844 شهيداً بينهم 153 طفلاً وامرأةً وآلاف المعتقلين يمنيين وأفارقة في الحدود تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب
حقوق الإنسان توثّق جرائم العدوان خلال 2022:
المسيرة – خاص
كشفت وزارة حقوق الإنسان جانباً من المعاناة الإنسانية جراء العدوان الأمريكي السعوديّ المتواصل على بلادنا للعام الثامن على التوالي، وما نتج عنه من جرائم وانتهاكات طالت البشر والحجر وكل شيء في اليمن.
ونظمت الوزارة، الأربعاء الماضي، مؤتمراً صحفياً تحت شعار “في ظل التواطؤ الأممي.. اليمن تحت الحصار” استعرضت فيه انتهاكات وآثار العدوان والحصار خلال العام 2022م.
وأكّـد وزير حقوق الإنسان علي الديلمي، خلال المؤتمر أن الإغلاق المفروض على اليمن تسبب في أكبر كارثة إنسانية في العالم طالت أكثر من 30 مليون يمني، موضحًا أن تحالف العدوان منع دخول أكثر من 750 نوعاً من الأدوية والمستلزمات الطبية، بما في ذلك أدوية السرطان والمواد الغذائية، ومنع وعرقل وصول إمدَادات الإغاثة الإنسانية للمدنيين.
وأشَارَ الديلمي إلى أنه تم الاستيلاء على أكثر من 95٪ من السفن التي تحمل بضائع تجارية مثل المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والمشتقات البترولية والغاز وغيرها من الاحتياجات الأَسَاسية التي يحتاجها المواطنون، مُشيراً إلى أن العدوان عطل جميع القطاعات التي توفر الخدمات الأَسَاسية والضرورية لسبل عيش المواطنين ومعيشتهم، وتشغيل مولدات التبريد تبريد وتصريف الغاز المنبعث عن النفط بسفينة صافر “الخزان النفطي العائم”، كما تم منع توريد وقود المازوت للمستفيدين لطرده الغازات المنبعثة، في حين تحايلت الأمم المتحدة على التزاماتها في تنفيذ اتّفاق صافر.
واستعرض خلال تقرير مفصل الآثار الاقتصادية جراء الحصار والعدوان والتي من أهمها قيام مرتزِقة العدوان بزيادة التعرفة الجمركية من 500 إلى 750 ريالاً للدولار، وإيقاف صرف مرتبات ما يزيد على 1.25 مليون موظف حكومي في كُـلّ محافظات الجمهورية بمبلغ يقارب 74 مليار ريال شهرياً، وارتفاع تكاليف المعيشة أكثر من 90 بالمئة عما كانت عليه قبل العدوان نتيجة تدهور مستوى الدخل بعد انقطاع موارد العمل ورواتب موظفي الخدمة المدنية التي كانت مورداً مالياً أَسَاسياً لإعالة 35 % من السكان.
وذكر أن من ضمن الآثار المترتبة على الحصار والعدوان تجميد عمليات البنك المركزي اليمني بصنعاء واحتياطاته الأجنبية وأصول البنوك التجارية، ما أَدَّى إلى حرمان الاقتصاد القومي من موارده من النقد الأجنبي اللازم لتمويل السلع الأَسَاسية، وتعذر تسويق المنتجات الزراعية والحيوانية داخلياً وخارجياً.
وبيّن أن العدوان تسبب في منع وحرمان أكثر من 40 ألف صياد تقليدي من ممارسة مهنة الصيد في سواحل البحر الأحمر والبحر العربي واستهدافهم في المياه الإقليمية اليمنية، ما أَدَّى إلى استشهاد أكثر من 500 صياد واحتجاز أكثر من ألفين و54 آخرين من قبل دول التحالف وإيداعهم في سجونٍ تابعة لها، وممارسة جميع أنواع التعذيب بحقهم، إضافةً إلى احتلال جزر يمنية استراتيجية كسقطرى وميون وحنيش وغيرها من الجزر التي يمارس فيها الصيادون أنشطتهم.
ولفت وزير حقوق الإنسان، إلى ما ترتب على العدوان والحصار من حرمان الاقتصاد اليمني من العديد من التحويلات المستحقة لجهات حكومية كالقروض والمساعدات والهبات وقيمة صادرات بعض السلع والخدمات أَو البنوك المحلية أَو قطاع الأعمال الخاص، وتدهور القطاع المالي المصرفي إلى جانب العجز في ميزان المدفوعات.
وتطرق الوزير الديلمي إلى آثار الحصار والعدوان على القطاعات الصحية والتعليمية والنقل وكذا انتهاكات العدوان ضد وسائل الإعلام.. مُشيراً إلى أن 4.61 % من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في نهاية العام الماضي ويصنفون في المرحلة الخامسة (مرحلة المجاعة) خَاصَّة الأطفال والنساء.
