أحرارُ العالم بصوتٍ واحد: مأساة إغلاق مطار صنعاء يجب أن تتوقف
المسيرة – خاص:
يمثّل الحصارُ المفروضُ على بلادنا للعام الثامن على التوالي أحدَ أهم الأساليب التي يلجأ إليها العدوان الأمريكي السعوديّ بغية تركيع وهزيمة الشعب اليمني، غير أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل؛ بسَببِ الوعي والصمود اليماني منقطع النظير.
وشمل الحصار المفروض على اليمن العديد من القطاعات، وفي مقدمتها قطاع النقل، حَيثُ كان لمطار صنعاء الدولي النصيب الأوفر من هذه الحملة الشرسة لقوى العدوان، وتسبب إغلاق المطار منذ أغسطُس 2016م من حرمان اليمنيين من السفر إلى الخارج، وكذلك حرمان المغتربين من العودة إلى أرض الوطن، وتسبب هذا الحصار كذلك في وفاة الآلاف من المرضى اليمنيين؛ نتيجة انعدام الأدوية وعدم تمكّنهم من السفر إلى الخارج.
ويقول رئيسُ الاتّحاد العربي للإعلام الإلكتروني الدكتور صالح المياح: إن اليمن يخوض حروباً بثلاث محاور مع حلفاء الصهيونية (حرب عسكرية، وحرب سياسية، وحرب إعلامية)، لافتاً إلى أن الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي برئاسة العميد حميد عبد القادر عنتر، ورفاقه تمثلت كرأس حربة المواجهة الثقافية والفكرية والإعلامية ضد العدوّ الأمريكي الصهيوني السعوديّ الإماراتي.
ويضيف المياح: في كُـلّ يوم تنطلق صرخات الإعلاميين الأحرار من داخل اليمن الحبيب ومن لبنان وسوريا والعراق والجزائر وتونس ومصر وكلّ الدول العربية ومن القارة العجوز أُورُوبا وأمريكا اللاتينية، وغيرها، والتي كانت حناجر تصدح باسم اليمن في كُـلّ المحافل الدولية ضد العدوان الغاشم على اليمن.
ونظراً لأهميّة المطار، فقد اختاره العدوّ ضمن أول الأهداف التي تعرضت للقصف، ثم لجأ إلى إغلاقه، متسبباً في معاناة لا توصف للشعب اليمني طيلة السنوات الثماني الماضية.
وفي هذا الصدد يستعد ناشطون وحقوقيون وإعلاميون من مختلف أنحاء العالم خلال الفترة المقبلة لتنفيذ أكبر حملة إعلامية دولية بكل لغات العالم للتعريف بمظلومية الشعب اليمنية جراء الحصار، للمطالبة بفتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات التجارية.
ويقول رئيس الفريق الدولي الأجنبي للحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي، الدكتور مراد الصادر: إنه يتم حَـاليًّا حشد المنظمات الدولية، وعمل فلاشات مع الأجانب، توضح جرائم العدوان من خلال الحصار، ونشرها بلغاتٍ متعددة.
وعقد الصادر قبل أَيَّـام اجتماعاً مع ممثلي الحملة الدولية في الدول الأجنبية، مستعرضين أبرز الأنشطة التي سيتم تناولها في الحملة، ومنها إعداد وتجهيز المواد الإعلامية، والبوستات، والفلاشات، عن جرائم العدوان، وإغلاق المطار.
ومن ضمن هذه الاستعدادات تبذل الناشطة الحقوقية الفلسطينية رهام القيق جهداً كَبيراً لحشد المؤسّسات الحقوقية والمنظمات الدولية للتضامن مع الحملة الدولية المطالبة بفتح مطار صنعاء الدولي، وسبقها في ذلك المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة في لبنان الذي ترأسه الدكتورة رولا حطيط، حَيثُ حشدت أكثر من 108 منظمات ومؤسّسات دولية، ومؤسّسات حقوقية، وهيئات، وكيانات، وجمعيات، وغيرها، وكلٌّ وقعت مع اليمن، وطالبت بوقف العدوان ورفع الحصار.
ويقول منسق الإعلام المقاوم في لبنان شوق عواضة: إن الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي لعبت دوراً بارزاً طيلة سنوات العدوان والحصار من خلال ما قامت به من أنشطة في هذا الجانب.
جهود متواصلة
ويرى عضو المجلس الاستشاري للحملة المطالبة بفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي إبراهيم أحمد الحوثي، أن تغييب قضية الحصار لدى العالم يجب ألا يستمر كَثيراً، داعياً أحرار العالم لأن يكون لهم موقفٌ موحَّدٌ في مساندة الشعب اليمني الذي يعاني الأمرين؛ بسَببِ الحصار.
ويقول في حديثه لصحيفة “المسيرة” إن الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي عملت خلال السنوات الماضية على التواصل والتشبيك مع الأحرار خارج اليمن؛ مِن أجل إيصال رسالة قوية ومقنعة ومثبتة بالوقائع والدلائل الدامغة لبشاعة جريمة الحصار المفروض والخانق لشعب الإيمان والحكمة في ظل الحرب العدوانية عليه، مُشيراً إلى أن الحملة عملت مع العديد من المفكرين والمثقفين العرب والسياسيين والعسكريين وأصحاب الرأي والأحرار في اليمن وفي العالم العربي والغربي لفك الحصار المفروض عن مطار صنعاء الدولي والتي كان لها الأثر البالغ في إيصال الرسالة بالشكل المطلوب وتأثيرها الإيجابي والوصول إلى نتائج ملموسة وعملية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي، وتم الانفراجة، ولو بشكلٍ جزئي واستئناف المطار عمله وبداية رحلاته الجوية.
