طريقُ السلام في اليمن ومطبَّاتُ أمريكا وبريطانيا.. بقلم/ محمد صالح حاتم
في الوقت الذي يتطلع فيه ملايين من أبناء الشعب اليمني إلى نجاح الجهود العمانية التي تبذل لإيجاد حَـلّ نهائي؛ لإنهاء الحرب والعدوان ورفع الحصار الاقتصادي على أبناء هذا الشعب، تظهر أمريكا وبريطانيا بوجهيهما القبيح والحقيقي لتقولا: لا للسلام في اليمن!
هذه هي الحقيقة التي علينا أن نسلّم بها، فالعدوان على اليمن كما نعلم جميعاً أعلن من واشنطن في ليلية الـ٢٦ من مارس ٢٠١٥م، ونعلم أن هذا العدوان لو لم يكن أمريكياً بريطانياً، ما طال أمده أَو لم يكن هناك عدوان على اليمن نهائيًّا، رغم حقد السعوديّة على الشعب اليمني، وحرصها على أن تبقى اليمن حديقة خلفية لها، وتدار من داخل اللجنة الخَاصَّة.
لكن ثماني سنوات عدوان وحصار ورائها أمريكا وبريطانيا بامتيَاز وهما قطبي الإرهاب والشر والحروب في العالم..
الدور الأمريكي في العدوان على اليمن واضح لا يمكن نكرانه ونسمع مسؤولي أمريكا دائماً يصرحون أمام العالم بذلك، وهي من تقف حجر عثرة في إيجاد حَـلّ نهائي للحرب والعدوان على اليمن، وما كان بيان الرئيس بايدن الأخير الذي أعلن تضامنه مع الإمارات في الذكرى الأولى لعملية (إعصار اليمن) التي استهدفت فيها القوة الصاروخية ووحدة الطيران المسيَّر أهدافاً حساسة في أبو ظبي ودبي قبل عام، إلا أحد تلك المطبات التي يتم وضعها في طريق السلام ورفع الحصار عن الشعب اليمني.
وكذلك هي ربيبتها بريطانيا أَو نقول عنها مرضعتها ومنها تصريح السفير البريطاني لدى حكومة الفنادق ريتشارد وابنهايم الذي يدعم ويؤيد قرار حكومة الفنادق الأخير القاضي برفع سعر الدولار الجمركي من 500 دولار إلى 750 دولار، والذي سنعكس هذا القرار على الاقتصاد اليمني وسيكون كارثة تضاف إلى الكوارث التي أقدمت عليها حكومة عدن منذ نقل البنك المركزي إلى عدن.
هذا القرار سيترتب عليه زيادة معاناة الشعب اليمني، وسينعكس على القدرة الشرائية للمواطنين وعلى الاقتصاد اليمني بشكلٍ عام.
إن دعم بريطانيا لهذا القرار يعني أنها وراء الحصار الاقتصادي الذي يفرض على اليمن، وهي من تدير الملف الاقتصادي اليمني، وهي تسعى لقتل أبناء الشعب اليمني، وتنهك ما تبقى من الاقتصاد اليمني الذي أصبح منهكاً؛ بسَببِ الحرب والعدوان والحصار.
فمواقف كلتا الدولتين يؤكّـد مواصلة دعمهما لاستمرار الحرب والعدوان والحصار على الشعب اليمني، وإنهما لا يسعيان لتحقيق السلام في اليمن.
والذي يحتاج إلى تهيئة مسبقه من قبل داعمي العدوان ودعاة الحرب أمريكا وبريطانيا، ما لم فَـإنَّ ما يجري هو كسب مزيد من الوقت حتى لا تتعرض المنشآت النفطية السعوديّة لضرباتٍ عسكرية مستقبلا ًبهدف ضمان حصول أمريكا على حصتها من النفط الخليجي.