مسيرة حاشدة بالحديدة تحذر العدوان من الإمعان في جرائم الحصار
المسيرة – الحديدة
شهدت مدينة الحديدة، عصر أمس مسيرة جماهيرية حاشدة للتنديد بالحصار واستمرار العدوان الاقتصادي الممنهج بحق الشعب اليمني تحت شعار “الحصار حرب”.
وهتف المشاركون في المسيرة من أبناء مديريات مركز المحافظة والمديريات الجنوبية والشرقية، بالتأكيد على استمرار الصمود وتعزيز الثبات في الموقف والمبدأ والقضية لمواجهة العدوان، كما رددوا هتافات الغضب والسخط تجاه الحصار الأمريكي والتأكيد على حق الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وسيادته في وجه قوى العدوان، منددين بموقف الأمم المتحدة التي لا تحمل خطة حقيقية للسلام ورفع الضرر عن الشعب اليمني.
ورفع المشاركون لافتات الحرية والثورة والتمسك بخيار الدفاع عن السيادة والكرامة واستقلال الوطن ورفض مشاريع الوصاية ونهب ثروات وخيرات اليمن وحرب التجويع الممنهجة ومصادرة مرتبات موظفي الدولة.
وفي المسيرة التي تقدمها المحافظ محمد قحيم، اعتبر وكيل أول المحافظة أحمد البشري، في كلمة السلطة المحلية، استمرار التواطؤ والتآمر الدولي بعد ثماني سنوات من القتل والحصار والتدمير والتشريد، دليلاً على عدم حيادية المجتمع الدولي والمتاجرة بالشعارات الزائفة لحقوق الإنسان وفقاعات القوانين لتنفيذ مخططات استعمارية.
كما اعتبر تصعيد الممارسات التي يقوم بها تحالف العدوان وانبطاح حكومة المرتزِقة في إبرام الاتفاقات معه للسيطرة على الموانئ واحتلال الجزر وبيع ثروات ونفط اليمن، انعكاساً لحالة الذل والانحطاط وإصراراً على مضاعفة معاناة الشعب وقطع مرتبات الموظفين .
ولفت إلى أن صمود اليمنيين والتفافهم إلى جانب القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والجيش والأمن، سيفشل كلّ مخططات دول العدوان، مؤكدًا رفض الشعب اليمني أي حلول جزئية، ولن يرضى سوى بوقف العدوان والرفع الشامل للحصار ورحيل الاحتلال.
ووجه البشري رسائل أبناء الحديدة لتحالف العدوان بالكف عن المكابرة في حرب الحصار، بعد أن أثبتت الشواهد والمعطيات في ميدان المواجهة بأن اليمن مقبرة الغزاة منذ القدم.
وأعلن جاهزية أبناء الحديدة لتنفيذ خيارات القيادة بالرد على ممارسات العدوان وفك الحصار وتوجيه أقسى الضربات لعمق أراضي العدوّ كخيار لا بديل عنه للدفاع عن الوطن وحريته واستقلاله وانتزاع كامل القرار السياسي.
وحذّر وكيل أول محافظة الحديدة قوى العدوان من الإمعان في جرائم الحصار، مشدداً على أن الشعب اليمني لن يفرط في سيادته مهما بلغت تداعيات التضييق والحصار الجائر.
فيما اعتبرت كلمة العلماء التي ألقاها الشيخ صالح الحرازي، ممارسات وانتهاكات دول العدوان في تشديد الحصار واحتجاز سفن الوقود ومنع دخول الدواء والغذاء، جرائم حرب لا مثيل لها في التاريخ وتمثل وصمة عار في جبين مرتكبيها خصوصاً وأن آثارها وتداعياتها فاقمت من معاناة ملايين اليمنيين.
من جانبها أكّدت كلمة الشخصيات الاجتماعية التي ألقاها عضو مجلس الشورى عبدالرحمن مكرم، أن أبناء الحديدة سيظلون مدافعين عن الأرض والعرض والكرامة والسيادة وبذل الغالي والنفيس في سبيل الانتصار لمظلومية الشعب اليمني وعدالة قضيته.
وطالب البيان الصادر عن المسيرة، الأمم المتحدة بالخروج عن صمتها بعد ثماني سنوات من الانحياز لصف العدو والسكوت عن أبشع الجرائم والحصار الظالم، مؤكّداً أن حقوق اليمنيين ورفع الحصار وصرف المرتبات تمثل مطالب مشروعة طال انتظارها ويجب على المجتمع الدولي الضغط لتنفيذها دون مساومة.
وجدّد عهد أبناء الحديدة في الولاء لله ورسوله ولقائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى في دعم مسيرة الصمود والانتصار لمعركة الحق ضد قوى الباطل وتجسيد كلّ القيم والمبادئ التي يحملها مشروع المسيرة القرآنية ومواجهة كلّ التحديات.
ودعا البيان إلى تعزيز جهود دعم التعبئة العامة والحشد والتحرك نحو الجبهات لوضع حدّ لصلف الغطرسة والتمادي في الحصار وتلقين الغزة وأدواتهم من العملاء والمرتزِقة دروساً في العزة والكرامة.
وأوضح أن خروج أبناء الحديدة في مسيرة “الحصار حرب” يأتي في اطار تجسيد الوعي بقيم النضال الثوري الذي ينطلق من مبادئ المسيرة القرآنية والمضي في تعزيز أهدافها لرفض التدخلات الخارجية في الشأن اليمني والتعبير عن تطلعات وإرادة اليمنيين بانهاء الحصار الجائر.
وشدَّد البيان على أن الحصار أكبر جريمة إنسانية لقتل الشعب اليمني الذي يعيش أسوأ كارثة إنسانية، مبيناً أن السلام الحقيقي يتمثل بإيقاف العدوان ورفع الحصار وكف التدخلات الأجنبية وعدم الانحياز السافر إلى جانب تحالف العدوّ.
وأشَارَ إلى أن عواقب الاستمرار في حصار اليمن ستكون خطيرة على دول التحالف، لأنَّ رهانها على حماية أمريكا ودول أجنبية لمنشآتها لن يستمر، لافتاً إلى أن ما تروج له دول العدوان عن تقديمها مساعدات إنسانية لليمن إنما هو تضليل للتغطية على تبعات حصارها الظالم.
ونوّه البيان إلى أن الشعب اليمني بات اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لكل المؤامرات ويأبي الاستسلام والخنوع، مؤكداً أن النضال سيستمر في دعم خيارات النصر حتى طرد الغزاة المعتدين وانتزاع كامل حقوق اليمنيين المنهوبة .
كما أكّد البيان دعم محافظة الحديدة وتأييدها وتفويضها لقائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ لمواجهة الحصار والعدوان بكل الطرق والوسائل المناسبة واتخاذ ما يلزم في حال عدم الالتزام بمطالب الشعب اليمني ورفع الحصار الشامل وصرف المرتبات.
وجدّد دعم أبناء الحديدة للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الشعب اليمني الأساسية والمركزية، مستنكراً ما ترتكبه العصابات اليهودية من جرائم بحق الشعب الفلسطيني واقتحام المسجد الأقصى، مؤكداً أهمية اتخاذ موقف إسلامي مسئول للتصدي لعنجهية الصلف اليهودي.
تخللت المسيرة التي شارك فيها وكلاء المحافظة والقيادات التنفيذية والمحلية والأمنية والعسكرية ومدراء المديريات والعلماء والشخصيات الاجتماعية، قصيدة للشاعر أيوب الحشاش.