وأكّـد أن القطاع الصحي هو أكثر القطاعات تأثراً بإغلاق مطار صنعاء الدولي منذ بداية العدوان، مُشيراً إلى أن الرحلات التي تمت خلال فترة الهُــدنة لم تؤمن الحاجة الفعلية للمواطن اليمني وخُصُوصاً المرضى.
وأفَاد بأن الوزارة وثقت إجمالي عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها دول تحالف العدوان في عام 2022م بلغت حتى شهر نوفمبر 256 ألفاً و872 قنبلةً وصاروخاً توزعت بين 19 ألفاً و898 هجمةً وغارةً جوية، وأكثر من ألفين و702 هجمة بطائراتٍ بدون طيار وأكثر من 148 ألفاً و679 قذيفة هاون وأكثر من 85 ألفاً و357 صاروخاً راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى من المدنيين والأفارقة الأثيوبيين بينهم أطفال ونساء، إضافةً إلى 236 انفجاراً لبقايا القنابل العنقودية معظم ضحاياها أطفال ونساء وتوثيق انفجار ما يقارب 470 لغماً فردياً أسفرت عن سقوط 643 شخصاً ما بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء.
ولفت الوزير الديلمي إلى أن وزارة حقوق الإنسان وثقت خلال العام 2022م ما لا يقل عن 150 واقعة إعاقة من قبل دول العدوان للحيلولة دون وصول المعونات الإنسانية والمواد الأَسَاسية إلى المدنيين، كما وثقت ما لا يقل عن 30 واقعة انتهاك ضد مهاجرين أفارقة ويمنيين في حدود الجمهورية اليمنية مع السعوديّة خَاصَّة في محافظة صعدة ارتكبتها قوات حرس الحدود السعوديّة وأودت بحياة ما لا يقل عن 189 مهاجراً وجرح ما لا يقل عن 687 آخرين بينهم 13 طفلاً وعشر نساء إلى جانب اعتقال الآلاف من اليمنيين والمهاجرين الأفارقة وإيداعهم السجون وممارسة أبشع أنواع التعذيب بحقهم مثل استخدام الصعق الكهربي الذي أودى بحياة معظمهم، إضافةً إلى جرائم قتل قام بها النظام السعوديّ بحق العشرات من المهاجرين ودفنهم بشكلٍ جماعي في المناطق الحدودية التابعة للسعوديّة.
كما استعرض وزير حقوق الإنسان، اعتداءات النظام السعوديّ ودول تحالف العدوان ومرتزِقتها بحق المغتربين اليمنيين وتنفيذ إعدامات خارج إطار القانون وممارسة الاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب والاغتصابات.
وأوضح أن الأرقام والإحصائيات التي تم تناولها في المؤتمر الصحفي هي ما تم توثيقه رسميًّا من قبل وزارة حقوق الإنسان وأن الحصيلة تتجاوز هذه الأرقام بكثير، مُشيراً إلى أن الوزارة بصدد المتابعة والرصد والحصر الموسع للأضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت باليمنيين وسبل حياتهم على كافة المجالات.
وطالب الأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها الإنسانية بوقف العدوان وفك الحصار على الشعب اليمني وعدم تقديم السياسة ومصالح الدول الكبرى على المبادئ الإنسانية التي غابت عن الواقع اليمني خلال ثماني سنوات.
ودعا الوزير الديلمي، مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، إلى إعادة النظر في القرارات التي اتخذتها المنظمات الدولية والأممية بتقليص مساعداتها الإنسانية للشعب اليمني، وتوفير أبسط الاحتياجات الإنسانية من خلال الضغط على دول العدوان بعدم التعرض للسفن التجارية المحملة بأهم الاحتياجات الأَسَاسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
كما طالب الأمم المتحدة وأمينها العام، بتحريك الدعاوى الجنائية تجاه مسؤولي دول تحالف العدوان الذين ارتكبوا أبشع الجرائم والانتهاكات وضمان عدم إفلاتهم من العقاب والمساءلة، كما طالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتشكيل لجنة دولية محايدة ومستقلة للتحقيق في انتهاكات دول تحالف العدوان في اليمن أرضاً وإنساناً.
وتم خلال المؤتمر الصحفي استعراض فيلم وثائقي عن انتهاكات وآثار العدوان والحصار خلال العام 2022م، حَيثُ بلغت الأسلحة المستخدمة من قبل دول العدوان خلال العام الماضي في مختلف المحافظات 234 ألفاً وَ36 ما بين هجمةً برية وصواريخ وقذائف هاون و50 ألفاً وَ84 قذيفة ومخلفات ذخائر متفجرة وألفين وَ702 صواريخ طائرات بدون طيار وألفاً و540 قنبلة عنقودية صغيرة و19 ألفاً و948 صاروخ طيران حربي وألفاً و584 لغماً فردياً، وبلغ عدد الشهداء 844 منهم 153 من النساء والأطفال، وألفان و704 جرحى بينهم 561 من الأطفال والنساء.