اليومُ العالمي للمرأة وشواهدُ العنف والتغريب..بقلم/ د. شعفل علي عمير
لعبت وسائل الإعلام التي تسيطر عليها المؤسّسات التابعة للدول (المتحضرة) كما تدعي، دور كَبيراً في تشويه حقيقة ومعنى احترام المرأة والحفاظ على حقوقها التي تكفل لها العيش الكريم، نعم أمعنوا كَثيراً وكرّروا أكثر في الترويج بضرورة الالتزام بالقوانين التي تنص على حقوق المرأة إلى حَــدِّ استخدامها كأحد أدوات حروبها ضد المسلمين وبالأخص ضد تلك الدول التي تقف ضد مشروع الهيمنة الغربية، لم يدخروا جهداً في إيصال رسالتهم إلى المجتمع المسلم بأنهم أكثر المجتمعات تحضراً وأن أحد معايير التحضر هو مدى مساهمة المرأة في إدارة مؤسّسات الدولة المختلفة بينما واقعهم يعكس حالة من الوحشية والفوضى الأسرية التي كانت نتاج قوانينهم التي ألحقت ضرراً بالغاً بالعلاقات الأسرية فأرادوا أن يصدروا هذا الواقع إلى مجتمعات وأسر أمتنا الإسلامية.
أرادوا أن يجذروا في ثقافتنا الإسلامية المفهوم الذي يريدون أن يصدروه للأُمَّـة هو أن تتحرّر المرأة من كونها ربة بيت ومربية للأجيال؛ بهَدفِ تغريب المرأة وتجريدها من دينها وأخلاقها وشرفها وعفتها تحت مسمى تحرير المرأة تارة أَو حقوق المرأة تارةً أُخرى، أَو إصلاح الأسرة أَو غيرها من الأسماء والمصطلحات في عالم يسيطر عليه المفسدون الذين اعتبروا حجاب المرأة دليلاً واضحاً على امتهانها وتخلفها وانحطاطها وجهلها’ بينما المتاجرة بجسد المرأة يعد في ثقافتهم دليل على تحضرهم ورقيهم وجانب من حقوق المرأة وفي هذا الجانب سنتوقف عند العنف الأسري ضد المرأة في الغرب، حَيثُ أظهرت بعض الدراسات أن المرأة المهانة ليست المرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب والتي تعيش في حيز من الصون والاحترام في مجتمع تلزم أعرافه قبل دينه أن يقدموا للمرأة التوقير والاحترام، وإنما الابتذال الحقيقي هو في تلك المجتمعات التي تدعي التحضر التي جعلت من المرأة سلعة كغيرها من السلع التي تباع وتشترى وتتعرض للاعتداء الجسدي والاضطهاد بشتى أنواعه وقد أثبتت دراسات بأن ظاهرة العنف منتشرة في 50 % إلى 60 % من الأسر الأمريكية هذا فيما يخص الداخل الأمريكي أما ما ترتكبه أمريكا وإسرائيل من انتهاكات لحقوق المرأة والطفل في أية دولة تهيمن وتعتدي عليها فحدث ولا حرج ويكفي أن نستعرض بعض الأرقام عن المجازر التي ارتكبتها في اليمن فقد بلغت أكثر من (14) ألف طفل وامرأة بين شهيد وجريح حتى عام 2022م.
وحين يسوقون هذه المبادئ المنحرفة والمغلوطة عن دور المرأة وحقوق المرأة فَـإنَّهم يسعون بذلك إلى تجريد المرأة عن دينها وعفتها وعن ودورها الحقيقي الذي يكفل لها الحقوق والصون والاحترام وصدق الله تعالى، إذ يقول: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ استطاعوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولئك حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخرة وَأُولئك أصحاب النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون) فقد حرصوا على تفكيك الأسرة من خلال المنظمات التي تستهدف المرأة في أنشطتها وتشترط للالتحاق بالعمل أن تكون مستعدة للسفر إلى أي مكان بدون محرم وأن تلبي طلب المنظمة عند أي اجتماع لها في سعي منهم إلى مسخ هُــوِيَّتها الدينية وقيمها العربية بحجّـة تحرير المرأة وإعطائها حريتها الكاملة وأكّـد السيد القائد -يحفظه الله- على هذا عندما قال: (الحرب الناعمة الشيطانية المفسدة تستهدف المرأة لإفسادها والسعي لتحويلها أدَاة لإفساد المجتمع).
أما تعاليم ديننا الحنيف فقد كفل لها حقوقها وحرم الاعتداء عليها بل وأعطاها منزلة كبيرة فقد جعل الله عز وجل حسن معاملة الأم سببًا رئيسيًا لدخول الجنة بل وجعل طاعة الوالدين بعد طاعة الله عز وجل، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَو كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) وقال صلى الله عليه وآله: (استوصوا بالنساء خيراً فَـإنَّهن عوان عندكم).