عاصم: على دول العدوان أن تأخذَ تهديداتِ صنعاء على محمل الجد
– مسيراتُ “الحصار حرب” ترجمت رفضَ الشعب اليمني لاستمرار حالة اللا سلم واللا حرب
المسيرة | خاص
أكّـد عضو الوفد الوطني المفاوض، حميد عاصم، أن مسيراتِ “الحصار حرب” الجماهيريةَ التي احتضنتها العاصمةُ صنعاءُ والمحافظاتُ الحرة، ترجمت رفض الشعب اليمني لحالة اللا حرب واللا سلام، كما عبرت عن التفاف اليمنيين حول القيادة في معركة التحرّر والاستقلال، داعياً دول العدوان إلى أخذ تهديدات وإنذارات صنعاء على محمل الجد.
وقال عاصم في حديث للمسيرة: إن الشعب اليمني قال كلمته في الخروج الجماهيري الكبير، بأنه “يقف خلف القيادة في رفض الأطماع الأمريكية والسعوديّة”.
وَأَضَـافَ أن المسيرات الشعبيّة حملت رسالة واضحة مفادها أن “الشعب يرفض استمرار حالة المراوحة والمراوغة فإما حرب وإما مفاوضات تقود للوصول إلى حَـلٍّ واضح”.
وجاء الخروجُ الجماهيري في مسيرات “الحصار حرب” بعد بروز مؤشرات واضحة على انسداد أفق مفاوضات تجديد الهُــدنة؛ بسَببِ تعنت دول تحالف العدوان ورعاتها الدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي تصر على رفض مطالب الشعب اليمني المتمثلة بصرف المرتبات من إيرادات النفط والغاز، ورفع الحصار عن المطارات والموانئ اليمنية.
وكانت صنعاء قد وجهت إنذارات شديدة اللهجة لتحالف العدوان بشأن عواقب هذا الموقف، لكن بدلاً عن التعاطي الإيجابي مع المطالب الإنسانية، لجأ العدوُّ إلى استئناف المراوغة والمماطلةِ من خلال الاستعانة بالوساطة العمانية لإقناع صنعاء بالقبول بمقترحات التفافية تمنح دول العدوان المزيد من الوقت لترتيب أوراقها في ظل حالة “لا حرب ولا سلام” طويلة الأمد، الأمر الذي مثل الخروج الجماهيري الغاضب والكبير ردًّا واضحًا عليه.
وذكر عضوُ الوفد الوطني عاصم بأن عمليات كسر الحصار العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة العام المنصرم، كانت مسبوقة بمسيرات جماهيرية مماثلة، مؤكّـداً أن “المسيرات الشعبيّة الأخيرة ستكون لها نفس العواقب” في إشارة إلى مخاطر تجاهل تحالف العدوان ورعاته للرسائل التي حملها الخروج الجماهيري.
وكان نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ حسين العزي قد حذر من أن تجاهل صوت الجماهير التي خرجت في مسيرات “الحصار الحرب” سيكون تصرفاً غير حكيم من جانب تحالف العدوان سيكلفه الكثير.
ووجهت القيادة الوطنية خلال الفترة القصير الماضية العديد من رسائل الوعيد والإنذار لتحالف العدوان ورعاته بشأن عواقب الإصرار على موقفهم العدائي أَو توجّـههم نحو التصعيد، حَيثُ أكّـد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن أي تصعيد من جانب العدوّ على المستوى الاقتصادي أَو العسكري سيواجه برَدٍّ أكبرَ وأشدَّ مما شهدته كُـلّ المراحل السابقة.
وأكّـدت القواتُ المسلحة أكثرَ من مرة جاهزيتَها للتعامُلِ مع تحَرّكات العدوّ ورعاته واستعدادها لتنفيذِ عملياتِ استراتيجية ذات تأثير واسع، كما أكّـدت أن الجبهةَ البحرية ستكون لها أولوية في المرحلة القادمة.
وبهذا الخصوص دعا عضو الوفد الوطني تحالف العدوان إلى “أخذ تهديدات صنعاء على محمل الجد” لافتاً إلى عدم وجود مساحة للمراوغة والمماطلة والالتفاف على مطالب واستحقاقات الشعب اليمني “فإما سلام حقيقي وإما عودة التصعيد“.
ويجمع المراقبون على أن الخروج الجماهيري الكبير الذي احتضنه العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة في مسيرات “الحصار حرب” يمثل تهيئة لمرحلة جديدة على تحالف العدوان سلماً أَو حرباً؛ لأَنَّ هذه المسيرات تغلقُ بابَ المراوغة والمماطلة أمام العدوّ وتضعُه أمامَ الخيارين الوحيدين أمامه وهما: تلبيةُ مطالب الشعب اليمني ومعالجة المِلف الإنساني ثم التوجّـه نحو تنفيذ بقية متطلبات السلام العادل كإنهاء الاحتلال ودفع التعويضات، أَو التوجّـه نحو جولة تصعيد جديدة تعرف دول العدوان ورعاتها جيِّدًا أنها قد تؤدِّي إلى تداعياتٍ دائمةٍ لا يمكنُ التراجُعُ عنها.