“حقوق المرأة” عنوان الأعداء الزائف..بقلم/ فهد شاكر أبو رأس
دائماً ما يتظاهرُ الأعداءُ بأن لديهم اهتماماً كَبيراً بالمرأة، مِن خلالِ تحَرُّكِهم المُستمرِّ وسعيِهم الدؤوبِ في إقامةِ الأنشطةِ المتنوعة، والبرامج والمشاريع المختلفة والمتعددة، تحتَ عنوانِ “حقوق المرأة”، لكنَّ المتأمِّلَ في واقعِ الأعداءِ في ثقافتهم وسلوكياتهم وممارساتهم وتصرفاتهم تجاه واقع المرأة في عالمنا الإسلامي، يدرك جيِّدًا ويعي طبيعة تلك البرامج الشيطانية الهادفة إلى تحويل المرأة المسلمةِ إلى عنصرٍ فاسدٍ ومفسدٍ للمجتمعات الإسلامية، بدْءًا بضربِ نفسيتِها وتمييعِ فكرتِها، وتحويلِها إلى عنصرٍ مفسدٍ بأيديهم داخلَ المجتمعاتِ الإسلامية، ليتسنى لهم من خلاله إفسادُ المجتمع الإسلامي، ومسخُه وضربُ مبادئِه وقِيَمِه.
ذلك هو جُلُّ اهتمام الغرب وتركيزه، وهذا واضحٌ وملموسٌ لدى المجتمعاتِ الإسلامية، فما يركِّزُ عليه الغربُ حَـاليًّا، وما تركِّزُ عليه المنظماتُ الغربيةُ في نشاطِ برامجها وتحَرُّكِها الدائمِ تحت العناوين المختلفة وأبرزها “التنمية البشرية” وتبعاته من البرامج التثقيفية والتعليمية الهادفة إلى إفساد المرأة وتجريدها عن كُـلّ ما يحصنها من التزامات وضوابط شرعية، وتشجيعها على الاختلاط وإقامة العلاقات الفوضوية بينها وبين الرجل، ليتمكّنَ الأعداءُ بذلك من إخراج المرأة المسلمة من محيطها الأسري المحصن والمحمي بالتشريعات الإلهية حتى تصبح منفتحة على علاقة بالجميع، وتدخل في ارتباطات مفرغة من كُـلّ الضوابط الإسلامية والإنسانية، لينفذوا بذلك إلى إفسادِها ومن ثَم استغلالها كوسيلة يفسدون من خلالها المجتمعات الإسلامية بشكل عام، وهذا ما نراه بوضوح في كُـلّ برامج المنظمات الغربية العملية، وكيف أنهم يحاولون إخراج المرأة المسلمة من محيطها الأسري المحصن والمحمي بالتشريعات الإلهية.
عندما نأتي إلى واقعنا نحن المسلمين ونقيم المنهجية الإسلامية في رعاية المرأة والاهتمام بها وفق المنهجية الإلهية العظيمة والمنسجمة مع فطرتها وتكوينها على المستوى المعرفي أَو على مستوى دور المرأة الإيجابي في الحياة، من خلال رسالات الله وتقديمها التعليمات والتوجيهات والتشريعات التي تحافظ على المرأة، وتصونها وتتيح لها الارتقاء في سُلّم الكمال الأخلاقي والإنساني، لتقوم المرأة بدورها الإيجابي في هذه الحياة، بدءاً من دورها في المنزل وهذا من أهم الأدوار الموكلة إليها، حَيثُ تعمل على تنشئة الأجيال المستقيمة من النساء والرجال، فالمرأة عندما تكون أماً صالحةً زكية، وحائزة على المواصفات الإيمانية والأخلاقية والإنسانية، ستسهم لا محالة وبشكل كبير جِـدًّا في تربية الرجل نفسه التربية الإيمانية الصالحة وليس فقط تربية النساء؛ لذا تعتبر المرأة نصفَ المجتمع وهي المربي للنصف الآخر وبهذا تصبح كُـلّ المجتمع لا نصفه.