ويشدّد الحوثي على أهميّة العمل والسعي في تحقيق ما هو أفضل وأنفع للشعب اليمني ومقاومة كافة أشكال العدوان والحصار والتجويع، وذلك من خلال التحلي بقدر كبير من المسؤولية والاستمرار في النضال ضد العدوان وحصاره والثبات في كُـلّ مواقفنا وقضايا الأُمَّــة في اليمن وفي العالم واستمرار المقاومة والمواجهة لكل أشكال الظلم والاضطهاد.
بدوره يشيد المحلل السياسي الاستراتيجي وعضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين عدنان علامة، بعمل الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي، وجهودها الكبيرة في رفع المظلومية عن الشعب اليمني.
ويؤكّـد في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أن البيانات الخَاصَّة الصادرة عن قيادة الحملة على كافة وسائل الإعلام ووسائل التواصل، كان لها الأثر الملموس في فضح وتبيين تقصير الأمم المتحدة، وتآمرها مع تحالف العدوان على اليمن وشعبه.
ويشير إلى أن المسيرات المندّدة بالعدوان والمطالبة بفك الحصار ونقل كافة وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية لتلك المسيرات كانت دليل نجاحٍ على الحملة داخليًّا وخارجيًّا، واصفاً جهود إدارة الحملة كخلية نحل لا تعرف الكلل والملل وتنظم عملها بدقة متناهية لتصل مظلومية الشعب اليمني إلى كافة المحافل المحلية والدولية.
من جانبه يوضح الكاتب عدنان الجنيد، أن الحملة أوصلت مظلومية الشعب اليمني إلى أكثر من مِئة شخصية سياسية ومائتي مؤسّسة حقوقية، من مختلف دول العالم، إضافة إلى التنسيق مع أكثر من 150 مؤسّسة ومنظمة دولية تضامنت مع الحملة لفك الحصار عن المطار، موضحًا أن نشاط فريق العمل تمثل في عقد المؤتمرات الدولية داخلياً وخارجياً، والتواصل مع أحرار العالم وخلق المتضامنين، وَإقامة الوقفات الاحتجاجية في الداخل والخارج، وكذلك نشر الصور، ومقاطع الفيديو لجرائم العدوان، وكتابة المقالات، وترجمتها إلى عدة لغات، لتصل للعالم أجمع، بالإضافة إلى حملات التغريد في تويتر، ونجاحها، إلى جانب تسخير وتجنيد وسائل الإعلام، وقنوات التواصل الاجتماعي، وإنشاء المجموعات والقنوات فيها، لبث معاناة الشعب اليمني جراء استمرار غلق المطار.
ويواصل حديثه: “بسَببِ الحصار مات المرضى، واستمرت معاناة الشعب اليمني، وهو المنفذ الجوي الذي يجب ألا يغلق”، مؤكّـداً أن تجاوب المثقفين والإعلاميين والناشطين العرب والأجانب مع مظلومية الشعب اليمني سيشكل ضغطاً متزايداً، وبشكلٍ تراكمي، على منظمات وقرارات عدة، وَسوف يكسر ذلك التجاهل الذي فرضته قوى العدوان لاستمرار معاناة وقتل الشعب اليمني حرباً وحصاراً، مُشيراً إلى أن هذه الأنشطة شكلت مصدر وعي كبير بمدى المعاناة، داخلياً وخارجياً، وشكلت ضغطاً كَبيراً على العدوّ؛ لأَنَّه يخشى الحقائق، ويحب العمل في الظلام، ظلام الجهل وغياب الحقيقة.
ويشير إلى أن العالم الخارجي يصم أذنيه، وتعمى بصيرته تجاه ما يحدث من حصارٍ غاشم تجاه اليمن، وأن العدوّ يستغل ذلك لتمرير مكائده، وصنع الأزمات والحروب، والشائعات، وتضليل الرأي العام بشأن ما يحدث في اليمن وغيره، لكن الحملة وأصوات الأحرار استطاعوا أن يقولوا للعالم “نحن هنا”، واستطاعت إيصال مظلومية الشعب اليمني إلى الخارج، بما تمتلكه من خبرات وعلاقات واسعة في كافة الاتّجاهات.
وأوضح أن الكثير من الناشطين العرب والأجانب كان لهم دور وتضامن مع مظلومية الشعب اليمني، من خلال تسخير أقلامهم للكتابة حول هذه المعاناة، وتنفيذ الوقفات الاحتجاجية، والتظاهرات، فكانت النتائج كبيرة وإيجابية.
ويزيد قائلاً: “نحن لا نتوقع من العدوّ أي تراجع؛ لأَنَّ عينه على ثرواتنا وموقعنا الجغرافي الفريد، ولن يتكامل ردعه إلا بقوة السلاح، فالحملة عملت ما عليها، والباقي للجيش واللجان الشعبيّة، وللقوة الصاروخية والمسيَّرات، وللحديد والنار، وقبل ذلك كله، للوعي، فهو السلاح الأجدى في عصر تسيطر فيه المادة بقوة الجذب الإعلامي، والتضليل الفكري”.