مسيرةٌ كُبرى غاضبة بصنعاء.. إحراقُ المصحف حربٌ مع الله
المسيرة – صنعاء
شهدت العاصمةُ صنعاء، عصرَ أمس الاثنين، مسيرةً جماهيريةً غاضبةً؛ تنديداً بإحراق نسخة من المصحف الشريف من قبل اليهود الصهاينة في السويد.
ورفعت الحشود الغاضبة لله ولكتابه في مسيرة “غضب شعب الإيمان ضد من حرقوا القرآن” الشعارات المؤكّـدة على السخط والرفض الشعبي للإساءَات الغربية المتكرّرة والمتعمدة للرموز والمقدسات الإسلامية.
واستنكرت الجماهير التي توسطها مجسم المصحف الشريف، استمرار مثل هذه الممارسات العدائية المستفزة لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم في العالم، ورفعت المصاحف عالياً، مؤكّـدة على ضرورة التحَرّك الجاد لردع ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم وكلّ من يتمادى في المساس بالمقدسات والحيلولة دون تكرارها.
وردّد المشاركون، هتافات مندّدة بإجرام واستخفاف الغرب بمشاعر المسلمين، والمطالبة بالاستنفار من قبل شعب الإيمَـان لمواجهة أعداء القرآن والمخطّطات الصهيونية التي تستهدف الأُمَّــة ومقدساتها، مؤكّـدين أن هذه الممارسات والأفعال لن تزيد أبناء الشعب اليمني إلا تمسكاً بدينه وهُــوِيَّته الإيمَـانية والمضي على نهج الرسول الكريم والجهاد والتضحية في الدفاع عن دين الله والمصحف الشريف وكلّ المقدسات الإسلامية.
واعتبر المشاركون الأعمال المسيئة والمعادية للمقدسات والرموز الدينية، دليلاً على مدى الحقد والإجرام والكراهية التي يكنها الأعداء للإسلام والمسلمين، وما وصل إليه الغرب من إفلاس وانحطاط أخلاقي.
وخلال المسيرة الحاشدة أكّـد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن هذا الحضور الجماهيري الكبير يعبر عن تجديد الولاء لله ورسوله والتمسك بكتابه العزيز وبكل القيم والأخلاق التي جاء بها النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- وصدرها الله تعالى في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وهنأ شعب الإيمان والحكمة والجهاد والمثابرة والصمود في مواجهة الأعداء بهذا الموقف العظيم، وقال: “إننا في هذا الجمع المشرف العظيم نعلن عن الإدانة والاستنكار الشديدين لكافة الأعمال الإجرامية والخبيثة والبشعة واللا مسؤولة الصادرة عن أعداء الله ورسوله وكتابه، وأعداء القيم والأخلاق والمبادئ”.
وَأَضَـافَ مفتي الديار اليمنية: “إن من قاموا بهذا الفعل المشين سعوا للنقمة من كتاب الله؛ لأَنَّه يأمر بالصدق والوفاء والتوحيد والعبادة المخلصة لله، وإقامة العدل والمساواة ونشر الحرية الصادقة التي لها ضوابط إلهية لا تتجاوز أَو تتعدى حدود الآخرين”، مؤكّـداً أن هؤلاء لديهم إشكال مع كُـلّ القيم والأخلاق والمبادئ والعفة والنزاهة والأدب والحياء، ولذلك أعلنوا بصراحة رفضهم لكل تلك القيم فقاموا بإحراق نسخة من المصحف الشريف، الذي يمثل دستوراً عظيماً، في إعلانٍ صريح عن حربهم مع الله تعالى والدين الإسلامي.
ولفت العلامة شمس الدين إلى أن هذا الإجرام يؤكّـد ما جاء في كتاب الله العزيز في قوله تعالى: “وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا”، مُشيراً إلى أن هؤلاء يقابلون هذا الكتاب العزيز ويقابلون المسلمين الذين يدعون إلى السلم والوحدة وعبادة الله الواحد الأحد، بإعلان عدوانهم وتعديهم على كتاب الله.
وَأَضَـافَ مفتي الديار “إننا وإزاء هذه المحنة وهذا الصلف نؤكّـد أننا لن نتنازل عن كتاب الله، ولن نتخلى عن مسؤوليتنا تجاه نصرة دين الله، وكتابه، وأرواحنا ودماؤنا ومُهَجُنا وكل ما نملك فداء لكتاب الله ورسوله ودينه”، مؤكّـداً أن هذه الأفعال القبيحة والهمجية لن تزيد الشعب اليمني إلا تصميماً على التمسك بكتاب الله ورسوله وكلّ الْقيم والأخلاق والمبادئ التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في كتابه، وسيواصل الجهاد تحت راية كتاب الله مستمداً منه عزيمته وقوته.
