أمريكا وبريطانيا.. ورحلةُ الشتاء والصيف.. بقلم/ محمد يحيى الضلعي
تطولُ الرحلةُ أَو تقصُرُ، قد تتأخَّرُ، قد تغيبُ موسماً واحداً، لكنها لا بُـدَّ أن تحضُرَ، فمن فاته موسمُ الشتاء، فالموعدُ في الصيف، ورحلةُ الحق التي تحملُ القضايا العادلة ستصلُ اليوم أَو غداً أَو بعدَ غد، المهمُّ أن ميعادَها الوصولُ والانتصار مهما حاول قراصنة الحياة إيقافها.
نحن النصفُ من هذا يا أيها العالم في ما مضى ونحن النصف الحاضر فيما بقى، ألا يعي العالَمُ أن موقعَ اليمن الاستراتيجي رحلةٌ من رحلات قوت واقتصاد العالم وخط حياة وبقاء لهذا العالم المنافق الذي لم يتمكّن من قول كلمة حق يجب أن تقال؟!، لكن في مقابل ما قيل إما نعيش بكرامة أَو نموت شهادة وبالكرامة نفسها، فلم نكن طالبي المستحيل سوى حقنا وحقوقنا فقط ولم نكن أصحاب سطو لقطع الأرزاق، لنا تعاليم إسلامية وقيم قبلية جعلتنا من خيرة القوم.
نحن لم نستغرب إحاطةَ الوسطاء لمجلس الأمن ولا من إدانات الأعداء لنا في الجلسة نفسها، نحن نفهم لمحتوى الغرب أكثر من غيرنا، حتى العربان التابعون يمضون في القطيع وليست لهم دراية كاملة بأخلاق الراعي ولا بأساليبه، فبالمعتاد دائماً يكون جمهور القطيع من التابعين ولو تم المبالغة في وصفهم.
إدانات أمريكية بريطانية وبكل وقاحة لمنع تصدير النفط والغاز للسوق العالمية ونسيان متعمد لمعاناة شعب محاصر منذ ثمانية أعوام، وأن المرتزِقة ليسوا إلا شماعة للتنطط على شرعيتها المزيفة لتنفيذ أجندة لا أقل ولا أكثر.
إن الكيلَ بمكيالين سياسة عهدها العالم وعهدناها نحن كيمنيين، حيثُ إن العالم في تناوله للقضايا والأحداث دائماً ما يقيس الأمور من منظور مصالحه، دون أية مراعاة لبقية الشعوب المتضررة، وبهذا النحو تعاملوا مع اليمن، فكل ما يؤثر على مصالحهم ولو كان بسيطاً يجعلوا منه جريمة كبرى، بينما لا ضير أن يموت شعبنا كُـلّ يوم وتدمّـر مصالحه وتباد الحياة فيه طالما لا يمس مصالحهم.
ونجد اليوم أمريكا وبريطانيا وغيرهما تدين منع تصدير النفط من اليمن، بعد أن منعه الرجال، لكنها في المقابل لم تحَرّك ساكناً عندما اشتد الحصار ومنع الدواء والغذاء على هذا الشعب، وكيف تدين نفسها ما دامت هي المعتدي والمدبر الأول لكل هذا العبث في اليمن.
ولذلك وبعد كُـلّ ما حدث، غاب الجميع وحضر اليمنيون، هزم العالم وانتصرت اليمن، فإن غبنا في الشتاء، فحضورنا مؤكّـداً في الصيف، فلم يطل الغياب ولن تمضي رحلة اليمن السعيد إلا بقيادة الرجال الأحرار، الذين لم يكونوا يوماً ما رهن إشارة أحد، بل انطلقوا من مبدأ السيادة الوطنية والكرامة وعدالة القضايا، وكما أوقفنا الحرب برغبتنا ستأتون إلى صنعاء كما أخبرناكم مسبقًا، ستأتون تتوسلون والأيّام بيننا إن لم تكن الأيّام السابقة كشفت كُـلّ شيء.
بإمْكَانكم أن تدينوا وتندّدوا وتشجبوا وتستنكروا فنحن لا يهمنا تغير المصطلحات، وسنمضي في أهدافنا رغماً عنكم كما انتصرنا رغماً عنكم، والخاسر الأكبر في كُـلّ ذلك هم المرتزِقة وحلفاؤهم من الأعراب، أما نحن فقد حافظنا على وطننا وكرامتنا وبالنهاية انتصرنا وأنتم بلا شيء مما سبق.