عامُ تحدٍّ وانتصار.. بقلم/ دينا الرميمة
طوى العالم ومعه طوينا صفحة سنة كاملة لتضاف إلى قائمة سنوات العدوان السعوديّ الأمريكي على بلدنا اليمن الذي أوجع الكثير منا وَبنيرانه اكتوى الجميع بعد أن اتخذ أربابها من اليمن قربان رضا للأمريكان والصهاينة، ومع أن العام المنصرم لم يكن بأحسن من سابقه وكان شبيهاً بما مضى من سنواتٍ عشناها تحت وطأة الحرب والحصار وحقد العالم الدفين إلا أننا تجاوزناه وخرجنا بقوة أكبر، فمع بداية العام ٢٠٢٢م صعدت دول العدوان من عملياتها العسكرية على صنعاء وَأخواتها من المدن الحرة وضيقت عليها الخناق بالحصار الذي بلغ ذروته علها بذلك تنتزع منا سلاما يرضي رغباتهم ويحفظ ماء وجههم، متناسية أن تعنتهم وصلفهم خلال سنوات عدوانهم لم يوهن صمود اليمنيين الطامحين بسلام يضمن لليمن سيادته وحرية وكرامة شعبه، ولأجله تجرعوا مرارة الحرب عاماً بعد آخر حتى بلغت الثمانية!!
وفي ثامنها إنجازات عظيمة أبرزها الأعاصير والعمليات الكاسرة للحصار التي اجتاحت الإمارات والسعوديّة وجعلت العالم بأسره يوجه بوصلته صوب صنعاء راجياً هدنة تضمن سلامة مصادر الطاقة المتلهف عليها كُـلّ العالم، فقبلها اليمنيون كجانب إنساني لتخفيف وطأة الحصار، وبها انتزعوا حقهم في فتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن ميناء الحديدة وإن لم يكن بالشكل المرتجى والمطلوب إلا أنه خفف عنهم جزء من تبعات الحصار خَاصَّةً مع توقف العمليات العسكرية على الأرض اليمنية، وحتى اللحظة لا تزال دول العدوان تسعى لتجديد هدنة رفضها اليمنيون إلا برفع الحصار الكلي عن ميناء الحديدة، وتوسيع رحلات مطار صنعاء دون قيود، أضف إلى تسليم رواتب الموظفين، وهي استحقّاقات سيادية يؤكّـد الجميع عليها ولا تراجع عنها.
ومن أهم إنجازات ٢٠٢٢م عروض الدفعات العسكرية لمن تجندوا كجيشٍ لديه كامل الجهوزية لمواجهة أي تصعيد وخطر، جيش الأرض لا جيش لمن يدفع أكثر، وخَاصَّةً مع تطور الصناعات العسكرية التي قال عنها “السيد القائد” بإنها أعظم وأكبر ستجعل القادم أشد وطأة على العدو!!
وفي هذا العام رأينا الطائرات المروحية اليمنية تعود محلقة في سماء اليمن بعد طول غياب في رسالةٍ قوية للعدو بأن أجواء اليمن ليست للنزهة وليست موقعاً لقذف حمم الموت على الأرض اليمنية!!
وخلال هذا العام استطاع اليمنيون حماية المياه الإقليمية وكان احتجاز سفينة روابي الإماراتية منجزا كبيرا أكّـد أن المياه اليمنية الإقليمية هي أَيْـضاً ليست للنزهة خَاصَّةً وأننا كما أخبر السيد القائد نملك سلاحا بحريا قادرا على حمايتها وردع كُـلّ من يحاول انتهاكها!!
وعلى الصعيد الأمني فقد تحقّقت إنجازات أمنية حاول بها العدوّ اختراق جبهتنا الداخلية فواجهته عيون لا تنام حفظت اليمن وأمنها ودحضت كُـلّ خطط العدو!
أما على الجانب الاقتصادي فقد شهد العام ٢٠٢٢م نهضة اقتصادية مع عودة الناس لزراعة الأرض فجادت بخيرٍ وافرٍ حتماً استمراره سيكسر الحصار المفروض ويحسن من اقتصاد اليمن!!
وكما تزينت الأرض بخضرة وخير ربها هي أَيْـضاً تزينت وأخضرت احتفاءً بمولد النور الذي أبهر العالم فكان حدثاً استثنائيًّا لم تشهده أرضاً كاليمن فيه أثبت اليمنيون أن اليمن هي أرض الإيمان، وشعبها هو المحب والمناصر لنبي الرحمة والإنسانية!
وخلال ٢٠٢٢م دخل الفرح إلى كُـلّ بيت يمني بالعرس الجماعي الأكبر الذي نفذته الهيئة العامة للزكاة لأبناء الشهداء والمرابطين والجرحى والفقراء والمحتاجين وهو مشروع أتى ضمن الكثير من المشاريع التنموية التي تبنتها الهيئة للقضاء على البطالة والفقر والمشاركة في نهضة اليمن.
ومسك ختام ٢٠٢٢م قرار حماية الثروات الذي به تم تنفيذ عمليات تحذيرية للسفن التي لسنوات وهي تنهب مشتقات اليمن النفطية لصالح حثالة العمالة والارتزاق في حين شعبها يتضور عوزاً وحاجةً لقطراتٍ منه، واستطاعت هذه العمليات أن تردع كُـلّ من يُمني نفسه بنفط اليمن وثرواته.
نستطيع القول إنه كان عاماً حافلاً بالانتصارات التي ما ذكرت منها إلَّا ما تيسر لذاكراتي ذكره وللمقام كتابته، لكن بالفعل فقد كانت انتصارات بددت كُـلّ أحزان الحرب وطغت على أحلام العدوّ بالنصر أَو السلام الذي أقل ما يقال عنه استسلام وبإذن الله فالعام الجديد سيكون عاماً مليئاً بالانتصارات التي بها سيتحقّق النصر الأكبر ولا نصر إلا للحق وأهله.