا والله الذي مكننا في السابق لن يتركنا في المستقبل فالله لا يضيع أوليائه.