المناهجُ الدراسيةُ وقيمُ سيدة النساء..بقلم/ إبتهال محمد أبوطالب
المناهجُ التعلمية متعددةُ الأهداف والغايات، فلكلِّ منهجٍ تعليمي غاية معينة ورؤية محدّدة، ومن خلال تلك الغاية وهذه الرؤية تكون البرمجة للمتعلم، يكون التشـكيل للعقل.
من صميم هذا الموضوع نجد أنه على مدى الحكم السـابق تغييب لسـير آل البيت ومآثرهم، تغييب للزهراء-عليها السلام- ولهذا التغييب مغازٍ يرجوها الأعداء، وأهداف شيطانية يأملوها، وعلى رأسـها انحلال أخلاق النسـاء المسلمات، وغياب القُدوة-السـيدة الزهراء-.
لذا غيبوا الزهراء -عليها السـلام- في المجالس العلمية والفقهية، غيبوها في المناهج الدراسـية والجامعية، غيبوها لتغيب قيمها وتوجيهاتها، لتغيب صورتها الأكمل لواقع هو في أشـد الحاجة إليها، أرادوا محو سـيرتها وطمس قصصها الجهادية، ويدّعون أنّهم محبون لأبيها -صلى الله عليه وآله وسـلم-، عجبٌ عجاب، فحبهم زائف وكاذب، فالاتباع والولاء لرسـول الله بلا دليل، ولذلك لم تكن لابنته دروس لهم، ومواعظ وقيم يسيرون على أَسَاسها ووفقها، ألم يسـمعوا حديث رسـول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: “فاطمة بضعة مني مَن أحبها فقد أحبني ومن أبغضها فقد أبغضني”؟!
أحبّها رسول الله حبًّا جمًّا، فكان كلما اشـتاق لرائحة الجنة قبّلها، وفي سـفره يجعل آخر العهد بها، وعند عودته تكون أول اللقاء.
وفي ظل التغييب السـابق الممنهج لفلذة كبد رسول الله، وجدنا التغيير الأمثل والأكمل في الوقت الحالي وفق المسـيرة القرآنية وبتوجيهات من السـيد عبد الملك الحوثي-يحفظه الله- وجدنا المناهج الشـذيّة مُدعمة بدروس من قيم الزهراء الحوراء الرضيّة.
وعلى ضوء أهميّة المناهج في غرس القيم والأخلاق، نرى أن لها الدور الكبير والأهم في توجيه التثقيف بثقافة السـيدة الزهراء، وكذلك الدور الأكبر لمُعلمِي هذه المناهج في طريقة غرس هذه الثقافة الهامة؛ لأَنَّه وبلا شك بهذه المناهج وبأُولئك المعلمين ســنرى جيلًا إيمانيًا خاليًا من الأفكار الشـيطانية، سـنرى امرأة واضعة نصب عينيها بنت رسول الله وفلذة كبدة، سـنجدها مرأة لها في قيمها ومبادئها، سـنجد محو كُـلّ الصور غير اللائقة من حالات الواتساب وغيرها من برامج التواصل الاجتماعي، سنجد وعيًا وإدراكًا لكل ما يُحاك للمرأة ومجتمعها من مؤامراتٍ وخططٍ شـيطانية تحت مسـمى التطور وَالتحضر.
من كُـلّ ما سـبق نتأكّـد أن المجتمع لن يكن مجتمعًا إيمانيًا إلا إذَا كانت نساؤه يحملن قيم ومبادئ السـيدة فاطمة -عليها السـلام- وبالطبع لن تسـتطيع النسـاء حمل قيمها ومبادئها إلا مِن خلال مناهج دراسية وجامعية تنهل النسـاء معلمات ومتعلمات من معين هذه المناهج، فالنهول من هذه المناهج سينتج لنا نساء حاملات هَمّ أسرة ومجتمع وأمَّة، سـينتج لنا نسـاء مثقفات بالقرآن وقرنائه، سـينتج لنا نسـاء يواجهن الثقافات المغلوطة، ويستنكرن القدوات الشـيطانية من فاسـدات ومنحرفات.
إننا نؤكّـد بأنه يجب على معلمي الأجيال، غرس قيم السـيدة فاطمة الزهراء، لتكون النموذج الأسمى في حياتهم وحياة مَن يُعلمون، يجب على معلمي الأجيال جعل دورس فاطمة الزهراء، دروسًا تُطَبق عمليًّا، ليروا أثرها في واقع حياة المرأة المُسـلمة إيمانًا بكل ما يتضمنه من عفة وحشـمة وحياء وأخلاق عالية، وفي هذا أقول: الزهراء منهج إن أعددته أعددت جيلًا قيم الأخلاق.
سـنقولها بملء الفم: كلنا فداك يا زهراء، يا منهجنا وقدوتنا، وتاج رؤوسنا، ستظل ثورتنا ضد الظالمين، ستظل رغماً عن كيد المنافقين، مستمدين روح الإباء منكِ، فأنتِ منبعٌ يسـتقي منه كُـلّ الأوفياء الأتقياء.
أخيراً: سـيدتي ومولاتي وتاج رأسي، مهما كتبتُ عنكِ، فلن تفِ كتاباتي حقك، بل سـيجف حبر قلمي، وتسـتكمل أوراقي، وشذى سيرتك لن ولم يُكمل، وقيمُكِ ومبادئُك لن ولم تنتهِ فذكراكِ لن ولم تُمَلْ، كيف لا وأنتِ بضعةٌ من القُدوةِ المُثلى والرسـول الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلم-.
فداكِ أرواحنا وكل ما نملك، فسـلامٌ عليك سـلامٌ سـلام.