سوقُ الخميس بأمانة العاصمة.. نافذةٌ لتسويق المنتج المحلي ودعم الأسر المنتجة

 

المسيرة – محمد صالح حاتم

يعد سوقُ الخميس في منطقة التحرير بالعاصمة صنعاء أحد الأسواق الأسبوعية التي تعرض فيه العديد من المنتجات المحلية المتنوعة ذات الجودة العالية، حَيثُ يحوي السوق على أنواع وأصناف متعددة من العطور، والبخور، والمنظفات، والعصائر، والمخللات، والشطة والملابس، والإكسسوارات، والحقائب النسائية، بالإضافة للعسل، والتمر، والسمن البلدي والطحين المركب، والمعجنات والحلوى، وكلها منتجات محلية مصنوعة من مواد خام محلية.

ويعتبر سوق الخميس نافذة للمنتجات المحلية، وساحة عرض للأسر المنتجة، التي صمدت، وجعلت من الظروف الصعبة جسر عبور نحو الاكتفاء الذاتي.

وتقول يسرى المطاع في إدارة سوق الخميس: إن السوق فتح مساحة لعرض المنتج المحلي خَاصَّة الأسر المنتجة، مؤكّـدة أن السوق يعمل على تشجيع الأسر المنتجة وتحفيزها على الإنتاج، مشيرةً إلى أن هناك إقبالاً وتزايداً كبيراً من قبل الأسر المنتجة لعرض منتجاتها في السوق، لدرجة أن يتم التناوب والتدوير بين الأسر لكل الأسبوع، نظراً لعدم وجود أماكن؛ بسَببِ ضيق السوق.

وتوضح المطاع أن إدارة السوق تخطط لفتح أسواق في كُـلّ مديريات العاصمة، مشيرةً إلى أنهم يقومون بعملية المسح لمعرفة عدد الأسر المنتجة في كُـلّ مديرية، وأن هناك مقترحاتٍ لإقامة سوق في حديقة السبعين، وآخر في حديقة الثورة، لعرض وبيع المنتجات المحلية، على أن يكون في المستقبل سوقاً دائماً للأسر المنتجة.

من جانبها، تبين نوال الشريف صاحبة منتوجات ملابس محلية، أن المنتجات المحلية تمتاز بجودةٍ عالية، وأسعارها مناسبة جِـدًّا، مؤكّـدةً أن سوق الخميس خدم المنتج المحلي بشكلٍ كبير، وأن إقبال المستهلك اليمني على شراء المنتجات المحلية في تزايدٍ مُستمرّ، مطالبة بإيجاد سوق دائم للمنتجات المحلية، وأن يكون هناك دعاية وإعلان للمنتجات المحلية أسوةً بالمنتجات المستوردة.

بدورها تشير وفاء مبارك وهي مصممة إكسسوارات، إلى أن جودة منتجاتها عالية، وهي أفضل من المستورد كونها شغل يدوي، وخاماتها مختارة من المواد الممتازة “الخرز والكرستال”، وهو ما يجعل الإقبال عليها كَبيراً.

وتقول مبارك إن الصعوبات التي تواجهها هي عدم توفر المواد الخام ذات الجودة العالية، وتأمل أن يتطور المنتج المحلي حتى نكتفي ذاتياً، ويتم التصدير للخارج، حَيثُ توجّـه الشكر لمؤسّسة بنيان التنموية على ما تقوم به من جهود في سبيل دعم الأسر المنتجة من خلال إيجاد سوق الخميس.

 

مواد خام محلية

هديل ردمان من مبادرة (يدٌ بيد.. تكاتف وبناء) تشير إلى أن منتجاتها المكونة من عصائر ومخللات وشطة وعشار مواد خامها محلية وطبيعية 100 %، وهي ذات جودة عالية، مؤكّـدةً أنها أفضل من المستورد، لخلوها من المواد المضافة والصناعية، موضحةً أن المستهلك اليمني يقبل على المنتجات، وأن هناك عدم تعاون، أَو مساندة من الجهات الحكومية مع المنتج المحلي، ولذلك فَـإنَّها تدعو إلى إيجاد تسويق حقيقي للمنتجات المحلية.

أما أماني المداوري من منتجات قنوان، فتؤكّـد أن منتجات مؤسّسة قنوان محلية، ومنها الطحين المركب الذي يحتوي على 80 % من الحبوب المحلية بأنواعها وأصنافها، وأن هناك إقبالاً كبيراً على شراء منتجات مؤسّسة قنوان وخَاصَّة الطحين المركب والذي يتواجد لهم عدة نقاط بيع.

وتضيف المداوري أن الوعي لدى المستهلك بدأ ينضج أكثر وأكثر، وهو ما لاحظناه من تزايد الإقبال على منتجات قنوان.

وعلى صعيدٍ متصل يقول الشيخ إسماعيل محمد الشامي أحد زوار سوق الخميس، إن المنتج المحلي أفضل بكثير من المنتج المستورد، مُشيراً إلى أنه يحرص على زيارة السوق كُـلّ أسبوع وأنه يشتري الطحين المركب باستمرار كونه يحتوي على حبوبٍ محلية (دخن، وذرة شامية، وذرة رفيعة، وشعير)، مؤكّـداً أنها حبوب سليمة وصحية ونظيفة، وليس لها أضرار صحية بعكس الدقيق الأبيض الذي يسبب ارتفاع الكوليسترول، والضغط والقولون والسكري.

