المرأةُ في الغرب حقائقُ لا تُخفى.. بقلم/ منتصر الجلي
لطالما تفنَّنَ المنظرون عالميًّا، في شتَّى العلوم وميادين المعرفة، ولطالما هرع المثقفُ العربي ليأخذ وَبنهم شديد تلك الثقافة المُعيٌنة الناتجة عن نظرية أَو أُطروحة دراسية غربية،
إنه لشيءٌ مؤلمٌ أن نرى أجيالاً مما عاصروا القرن الحادي والعشرين وها نحن في العقد الثالث من القرن الثاني والعشرين، تهافت عربي على مستوى الطبقات المختلفة -حكاما ومثقفين ونخب، ومفكرين- لم يعد المفكر العربي منذ مطلع التسعينيات في نظرة فاحصة للعلوم والثقافات، انبرى الكثير من دَرسوا بمصر والجزائر والأردن والمغرب العربي إلى القراءة الفكرية للنتاج الغربي في صور مختلفة من العلوم، لا بأس في ذلك إن كان أخذهم لها في ما يخدم العملية الفكرية العربية في إطار التوسع الحداثي، غير أنه يشتغل علماء الفكر المسيحي والوثنيات الأُخرى في تقنين الذوات وخلق توسعة معرفية جامدة، لم تخدم البشرية.
جاء الغرب ليناديَ بحقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية، يرفع لها من الشعارات المختلفة لإخراج المرأة المسلمة عن الصون والحفظ الديني والفطري القبلي.
شاعت الأرقام المهولة التي انتشرت حول حياة المرأة في الغرب!
سؤال يمكن أن يكون، هو لماذا الغربيون حكومات ورجالات لم تحفظ للمرأة الغربية الأمريكية الأوروبية حقها في العيش الكريم، في حين ينادون بحقوق المرأة المسلمة؟!
إن الغرب وأمريكا لم تأمن المرأة في بلدانهم وعاشت في أقصى حالات البؤس والشقاء جراء التعذيب النفسي والجنسي، في حين تكون هناك كُـلّ 68 ثانية حالة اغتصاب واعتداء جنسي، وكل 9 دقائق يكون الضحية طفلا، وحسب منظمة (رين) الأمريكية «فَـإنَّ متوسط الاغتصاب والاعتداءات الجنسية بلغت 464 ضحية توزعت بين عمر 12 سنة وما فوق، كُـلّ عام في الولايات المتحدة الأمريكية» تلك الدولة التي خرجت إلى بلدان الشرق الأوسط لتخلع نزاهة المرأة والترويج للرذيلة بأساليب مختلفة منها الشبكة العنكبوتية التي جعلت منها سلاحاً فتَّاكا لتدمير الهُــوِيَّة الشعوبية والدينية لبلدان العالم.
إن انزلاق الفكر العربي في دوامة الحداثة بكل هلع ودون أسس ينطلق منها، هيأت منه ساحةً للعب الإعلامي والانفلات المقيت، في حين جاءت اليوم لنشر الشذوذ الجنسي تحت عباءة الحرية العامة، لكلا الجنسين في خروج عن كُـلّ قيم الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها.
وعبر سنوات مضت بدأت المثلية الشاذة تغزو البلدان العربية بمتوسط 3 ٪ في كُـلٍّ من مصر والبحرين والأردن والسعوديّة، جرائم وحسابات معلنة، في حين شعر الغرب بتزايد التعداد السكاني للدول الإسلامية حاول تقليص ذلك من خلال إشاعة الفاحشة الغريبة ونقل المرض الذي يهدّد حياة الكثيرين في العالم نتيجة هذا، المعروف بالإيدز.
ما يصبو له الغربُ بهالته الإعلامية من مسلسلات وأفلام وحركة إعلامية، هو استهداف حصانة المرأة المسلمة وكشف حُجُب الدين والأعراف والتقاليد التي هي منبع الفطرة الإنسانية.
لا يمتلك الغربيون اليوم من الحرية وحقوق المرأة سوى شعارات لا صحة لها يغتر بها بسطاء العرب، فلا حماية تضمن للمرأة الغربية حقها أَو قانون يحفظ لها شرف وجودها، على اعتبارها سلعة أَو أداة للاستخدام ثُمَّ إلى مزبلة النفايات، سقطت كرامة المرأة هنالك وأصبحت آلة للاستخدام لا غير، فسعت العديد من المنظمات والمؤسّسات لحفظ المرأة دون جدوى، والانفلات الظاهر يكتسح الشارع الغربي دون استثناء، كظاهرة عامة لا حَـلّ لها، بلغت عام 1998 ما يقدر ب17/7مليون امرأة أمريكية ضحية اغتصاب ومحاولة اغتصاب، و3٪ من الرجال الأمريكيين قد عانى من الاغتصاب في فترة حياته.
في واقع كهذا تسعى الماسونية الغربية لإسقاط المجتمعات الإسلامية، لتصبح فارغة الهُــوِيَّة والمضمون، فاقدة السيطرة على مقومات وجودها مما يسهل ضربها والسيطرة عليها، على المدى الطويل فالبرهنة أن الأثر يحدث تأثرا على المدى البعيد.
فكان لزاما دينيا وأخلاقياً أن تحافظ المجتمعات العربية وشعبنا اليمني على حفظ الموروث الديني الفطري والتمسك بالقُدوة من النساء في مقدمتهن وأولهن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع).