مواطنون وتربويون وعلماءُ وأكاديميون لصحيفة “المسيرة”: جريمةُ إحراق “المصحف” تستوجبُ الغضبَ لله وللرسول والتحَرّك لمقاطعة الدول المسيئة
المسيرة| محمد حتروش – محمد الكامل:
يواصلُ الملحدون الصهاينة في الدول الأُورُوبية الاستهزاءَ بالمقدسات الإسلامية، وذلك من خلال الأعمال المشينة المتمثلة في إحراق المصحف الشريف أمام الكاميرات ووسائل الإعلام في رسالةٍ استفزازية لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم.
وتعد هذه الجريمة بمثابة امتحان إلهي لجميع الشعوب الإسلامية ومعرفة مدى ارتباطهم بالمقدسات الإسلامية العظيمة، ومن خلال هذه الجريمة يسعى الأعداء إلى فصل المسلمين عن قرآنهم العظيم؛ كونهم على يقينٍ بأن القرآن الكريم يشكل خطورةً على دول الاستكبار العالمي وعلى رأسهم الصهاينة، كما تكشف هذه الجريمة زيف ادِّعاء الدول الأُورُوبية المعنية بحرية الرأي وحقوق الإنسان، إذ إن إحراقَ المصحف أمرٌ عدواني يسيء إلى ملايين المسلمين.
ويدعو الدكتور يوسف الحاضري، الدولَ العربية والإسلامية التي تمتلك ثروات النفط والغاز للتصدي لأعداء الله، وأن يوقفوا تصديرها لكل من يسيء لكتاب الله، ولنبيه، ولدينه.
ويؤكّـد الحاضري أن الشعوب واعية مهما حاول الحكام إغراقهم في مشاكلهم المادية والحياتية، أَو إغراقهم في ملذات الحياة، معتبرًا إحراق المصحف الشريف “جريمة نكراء”، واختباراً وبلاءً لهؤلاء الحكام وللشعوب ليعلم الله من ينصره وينصر مقدساته في الحياة ومن يتخاذل، مؤكّـداً أن الله سبحانه وتعالى قادرٌ أن ينسفَ الأرضَ ومن عليها وليس فقط مملكة السويد، أَو الأشخاص الذين أحرقوا المصحف، وساعدوهم في ذلك، مُشيراً إلى أن على جميع الدول الإسلامية شعوباً وحكاماً التحَرُّكَ الجادَّ وفق ما يمتلكون من قدرات وإمْكَانيات لمواجهة الدول الملحدة والمستهزئة بالمقدسات لإعطائها دروساً تأديبية تكسر غرورَهم وشرورهم؛ كي لا يكرّروها مستقبلاً.
من جهته يؤكّـد الناشط السياسي عبد العزيز أبو طالب، أن جريمة إحراق المصحف الشريف تدل على إصرار الأُورُوبيين للاستهزاء بالمقدسات الإسلامية، وهو ما يجسد العداوة الظاهرة والحسد الشديد للمسلمين بنعمة الهداية، مستدلاً بقوله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً).
ويؤكّـد أبو طالب أن جريمة إحراق المصحف الشريف تكشف جليًّا زيف ادِّعاء الأُورُوبيين فيما يسمونه حرية التعبير، وذلك كون القيام بتلك الأعمال التي تندرج تحت الاستفزاز والازدراء والإساءة للمقدسات، منوِّهًا إلى أنه تقدم أحد الشباب في السويد من أصول عربية إلى السلطات بتصريح لحرق التوراة، ولكن السفير الصهيوني طلب من السلطات السويدية منع ذلك، وفعلاً رفضت السلطات منح التصريح وهو ما يكشف زيف دعواهم وادِّعاءهم بالحرية.
ويبين أبو طالب أن مواجهة مثل هذه الجرائم بحق المقدسات تستلزم الغضبَ لله تعالى ولرسوله الكريم وكتابه الشريف بالتحَرّك الرسمي والشعبي بمقاطعة منتجات أية دولة تسمح أَو تتساهل مع هذه الجرائم، لافتاً أن التعويل على الشعوب هو الأجدى؛ لأَنَّ الحكومات غير جادة في مواجهة تلك السلطات الأُورُوبية إلَّا إذَا كان ذلك يمس زعيماً أَو ملكاً أَو مصلحة الدولة.
ويواصل قائلاً: “المسلمون اليوم أمام اختبار مهم وابتلاء وتمحيص لصدق إيمَـانهم في مواجهة الإساءَات المتكرّرة لمقدساتهم والتصرف بوعي وحكمة وفاعلية تمنع تكرارها وتؤدب كُـلّ من يتطاول على مقدسات الإسلام والمسلمين”.
إفسادٌ في الأرض
بدوره يصف الدكتور حمود الأهنومي، جريمة إحراق المصحف الشريف بالبشعة والخطيرة والماسة للمقدسات الإسلامية.
ويعتبر الأهنومي منفذي تلك الجريمة مفسدين في الأرض، وأنهم يريدون بتلك الحادثة هز المسلمين بكتاب الله العظيم وإبعادهم عن كتابهم المقدس.
ويؤكّـد الأهنومي أن المفسدين الصهاينة يريدون إحراقَ المقدسات؛ كي يتسنى لهم التحَرّك في إفساد الناس وتنفيذ الأعمال الإجرامية دون أية مقاومة.
