حشودُ البهجة.. بقلم/ خلود خالد الحوثي
ليس شيئا عجيبا أَو غريبا.. إنهن نساء يمن الإيمان والحكمة، إنهن نساء الهُــوِيَّة الإيمانية، إنهن حفيدات سيدة أهل الكساء، إنهن تلميذات سيدة نساء العالمين، إنهن حرائر البتول الزهراء، إنهن من يجعلنّ نموذج الإسلام ونموذج الاقتدَاء الطُهر أم أبيّها قُدوة لهُنّ في كُـلّ أعمالهن.
ليس شيئا عجيبا أن رأيت جحافلَ من النساء يأتين إلى ساحات الاحتفال بمولد خير النساء، وليس شيْئا غريبا أن ترى ساحات الاحتفال تقتض بالحرائر من نساء اليمن، فهن نساء مواليات مقتديات مجاهدات صابرات مناضلات منفقات محسنات قُدوة بالزهراء عليها السلام.
ساحات الاحتفال اليوم كان فيها زهرات مصغرات محتشمات، منهُنّ من لم تتجاوز أعمارهن سن الرابعة أَو العاشرة أَو الخامسة أَو العشرين، جميعهُنّ يهتفيّن بـ لبيكِ يا زهراء حشمةً وعفافاً، لبيكِ يا بتول احساناً وعطاءً، لبيكِ يا أم أبيّها براً وطاعةً، لبيكِ يا سيدة نساء العالمين اقتدَاء وفداءً، لبيكِ يا أم الحسنيّن جهاداً ونضالاً، لبيكِ يا أم زينب الكبرى بحمل راية الإسلام، لبيكِ يا فاطمة بالبذل بالغالي والرخيص، لبيكِ ونهجكِ طريقٌ للوصولِ إلى الجنان، لبيكِ ونهجكِ منهجاً نتخذه حمايةً للعفة والحياء والطهارة، لبيكِ من ساحات الجهاد أن لا نميل أَو نتهاون بكتاب الله وبعترة أبيّكِ، فأنتِ ريحانة النبي، وأنتِ زوجة الوصي، وأنتِ أم سيدا شباب أهل الجنة، وأنتِ أم من هزة عرش يزيد ووصل صدا كلمتها إلى عهدنا هذا، أنت من نزل فيكِ وفي أهل بيتكِ قوله تعالى (لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) إنه عطاء قُدِمَ لوجه الله فكان عظيم العطاء، عطاء لم يدخل فيه أي شك أَو ريب.
عطاء كان من أطهار السموات والأرض، عطاء لم يدخل فيه أي رياء أَو تضاخم لشخصية بشرية، عطاء كان من عترة آل بيت الرسول عليهم السلام، إنه العطاء الذي ترك أثر له، إنه العطاء الذي سيطر على كافة البشرية، إن هذا العطاء هو الذي ذُكر في القرآن،
إنه العطاء الذي ترك منزلة لأصحابه، إنه عطاء شرف ورفعة لقُدوة من نساء سيدات أهل الجنة.
إنما هذا العطاء وغيره من حياة الزهراء عليها السلام إلى ذكرى عبره ودرس عظيم نأخذه ونقتدي به في هذه الفترة الذي يجب أن نُخلّد من خلالها عظيم خصال طهرة الكون ونبع الشرف والعفة بل وأَسَاس الاقتدَاء لكل مرأة تُعتبر مسلمة فما بالكم بامرأة تربت في وطن أَسَاس للهُــوِيَّة اليمنية الشريفة فَـإنَّ الزهراء قُدوة لكل ابنة بارة لأبيها ولكل زوجة مساندة لخليلها ولكل أم مربية لأبنائها وبناتها فهي كانت العطر المصغر لنبي الرحمة وخاتم المرسلين وكانت المساندة لعلي الكرار ومربية لسيدا شباب أهل الجنة والجهاد والانتصار وهي المعلمة لمزعزعة عرش يزيد والكفر فكيف أن لا نقف في رحيق زهرة الأكوان وكيف لا نقف في عفة الطهر وكيف لا نقف في صبر البتول وكيف لا نقف في تربية أم الحسنيّن وكيف لا نقف في جهاد زوجة خير الأئمة وفاتح باب خيبر كيف لا نقف في نهج من قال عنهم نبي الرحمة (هل أدلكم على شيءٍ ما إن تمسكتم به لن تظلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
إنهم عترة المصطفى من أمرنا بالاقتدَاء بهم؛ مِن أجل أن نقي أنفسنا من يوم عبوساً قمطريرا ومن أجل أن نفوز بفوزهم فيجزينا الله جنة وأن نسعى سعيهم؛ مِن أجل يكون جزاءً لسعينا مشكوراً يجب أن نسعى سعيهم وننهج نهجهم من يومنا هذا إلى يوم الدين.