مآربُ أُخرى للحرب الاقتصادية وَالهُــدنة..بقلم/ دينا الرميمة
ندرك جميعاً خطورة الحرب الاقتصادية وسياسة التجويع التي اتخذتها دول العدوان ضد اليمنيين إلى جانب الحرب العسكرية وأنها تكاد تكون أكثر خطراً من الحرب العسكرية بصواريخها وقنابلها وكافة أسلحتها الفتاكة، حَيثُ لم يكن الغرض منها هو القتل فقط الذي كانت غاراتهم كفيلة به إنما كانت لهم أهداف أُخرى هي أكثر بشاعة من القتل أَو الموت.
فقد أرادوها حرباً على القيم والمبادئ ونشر الرذيلة وَالفوضى وإثارة السخط على القيادة السياسية في صنعاء وهي سياسة نجحت في بعض الدول التي عوقبت بالحصار!!
إلا أن اليمنيين الذين لم تخضعهم مئات الآلاف من الغارات كانوا أكبر من أن يخضعهم الجوع ويجعل بطونهم لاهثة وراء ما يشبعها مقابل كرامتهم وسيادة أرضهم، وهيهات للجوع أن ينتزع منهم قيمهم وأخلاقهم وإن ربطوا الحجار على بطونهم، خَاصَّةً وأنهم قد تحلوا بوعي كبير جعلهم يواجهون هذه الحرب بخبثها وأوجاعها وحالوا بين العدوّ وَمبتغاه بكافة الطرق الممكنة عبر استغلال مقدراتهم وقدراتهم لتحقيق نوعٍ من الاكتفاء الذاتي الذي كسروا به الحصار، أضف إلى روح التكافل الاجتماعي السائد في المجتمع اليمني الذي كان له دور كَبير في إفشال مخطّطات العدوّ، بمعنى أنه وإن كانت الحرب الاقتصادية قد قتلت الكثير إلا أنها لم تقتل روح الصمود في هذا الشعب ولم تتمكّن من نفسياتهم ووعيهم، هذا إلى جانب العمليات العسكرية الرادعة وَالكاسرة للحصار التي قام بها الجيش اليمني إلى عمق دول العدوان التي سرعان ما هرعت للبحث عن سلامة منشآتها الاقتصادية والنفطية متخذة من الملف الإنساني ورقة تفاوض للحصول على هُــدنة قبل بها اليمنيون للتخفيف من وطأة الحصار وَكخطوة لسلام شامل، إلا أن دول العدوان التي ضمنت سلامة اقتصادها ونفطها كان لها نواياها السيئة ومآربها الأُخرى من وراء هُــدنة لم تلتزم بكافة بنودها وجعلت اليمن يعيش حالة من اللا سلم واللا حرب بعد أن كان لها اليد الطولى في هذه الحرب ظناً أن هذا الأمر سيثير غضب الشعب على القيادة بعد محاولات التحريض التي قام بها ذبابهم الإلكتروني في الدعوة لثورة ضد الجوع سوقوا لها عبر مواصل التواصل الاجتماعي وتكفلوا بدعمها من داخل فنادق الرياض وهي محاولة بائسة لاختراق صنعاء التي لا يزالون يعضون بنواجذهم على أمنياتهم في الوصول إليها ووأد أمنها وسكينتها ونزع الثقة فيما بينها وبين حماتها وقادتها بعد أن فشلوا في إسقاطها بالحديد والنار.
وَمع أنه أمر لطالما راهن عليه العدوّ وعليه اشتغل من بداية الحرب وسخر لذلك خلاياه من ضعاف النفوس ومدعي الوطنية المرتبطين بالاستخبارات السعوديّة، إلا أنه سرعان ما يتم كشفهم ويفشلون في تنفيذ أجنداتهم!! ولنا فيما حصل مؤخّراً من التحريض خير دليل فعلى عكس ما تمنوه في أن يخرج الشعب بثورة ضد حكومة صنعاء خرج الشعب بأكمله رافضاً حالة اللا سلم واللا حرب وهُــدنة لم تكن بالمستوى المطلوب كانت دول العدوان هي الرابح الأكبر فيها، محملاً دول العدوان مغبة أية عمليات عسكرية، مفوضاً القيادة باتِّخاذ قرار الحسم مؤكّـداً الاستعداد لخوض معركة فاصلة ودعم ومساندة الجبهات ولتكن حرباً يعلو دخانها زحل حتى تحقيق كامل السيادة للأرض اليمنية وسلام يشرفها ويشرف أهلها الذين أثبتوا بحق أنهم شعب الحكمة شعب كريم بكرامة وعزة أرضه العصية على الاحتلال.