النظامُ السعوديّ خنجرٌ مسمومٌ في خاصرة الأُمَّــة والإسلام..بقلم/ منير الشامي
إن من يتأمل تاريخ نشوء الدولة السعوديّة وتاريخ بني سعود ويتفحص أحداث ذلك التاريخ القاتم يكتشف الكثير من الحقائق الخطيرة عن بني سعود التي تؤكّـد بما لا يدع مجالاً لذرة شك أن هذه الأسرة تعتبر واحدة من أخطر مؤامرات أعداء الأُمَّــة الإسلامية التي استخدمتها بريطانيا وبمباركة ودعم من كُـلّ دول الغرب لاستهداف الدين الإسلامي والهُــوِيَّة العربية والإسلامية، وتدمير كُـلّ مقومات وحدة الأُمَّــة ونسف كُـلّ عوامل قوتها، هذه المؤامرة حيكت بعناية فائقة وبعد دراسات واسعة ودقيقة جِـدًّا شملت مختلف مجالات المجتمع العربي ثقافيًّا واجتماعياً واقتصاديًّا وسياسيًّا وعقائدياً ونفسياً وتاريخيًّا وجغرافياً… إلخ.
دراسات مستفيضة لم تغفل عن إرثه الحضاري ولا عن موروثه الثقافي ولا عن هُــوِيَّته المتجذرة حللت تجاربه الماضية وأخطاء أجياله المتعاقبة وحدّدت مكامن قوته ومكامن ضعفه وبناءً على نتائج تلك الدراسات التي عكفت عليها المخابرات البريطانية للحصول عليها طوال أعوام وأعوام وضعت مخطّطات مرنة لا جامدة تكون قابلة للتطوير والتحديث وبما يجعلها مواكبة لكل ما يستجد من أحداث ومواقف تعيق تقدمها أَو تحديات تفشل مسارها وغاياتها بحيث تصبح مؤامرة تمتد لقرون قادمة من الزمان كان وما يزال آل سعود عمودها وذروة سنامها وأهم أركانها الجوهرية، والأدلة على ذلك كثيرة نذكر منها على سبيل الاستدلال ما يلي:
١- هذه الأسرة مجهولة الأصل اختارتها بريطانيا ودعمتها، ومكنتها من تأسيس مملكة باسمها في بلاد نجد والحجاز، حَيثُ توجد أهم وأعظم مقدسات المسلمين وحاولت فرضها لزعامة الأُمَّــة لتقودها نحو المروق من الإسلام فكان عبدالعزيز بن سعود هو أول من تنازل بخط يده عن فلسطين لبريطانيا لإقامة دولة لليهود فيها وهو أول من قاد حركة التكفير الوهَّـابية وقتل عشرات الآلاف من القبائل التي لم تنصاع له بذريعة كفرهم كما أن هذه الأسرة هي من نشرت المذهب التكفيري في أوساط الأُمَّــة من عهد عبدالعزيز وحتى اليوم وأنفقت مئات المليارات لتحقيق ذلك ومولت إرهابهم في شتى بقاع الأرض.
٢- تبنت خلال عقود حكمها الإسلام المتشدّد وحاولت أن تظهر بأنها حامية حمى الإسلام وأطلقت على كُـلّ ملك من ملوكها بلقب “خادم الحرمين الشريفين” بخطة بريطانية في محاولة لتتزعم الأُمَّــة وبهدف إخراجها من الإسلام الحنيف ومبادئه الإنسانية وقيمه العادلة إلى إسلامٍ أجوف ومنحرف وتكفيري وإرهابي متشدّد يفرق الأُمَّــة ويمزق كيانها ويمحي هُــوِيَّتها وكانت هذه من أهم الأهداف التي أوكلتها بريطانيا إلى هذا النظام الأرعن.
٣- مارس ملوكها خلال العقود الماضية النفاق في أوضح صوره فحاولوا من خلال سياستهم العلنية الظهور أمام الأُمَّــة بالمدافعين عن الإسلام والداعمين له ولقضايا الأُمَّــة بينما كانت سياستهم السرية تهدف إلى ضرب الأُمَّــة بدعمهم لأعدائها وتمويل حروبهم على شعوبها ومحاولة طمس معالم الدين الإسلامي من القلوب ومن الأرض فهدمت كُـلّ الآثار الإسلامية في مكة والمدينة بل إنها حولت بيت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- إلى حمامات في الوقت الذي حافظت فيه على حصون خيبر وأبقتها كتراثٍ إنساني، فأيهما يُمثِّلُ تراثاً إنسانياً، تراث الدين الذي غيّر حياة الإنسان على وجه الأرض أم أطلال الذين أفسدوا ويفسدون في الأرض.
٤- نتيجةً لظهور الحركات المقاومة لمشاريعهم في هدم الإسلام بين أوساط شعوب الأُمَّــة وتنامي هذه الحركات في عددٍ من دول المنطقة خُصُوصاً خلال العقدين الماضيين فشل نظام بني سعود في تحقيق سيادة المذهب الوهَّـابي التكفيري كما كانت تتمنى بريطانيا وأمريكا وبقية أعداء الأُمَّــة وهو ما عكس فشله في فصل الأُمَّــة عن دينها الحنيف وأصبح تحقيق ذلك صعباً جِـدًّا فاتجه من موقف التشدّد الإسلامي إلى التفسخ الإسلامي والانحلال الأخلاقي وانقلب بذلك ٣٦٠ درجة فألغى قبل سنوات قليلة هيئة الأمر بالمعروف وأنشأ هيئة الترفيه وأباح كُـلّ المحرمات وفتح المراقص والحانات واستورد الخمور واستضاف مروجي أفلام الدعارة والمثلية ودعم حفلات المجون والرقص والسكر في معظم مدن المملكة واعتقل وحاكم كُـلّ من عارض هذه السياسة من رجال دين ومثقفين وناشطين وأعلن عن تخليه عن قضية الأُمَّــة وكشف عن علاقته الحميمة والقديمة بالكيان الصهيوني وضغط على عدة دول عربية للتطبيع معه وسهل دخول اليهود والصهاينة وفتح لهم الأجواء بل وصل به الحال لفتح الحرمين المكي والمدني لهم وللخامات وهما محرم عليهم دخولهما بالنص الصريح الواضح.
ويعتزم فتح معابد يهودية للصهاينة في مهبط الإسلام وأرض الوحي الطاهرة، وما فشل في تحقيقه بالتشدّد يحاول اليوم تحقيقه بالانحلال من خلال صرف مئات الملايين لإحياء مناسبات اليهود والنصارى كالهيولين والاحتفال برأس السنة “الكريسمس” والسعي بكل الوسائل لتسويد ثقافة اليهود والنصارى وطمس هُــوِيَّة شعب نجد والحجاز وما خفي أعظم.
هذا هو نظام بني سعود المجرم ومهمته الأَسَاسية هي قيادة مسيرة المروق من الإسلام، خدمةً لأوليائه من اليهود والنصارى وتحقيقاً لمصالحهم، فإلى متى سيستمر سكوت الأُمَّــة عنه.!