كما أكّـد مفتي الديار اليمنية، أن هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام أمام هذه الجهود والسواعد المؤمنة المناضلة المجاهدة المثابرة الصابرة التي بإذن الله سبحانه وتعالى ستقتلع هذا الكفر وهذا السفر وهذه الجهالة والحماقة.
ودعا دولة السويد، إلى اتِّخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع مثل هكذا ممارسات خبيثة ولئيمة ما لم فَـإنَّها معنية بالدرجة الأولى وتتحمل مسؤولية ما قد يصيبها من كُـلّ حر وغيور على الدين الإسلامي.
كما دعا العلامة شرف الدين الأنظمة الحاكمة وكافة العلماء والأحرار إلى القيام بمسؤولياتهم في توجيه الأُمَّــة التوجيه السليم والصحيح، وأن يبثوا في أبناء الأُمَّــة الحماسة والرفض لانتهاك حرمات الله، وذلك من خلال المنابر والمحاضرات والندوات والورش والبرامج التلفزيونية وغيرها، وأن يظهروا للناس عظمة هذا الدين وعظمة هذا القرآن الكريم.
وطالب الرؤساء وولاة الأمر باتِّخاذ الإجراءات الحاسمة والصارمة تجاه هذا العدوان السافر على كتاب الله، بقطع علاقاتهم الدبلوماسية مع دولة السويد وكلّ دولة تنتهك حرمات الله، وتعلن عدوانها على المقدسات الإسلامية؛ لأنه لا يجوز لولاة أمر المسلمين أن يتفرجوا على الاعتداء القرآن الكريم، داعياً الشعوب الإسلامية جمعاء إلى التحَرّك والثورة والغضب؛ مِن أجل كتاب الله.
وجدد مفتي الديار الدعوة لشعوب الأُمَّــة للثورة ضد داعمي الشذوذ، الذين فتحوا معابد للكفر في بلاد الإسلام والمسلمين.
أساليب شيطانية
وأكّـد البيان الصادر عن المسيرة، أن قوى الطاغوت والاستكبار في العالم والمتمثل بأمريكا واللوبي الصهيوني المتحكم في الغرب، تسعى لنشر الثقافات والمفاهيم البطالة والخاطئة المسيئة لله جل شأنه، والمؤثرة سلباً على العلاقة الإيمَـانية به.
وأشَارَ البيان إلى أن قوى الكفر تسعى لنشر الإلحاد والشرك بالله والترويج له وللعقائد المسيئة لله تعالى، وتغييب الحق عن الحياة، وإبعاد الناس عن أنبياء الله ورسله، والعلاقة الإيمانية بهم، كقادةٍ وقُدوة، وعن كتب الله وتعليماته كمنهجٍ للحياة ومستندٍ ومرجعٍ للمعرفة والهدى والعلم.
وأدان بأشد العبارات ما حصل في السويد من جريمة إحراق نسخ من كتاب الله تعالى، واعتبرها خطوة عدائية في مسلسل الحرب على الإسلام والمسلمين، مؤكّـداً أن هذه الجريمة يقف خلفها اللوبي الصهيوني المتحكم بالغرب.
ودعا بيان المسيرة الغرب إلى التحرّر من الصهيونية اليهودية التي سيطرت عليهم وأذلتهم وأفسدتهم وأحكمت السيطرة عليهم بشكل تام واستعبدتهم إلى أبعد حَــدّ.
كما دعا قادة الغرب ومجتمعات الدول الغربية للكف عن الإساءة لله تعالى، وأنبيائه، وخاتم وسيد الأنبياء والرسل محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-، والكف عن العداء لكتاب الله وكلماته، والكف عن إحراق المصاحف ومحاربة تعاليم الله.
وأشَارَ البيان، إلى أن ما يشهده الغرب من ممارسات عدائية متكرّرة ضد المقدسات الإسلامية، يعكس ما وصلت إليه الحكومات الغربية من إفلاس أخلاقي وسياسي، مؤكّـداً أن على حكومة السويد أن تتحمل تبعات هذه الجريمة النكراء؛ كونها من سمحت بتنظيم هذه المظاهرة، وأن تقدم اعتذاراً رسميًّا للمسلمين، وتحاسب المجرمين، وتضمن عدم تكرار الإساءَات للقرآن الكريم والرموز والمقدسات الإسلامية.
ودعا البيان شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية للعمل على تشكيل رأي عالمي يحول دون تكرار هذه الانتهاكات بحق الإسلام ومقدساته، والتحَرّك الشعبي العملي للتصدي لكل من يتمادى أَو تسول له نفسه المساس بالمقدسات.
كما أكّـد على ضرورة تحَرّك الأنظمة العربية والإسلامية للدفاع عن الإسلام ومقدساته، وأن تتخذ إجراءات عقابية حاسمة بحق من ينتهك مقدسات الأُمَّــة الإسلامية، إضافةً إلى مقاطعة حكومة السويد وطرد سفرائها من الدول العربية الإسلامية.