العدوانُ اليوم أوهى من مبرّراته.. بقلم د/ مهيوب الحسام
لو كان العدوانُ يستطيعُ شرعنة اتّفاق الهُــدنة ليستغلها للاستمرار بعدوانه كما فعل بشماعة شرعية الدنبوع “التي خط بها سطراً في الهواء ومحا” لفعل دون تردّد.
وما سعيه لإطالة فترة اللا سلم واللا حرب سوى قلة حيلة ومحاولة بائسة لتثبيت أقدامه واستكمال بناء قواعده العسكرية في الجزر والأراضي اليمنية المحتلّة لبدء مرحلة جديدة من عدوانه من تلك القواعد لن يستطيع بها إخراج محطاته النفطية السعوإماراتية من عدوانه أَو تجنيبها خطر الاشتعال كما يفكر ويسعى من خلال محاولته الفاشلة سلفاً لنقل قيادة عدوانه لأدوات تنفيذية أُخرى بعيدة جغرافياً عن اليمن التي لن تسعفه ولن تنجيه.
لم يعد بمقدور العدوان بعد اليوم إخفاء مطامعه وأهدافه الاستعمارية سواءً عن الشعب اليمني أَو العالم وهو ما يجعل أية محاولةً منه للتغطية على عدوانه وجرائمه أَو استمراره بأية ذرائع واهية أمراً مكشوفاً وغير مجدٍ واستمراره ببناء القواعد العسكرية وتعزيز قواته في محافظة المهرة وسقطرى وحضرموت وشبوة وعدن وقاعدة العند لحج وتعز المخاء وباب المندب وميون لن يدع لهذا الشعب العظيم من خيار سوى المواجهة الشاملة معه وإخراجه من كُـلّ شبر من الأراضي اليمنية المحتلّة سابقًا ولاحقاً ولا خيار آخر.
والحقيقة الأُخرى التي لم يدركها هذا العدوان الإجرامي حتى الآن بأن الشعب اليمني العظيم بقيادته الثورية العظيمة والسياسية بات عصياً على الوصاية والارتهان وأنه بات من المحال أن يحكم من الرياض وأبو ظبي وواشنطن ولندن وتل أبيب أَو أن يبقى تحت احتلال مباشر أَو غير مباشر وقد لا يدرك بأنه بمكابرته ماضٍ وبالقصور الذاتي بعون الله نحو هزيمته النهائية الناجزة وتحقيق وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر النهائي الناجز.
لم يبق أمام هذا العدوان بأصيله وأدواته وبعد ثماني سنوات من عدوانه سوى شيئين لا ثالث لها هما إما أن يعودَ ليس إلى العقلانية التي لا يملكها وإنما إلى الاتعاظ.
من مصير من سبقه من الإمبراطوريات لغزو اليمن واتِّخاذ القرار الذي يجنبه وعن بينة ذات المصير وأشد ولا أظنه ذاهب إلى هذا المنحى وإما أن يمضي في رهاناته الخاسرة وأوهامه السرابية ليدفع ثمن ما أجرم بحق هذا الشعب ليذوق عندها وبعون الله وعن بينة من بأس هذا الشعب المؤمن بالله المستعين به والمتوكل عليه ما يستحق من ضربات تفقده توازنه وتودي بمصادر الاقتصاد الممول لعدوانه وتركعه مرغماً.
لقد عاش العدوانُ يقتاتُ على دماء الشعب اليمني بمبرّراتٍ واهية ليصبح بفضل الله اليوم أوهى من مبرّراته وكمية القتل والدماء والظلم والإجرام غير المسبوقة بحق هذا الشعب لن تدعه يفلت دون أن يدفع ثمناً وبقدر إجرامه وبهزيمةٍ مدوية تقلب الموازين على الأرض، وعندما سيدرك هذا مصيره المحتوم سيكون الوقت قد فاته وهذا مصير طغاة الأرض عبر التاريخ وهي سنن الله ولن يجد لسنة الله تبديلاً ولن يجد لها تحويلاً وسنن الله نافذة ولن يهزم شعب رهانه على الله.