الأمنُ والمجتمع.. المضمونُ والأهداف..بقلم/ منتصر الجلي

على وقع المرحلة وتطورات الحدث الأمني الذي أربك قوقعة العدوّ وشل حركته، تكون وقفة حروفنا هذه المرة، في رسم صورة ذات بعد ملموس حقّقته القوى الأمنية في إطار الجبهة الداخلية، إن المُمعن في البناء الأمني خلال الثلاثين عاماً الماضية من فترة بلاد اليمن والتي كان الجانب الأمني في جسد متهالك على أصعدة مختلفة، حتى فترة حكومة الوفاق التي برز للشعب نفاقها، جسدت المؤسّسة الأمنية قمة الضعف الرجعي، الذي أنهك ما بقي لها من رمق في الهيكلة المرادة آن ذاك، ومن الاغتيالات للمؤسّسة الأمنية ومنتسبيها، ضباط وجنود، وتصفية وتفجيرات متنوعة، شكلها الإرهاب الداعشي الذي هُيئ له الانفلات في الحكومة وتعاملها مع الخلايا الإرهابية على مرأى ومسمع من العالم.

شكلت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ورقة فاصلة على خط الوضع في البلد، ومع تسارع الحدث واجتياح العدوان البلاد من عبر غزوه السافر من قصف وضربات جوية وتدمير البنية التحتية للشعب واستجلاب مرتزِقة الآفاق وشُذَّاذِها، كان للوحدة الوطنية والأمنية من قوى الشعب ممثلة بحكومة الشهيد الرئيس صالح علي الصماد -سلام الله عليه- وقيادة السيد المولى عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الوتد الراسخ في إعادة وتشكيل البناء المؤسّسي العسكري موازاة لمعركة الدفاع وبقية التشكيلة العسكرية للبلد، ومع تنامي القدرات ومرور السنوات في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ، وتنامي الوعي العسكري الأمني وتصحيح المفاهيم العامة للمسؤولية لدى المنتمين للمؤسّسة العسكرية، ظهرت قوة الجندي اليمني في مهامه ومسؤولياته تجاه شعبه ووطنه، عبر مجموعة من المبادئ والركائز العامة التي انبثق نورها من القرآن الكريم والثقافة القرآنية، ولا ريب اليوم أن الأمن يتصدر مشهد الإنجازات والانتصارات كون العدوّ عمل على نقل المعركة العسكرية من الجبهة الخارجية إلى الداخلية لزعزعة الوضع أمنيًّا، قد يتبارد إلى الذهن ما العلاقة التي تربط الأمن بالمجتمع؟ وما الفجوة التي يحاول العدوان من خلالها الفصل بين المواطن والأمن؟ للإجَابَة على تلك التساؤلات نقف على جملة من مضامين تلك العلاقة التي يجب أن تترسخ أكثر، ومنها:

١- تُعتبر العلاقة بين الأمن والمجتمع علاقة تشاركية بين المواطنين والجهات الأمنية لتحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي والعام.

٢- يُعَد الأمن واجهة المجتمع والفرد، والمحافظ على سكينته وأمنه واستقراره، وممتلكاته وحياته.

٣- تمثل الروابط بين الجهات الأمنية وأبناء المجتمع روابط ضرورية من منطلقات دينية، ووطنية، تحمي الوضع الشعبي من النزعات العدوانية والخلايا الإرهابية والحرب الناعمة، كما تحمي الأرواح وتحقّق التعايش الأمني الذي أراده الله سبحانه لعباده في أرضه.

٤- من مضامين (الأمن والمجتمع) أنه حلقة وصل في ضبط الجريمة بأنواعها والتعاون المجتمعي مع رجال الأمن ضرورة لها مرودها الأمني الفائق والمهم والواجب.

٥- (الأمن والمجتمع) رابطة عميقة تحد من ارتكاب الجريمة، ليسود التعاون العملي بين المواطنين والأمن، مما يفشل مخطّطات العدوّ في استهداف المواطنين وإقلاقهم وبث الرعب بين الناس.

– في جانبٍ آخر عمد العدوان على خلق فجوة بين المواطن ورجال الأمن منها:

١- تشويه أمن الدولة ورجالها ووضع علامة من النفور على المواطنين من الأمن الذي يمثل درعه الحامي والساهر على راحته وسكينته، عبر وسائل إعلامه الهجينة وأبواقه النتنة.

٢- استهداف المواطنين بذريعة الواجهة الأمنية وخلق شيطنة إرهابية في أشكال أنها تعبر عن المؤسّسة الأمنية والعسكرية.

٣- تهويل الصورة من رجل الأمن وزرع أفكار هدامة يرى من خلالها المواطن بشاعة رجل الأمن، من خلال أعمال ينفذها مجندين للعدوان وعملاء له بالداخل.

٤- هدف إلى استهداف الجبهة الداخلية عبر عدة أدوات ووسائل كالحرب الناعمة والخلايا النائمة، في محاولة إظهار خرق للجانب العسكري الأمني.

٦- زرع ذبابه الإلكتروني للتشويه الإعلامي بالشرفاء من رجال البلد والمدافعين عنه تحت عناوين واهية هدفها فك الثقة العامة بين الشعب وقيادته الوطنية.

٧- تحجيم الانتصارات الكبيرة لرجال الأمن ولشرفاء البلد على قوى الاستكبار السعوديّ الأمريكي، في إفشال مخطّطاتهم التي تستهدف المواطنين جميعاً والسعب كُـلّ الشعب.

والعديد من وسائل العدوّ وطرقه الخبيثة في رسم صورة قاتمة عن رجل الأمن الواعي، المحافظ على شرف بلده وشعبه وأبناء شعبه، الذي تجلت نجاته للعيان عاماً تلو آخر وإفشال جريمة تلو أُخرى، رجل الأمن اليوم عين المجتمع الساهرة، الحافظ لهم من جحافله الغزاة خلاياه وحربه المتنوعة، رجل الأمن هو رجل المرحلة في ضمان الأمن والاستقرار وحفظ الأرواح، رجل الأمن هو ذلك الذي ثبت حين استهدفته صواريخ العدوان، هو الذي قصف في نقاط الأمن ليحفظ للناس أرواحهم وسلامتهم، رجل الأمن برز في انتصارات عظيمة آخرها ما شاهده العالم في إنجازه الأمني العظيم (في قبضة الأمن) تجلت الهُــوِيَّة الإيمانية والدقة والحنكة واليقظة، تجلت الوطنية والثبات على المبادئ وإن كان ثمن ذلك حياته.