“حقوقُ المرأة” شعارٌ لإفساد المسلمة باسم الدفاع عنها.. بقلم/ عبدالإله محمد أبو رأس
إن التصدي البدائي للأفكار المستوردة التي تستهدفُ بالأخص كيانَ المرأة غالبًا ما يؤدي إلى قبول تلك الأفكار التي تفسد وتقوّض أخلاق المرأة في المجتمع، وبدون ردود أفعال مناسبة تكبح جماح الأفكار الفيروسية والثقافات المنحطة والمتدنية فَـإنَّها ستغلغل وتنصهر وتصبح هي السلوك المعتاد والشكل والقالب والنمط الذي تتمناه وترغب به المرأة، بالرغم من أن تلك الأفكار المستفحلة والمتفشية تجعل المرأة عبارة عن دُمية مقلدة للغرب، لذلك يجب علينا أن نفند تلك الأفكار المستشرقة وأن نستحضر كُـلّ الحقوق والمفاهيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام وأعطى للمرأة حقوقَها ومكانتها وعفتها وحشمتها، وأن نبرز النماذج الإيجابية التي ينبغي أن تقتدي بها كُـلّ النساء في حاضرنا، وتقع في قمة تلك القدوات وأسمى مواقعها شخصية سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، تلك الشخصية التي لو صورت على حقيقتها التي كانت عليها وتم تقديم صورة دقيقة عنها، وأعيدت قراءةُ حقيقتها على نحو علمي سليم ورؤية واعية جديدة، مع احياء أسمائها وذكراها وعرض شخصيتها ورسالتها مرة أُخرى، لشعرت المرأة الجديدة حينذاك بعدم ضرورة الاستجابة للدعوات الغربية المنحرفة والوافدة تحت مسميات الحداثة في سبيل التحرّر من القيم البالية والتقاليد الرجعية البائدة.
في الوقت الذي زادت فيه موجات التضليل والخداع والفساد للمرأة المسلمة على امتداد متواصل للتحرّر والانطلاق والانفتاح هناك في الوقت ذاته فئة تتناغم معها في مسارها هذا وتهيئ الأجواء لقبول هذه الدعوة أكثر مما يفعله أقرب المقربين اليها، وتلك الفئة هي الجماعة التي تكافح هذه الفكرة بأساليب جاهلة وساذجة، وتحاول صيانة ذاتها ضد هذه الموجة استناداً إلى تقاليد رجعية ومنحرفة وبعيدة عن الفكر والروح الإنسانية.
إن الخطر يزحفُ نحو الأسر المسلمة ومحاولة قلب صورة سيئة وتشويهية عن الإسلام حول قضايا المرأة في شؤون الحياة، حَيثُ يوجه الغرب الاتّهام إلى الإسلام في تخلف وتراجع المرأة المسلمة عن ركب التقدم العلمي ومحاولة التغرير بالمرأة المسلمة بأن الحضارة الغربية هي صاحبة الشأن في تحرير المرأة، وأن الإسلام هو من ظلم المرأة متجاهلين بذلك ما منحه الإسلام للمرأة من خصائص فذة ومكانه سامية في ظل الإسلام.
ومن حسن الحظ أن مجتمعاتنا الإسلامية إن لم تنجح في صد هجمات الغزو الفكري بوعي ـ فَـإنَّها تمتلك من الطاقات والمستلزمات الثقافية تاريخاً وتراثاً وديناً كاملاً تمكّنها من خلال إحيائه والتعويل عليه وبعث القيم الإنسانية الموجودة فيه، وفي عموم تاريخها وتراثها من تحصين الجيل الجديد ومنحه القدرة على الصمود بوجه الغرب.
إن المرأة طرفٌ فيما يتعرض له هذا الجيل من ضياع وانحراف عن طريق الهدى والرشاد المنحرف والمتطرف، فلقد طالها جانبٌ كَبيرٌ من مؤامرة أهل الغي والضلال، حَيثُ إنهم اهتدوا إلى سر معرفة قوة وعظمة مصنع الأبطال العظام، فخططوا بمكر بالغ لإخراجها من بيت زوجها وزجوا بها في معركة تقليد المرأة الغربية، وهي الخاسرُ فيها لا محالة، وفعلاً نجحوا جزئياً في مطلبهم ومرادهم. فالمرأة ركنٌ أَسَاسٌ في بناء المجتمع، فهي نصفُ المجتمع وهي من تصنع وتنشئُ النصفَ الآخر، فلتكن الأم والابنة والزوجة والأخت هي محور ارتكاز المجتمع ودعائمه وأن تكون كما أراد لها الإسلام أن تكون، لا كما أراد لها الغرب أن تكون.