نداءٌ إلى كُـلّ عربي ومسلم.. بقلم/ يحيى المحطوري
الكافرون في أُورُوبا يحرِقون القرآنَ الكريمَ؛ بفعلِ تأثير اللوبي الصهيوني المعادي للإسلام، والذي بات مسيطراً على كُـلّ مفاصل الأنظمة والحكومات الأُورُوبية.
ليس الأمر جديدًا بالنسبة لهم.
لكن الجديدَ هو أن نسألَ أنفسَنا أنا وأنت: ما هو شعورُنا عندما سمعنا مثلَ هذا الخبر؟
هل غضبنا حقًّا كما نغضبُ لأنفسنا حينَ تُهان؟
هل توقدنا غيظًا كما نفعلُ حين تُنتهكُ حقوقُنا أَو يُساءُ إلينا؟
أم تعاملنا ببرودٍ كأن الأمرَ لا يعنينا؟
هل ما يزالُ للقرآن الكريم قداستُه ورمزيتُه في نفوسنا؟
هل ما زلنا نؤمن به كتوجيهات إلهية حكيمة مقدسة لا يصلح واقع الحياة إلا بها؟
ما هو موقفنا وموقف كُـلّ عربي ومسلم تجاه ما يحدث؟
بالتأكيد الأمر ليس جديدًا عليهم، فهذا دأبهم في التعامل مع كُـلّ كتب الله ورسالاته، حَيثُ قال الله فيهم:
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.
وولم يكتفوا بذلك بل اتبعوا البديل الأسوأ.
وَاتَّبَعُوا۟ مَا تَتلُوا۟ الشَّيَـٰطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَیْمَـٰنَ.
وهم يحرقون القرآن اليوم عداوة لله، وليس الأمر عفوياً بل وهم يعلمون أنه كلام الله، تماماً كما فعل أسلافهم الذين قال الله عنهم:
أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا۟ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَـٰمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنۢ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.
ونحن هل سنتعامل مع القرآن كتعاملهم مع كتب الله.
وَإِذْ أخذ اللَّهُ مِيثَـٰقَ الَّذِينَ أُوتُوا۟ الْكِتَـٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَااءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا۟ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ.
أو نكون مثلُهم في سوء أعمالهم.
اشْتَرَوْا۟ بِـَٔایَـٰتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِهِ، إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ.
نحن إذَا لم يكن لنا موقف، إذَا لم نغضب أمام حدث كهذا، إذَا قبلنا بكل تلك الإساءَات الموجهة إلى الله وإلى كتابه ودينه، فحتماً ستكون عاقبتنا كمن قال الله عنهم:
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَـٰنِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُو۟لَـٰۤئكَ لَا خَلَـٰقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَـٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم.
ولمن ينكرون علاقةَ اللوبي الصهيوني بما يحدث.
تأملوا كيف وصل الحالُ بحكوماتنا وأنظمتنا من الولاء المطلق والطاعة المعلنة لإسرائيل والمسارعة إلى التطبيع والقبول بكل جرائمهم بل وتنفيذ كُـلّ مخطّطاتهم
لقد تجلت مظاهرُ الهيمنة الصهيونية على كُـلِّ مواقع القرار في أنظمتنا العربية، وهي في الأنظمة الأُورُوبية أكثر تجليًّا، وأعمق نفوذا، وأعظم تأثيراً.
وعلينا جميعاً أن نختار بين أن نقفَ مواقفَ النصرة لكتاب الله ورسله وأنبيائه، فنؤهل أنفسنا لتأييده وعونه ونصره.
أو نقف مواقف الذل والخنوع والسكوت والقعود أمام كُـلّ ما يعمله بنو إسرائيل من جرائمَ قبيحة، فنكون شركاءَهم في الموقف وشركاءَهم في المصيرِ والعقوبة الإلهية؟!
واللهُ المستعان.