بغير الحسم السياسي أو العسكري لن ترى اليمن النور.. بقلم/ نايف حيدان*
لا سِلْمَ ولا حربَ.. هذه سياسةٌ معروفةٌ ومكشوفةٌ ينتهجُها العدوُّ بعد أن وصل لطريقٍ مسدود في حسم المعركة عسكريًّا، فهو يرى في هذه الوسيلة نجاحاً لسياسته إزاء اليمن ليظل اليمن مفككاً ومقسَّماً ولا يستطيع الوقوف على رجلَيه.
اليمن بالوضع الحالي (يمنات) دولة في الجنوب ودولة بالشمال ودولة بالساحل ودولة بمأرب ومهدّدة بمزيدٍ من التقسيم والتشرذم مصاحب لهذا وقف المواجهات؛ كي لا يحسمها أي طرف ويسيطر على الكل.
العدوّ نجح بالوصول باليمن لهذا الحال ولا ننكر هذا ولا نغالط أنفسنا!
فانتصار الطرف الوطني بالسيطرة على كُـلّ اليمن هو الانتصار الحقيقي والنجاح المنشود والمؤمل به من كُـلّ الشعب اليمني للحفاظ على وحدة التربة الوطنية والوحدة الاجتماعية.
فإذا افترضنا افتراضاً انتصار القوة المرتهنة للسعوديّة والإمارات فمعنى ذلك مزيدٌ من سلب القرار والارتهان والعيش بذل وتظل اليد ممدودةً لفُتاتِ أمراء وملوك الخليج، ويصبح اليمنُ بلا كرامة أَو سيادة أَو حرية.
لهذا لا بُـدَّ من انتصار الطرف الوطني بالتعاون مع كُـلّ الوطنيين والشرفاء في مختلف مناطق اليمن؛ لنصل لتحقيق طموحات الشعب اليمني في التحرّر والاستقلال والعيش بحرية بالاعتماد على الذات ومنع كُـلّ التدخلات الخارجية.
فوضعُ اللا سلم واللا حرب هو بحد ذاته الخنجرُ المسمومُ الذي سيفتكُ بالجسد اليمني ويمزّقُه أكثرَ مما هو ممزَّق اليوم.
العدوُّ بهذا الحال وبهذا الوضع يراهنُ على خلق الفوضى في المناطق الحرة والمستقلة ويراهنُ ويحلُمُ بانقسام داخل الصف الوطني وغضب شعبي يخلُقُ الاضطراباتِ التي تحقّقُ غايتَه ليكون هو صاحبَ الحل وصاحبَ مشروع الإنقاذ للوطن.
فالحسمُ بالخيار العسكري أَو بالسياسي هو الذي سيؤمِّنُ اليمنَ ويمنعُ كُـلَّ مخطّطات العدوّ.
* عضو مجلس الشورى