 

تنفيذ توجيهات قائد الثورة

مدير إدارة الإعلام بمؤسّسة بنيان التنموية، رشاد الفضيل، يشير إلى أن سوق الخميس هو ترجمة عملية لموجهات قائد الثور السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- السيد القائد في تحويل الأسر المستضعفة الكريمة من حالة الاستجداء إلى مرحلة الإنتاج والاعتماد على النفس والعطاء، وهو يمثل الخطوة والمرحلة الأولى للأسر المنتجة التي تلقت التدريب والتأهيل للوصول إلى الإنتاج المرضي الذي يمثل البديل عن المنتج الخارجي، مُضيفاً أن السوق عبارة عن نقطة تسويقية لمنتجات الأسر المنتجة وتشجيعها والترويج لمنتجاته، كما أن السوق فرصة عملية لدراسات الجدوى لمشاريع الأسر قبل الدخول للأسواق الدائمة، والاستقلال والتوسع والتطور، مؤكّـداً وجود قصص نجاح لبعض الأسر التي بدأت من السوق، وانتهت بمشروعها الخاص والناجح.

ويشير مدير إعلام بنيان إلى أن سوق الخميس ساعد على نشر ثقافة استهلاك المنتج المحلي والإنتاج وتخفيض فاتورة الاستيراد، مُضيفاً أن المنتج المحلي هو من الأرض الطيبة التي قال الله عنها الله: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)، مؤكّـداً على جودة المنتج المحلي العالية، والقيمة الغذائية والصحية؛ لأَنَّه بدون تعديلات وراثية.

ويواصل الفضيل: “ولو عدنا قليلًا إلى الماضي لالتمسنا أهميّة المنتح المحلي من خلال طريقة التعامل مع كُـلّ المنتجات البلدي التي عرفت بأنها علاج مثل العسل والسمن والبيض ومختلف منتجات الحبوب وغيرها، مشيرةً إلى أن بقية المنتجات تحتاج إلى وعي مجتمعي للإقبال على استهلاكها واقتنائها؛ كونها أصبحت ذات جودة منافسة خُصُوصاً بعد العمل التشاركي التكاملي الواسع لجميع الجهات ذات العلاقة -حكومية وأهلية وخَاصَّة وجمعيات- بالإنتاج والتصنيع حسب المواصفات والمقاييس، مؤكّـداً أن حركة المبيعات للمنتج المحلي ينتج عنها تطوير وتحسين في الجودة بشكلٍ مُستمرّ..

ويقول الفضيل: “بفضل الله أصبح لدينا منتجات محلية تغلبت في جودتها على المنتجات المستوردة من ناحية الجودة والمتانة والتكلفة، مُشيراً إلى أن تشجيع هذه المنتجات ستتحسن بعون الله باقي الإنتاجات حتى تكون هي البديل الأفضل عن المستورد، منوِّهًا إلى أهميّة التكاتف والتعاون بين جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في المرحلة القادمة لدعم وتشجيع الإنتاج المحلي؛ بهَدفِ تخفيض فاتورة الاستيراد وعكسها إلى الداخل والوثوق بجودة الإنتاج المحلي والتحَرّك المجتمعي الواسع نحو الإنتاج.

 

دعم وتشجيع المنتج المحلي

محمد الحضرمي من دوعن محافظة حضرموت، يشير إلى أنه يبيع العسل والسمن والتمر الحضرمي والسقطري منذ أربع سنوات في سوق الخميس، مطالباً الجهات المعنية بتشجيع ودعم المنتج المحلي والترويج له في وسائل الإعلام، داعياً المستهلك اليمني الإقبال على شراء المنتج المحلي؛ كونه أفضلَ من المستورد وجودته عالية.

أما إبراهيم محمد عبدالله -أحد زوار السوق- فقد عبر عن ارتياحه بما يراه في السوق من منتجاته محلية، مُضيفاً أنه تفاجأ بما رآه؛ كونها أولَ زيارة لي إلى السوق.

ويشير إبراهيم إلى أن المنتج المحلي أفضل من المستورد، وهو أولى من المنتجات المستوردة، مؤكّـداً أنه سيحضر مع أفراد أسرته للسوق، معاتباً غياب الترويج الإعلامي للسوق وللمنتج المحلي، ومطالباً إلزام وسائل الإعلام بالترويج للمنتج المحلي والإعلان المجاني.

أما عمر الأكوع بائع منتجات صابون وشامبو وزيوت طبيعية، فيشير إلى أن المنتج المحلي يعاني من عدم الترويج له إعلامياً، رغم جودته العالية وأسعاره المناسبة جِـدًّا.

ويدعو الأكوع الجهات الحكومية إلى إيجاد سوق دائم للمنتجات المحلية، وللأسر المنتجة والترويج لها عبر وسائل الإعلام.