ويقول: القرآن كتاب الله الجليل فيه الحل لمشاكل البشرية جمعاء، والأعداء يرون في القرآن الكريم خطراً ولهذا اللوبي الصهيوني اليهودي يعمد لمثل هذه الحركات التي يريد منها استفزاز مشاعر المسلمين، وهز المسلمين بهذا الكتاب العظيم وإسقاط قدسيته كي يتسنى لهم تنفيذ مشاريعهم الإفسادية والتي وصفهم الله تعالى في محكم كتابه: (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا).
ويلفت الأهنومي إلى أن الرد على مرتكبي جريمة إحراق المصحف الشريف يكمن في المقاطعة السياسية والاقتصادية، موضحًا أنه في حال نفذت الحكومات الإسلامية نظام المقاطعة فَـإنَّ تلك الدول لن تجرؤ مجدّدًا على ممارسة مثل هذه سياسات والجرائم التي تعتبر اعتداءً على حقوق الآخرين بحسب مصطلحاتهم ومفاهيمهم والتي تندرجُ ضمن حقوق الإنسان.
ويستغرب الأهنومي من تجاهل دول الخليج وغيرها من الدول الإسلامية والتي تعاملت مع الجريمة ببرودةٍ كاملة، حَيثُ اكتفت بإصدار بيانات خجولة لا تغير من الواقع شيئاً في حين أن بمقدورهم تفعيل المقاطعة الاقتصادية، إذ تتوافد من الدول الأُورُوبية ملايين البضائع إلى دول الخليج، بل إنهم لم يقاطعوا سياسيًّا كما فعلوا مع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والذي وصف الحرب بأنها عبثية في حين أن جريمة إحراق المصحف الشريف لم تجرأ أي من تلك الدول استدعاء سفير السويد أَو سفير هولاندا لمعاتبته على تلك الجريمة البشعة.
جريمةٌ أوجعت المسلمين
وفي السياق ذاته تعتبر الدكتورة تقية فضائل أُستاذة اللسانيات بجامعة صنعاء، أن حرق المصحف جريمةً بحق الإنسانية عامة وَالمسلمين خَاصَّة وَجريمة بحق حرية الدين والمعتقد وحرية الإنسان وحرمة المقدسات الإسلامية، وصفعة مؤلمة لكل مسلم غيور على دينه ومقدساته.
وتوضح فضائل أن حرقَ المصحف يكشف هوان الأُمَّــة الإسلامية وأنظمتها الكرتونية الخاضعة الخانعة لدول الاستكبار العالمي ويفضح قمع الشعوب الإسلامية المغلوبة على أمرها وتسلط أعدائهم عليهم وإمعانهم في إذلالهم.
وتقول: “هل يعلم المسلمون أن اليهود والنصارى يستخدمون حرق المصحف وإهانة مقدسات المسلمين مثل السخرية من رسول الله برسوماتٍ مسيئة وأفلامٍ ساخرة مؤذية له -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- يستخدمونها أَيْـضاً دعايات انتخابية لنيل الأصوات؛ لأَنَّ هذا يضمن لهم الحصول على أكبر عدد من الأصوات مثل ماكرون رئيس فرنسا في حملته الانتخابية ورئيس السويد الحالي، فقد خاضا انتخاباتهما بإهانة أقدس مقدسات المسلمين القرآن والرسول الحبيب محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-“.
وتضيف “وهذا يدل على زيف الحضارة الأُورُوبية القائمة على العنصرية واحتقار الأمم الأُخرى والتقليل من شأنها واستهداف مقدساتها وأديانها وحقوقها في حرية المعتقد”.
وتختم فضائل حديثها بالقول: “أستطيع القول إن جريمة إحراق المصحف الشريف تخلق في نفوس المسلمين الغيورين ألماً ووجعاً ونقمةً وغضباً لن يطفئه سوى هبة إسلامية تجبر العنصريين والمستكبرين على احترام الإسلام ومقدساته وشعوبه”.
وعلى صعيدٍ متصل يؤكّـد وكيل وزارة الإرشاد صالح الخولاني، أن المقدسات الإسلامية خط أحمر، وأن من يسيء إليها سواءً القرآن الكريم أَو إلى الأنبياء أَو إلى المقدسات الأُخرى لن يرى من الشعوب الحرة العربية الإسلامية، ومن الشعوب وليس من الأنظمة إلا الموت، إلا الزوال، إلا النكال.
ويقول في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: إننا نعي جيِّدًا مدى أهميّة الحفاظ على المقدسات فهي حفاظ على كرامتنا والدفاع عن المقدسات هو دفاع عن حريتنا وعن حرية كُـلّ الأحرار في هذا العالم”، منوِّهًا إلى أن هذه الجريمة التي وقعت في السويد وهولندا من بعض المجرمين لا شك أنه حدث يهودي بامتيَاز وراءه اليهود، والسويد إذَا لم تعِ، وَإذَا لم تعقل، وَإذَا لم تعتذر، وَإذَا لم تؤدب من قام بهذا الإجرام، فَـإنَّها قد فتحت على نفسها جهنمَ وفتحت على نفسها سخط هذه الشعوب، وقلقا لن يهدأ بعد اليوم بإذن الله عز وجل.
ويؤكّـد أن الشعوب لا زالت حية، وَلا زالت حرة، وتحترم المقدسات وتدافع عن المقدسات.
من جهته يقول مدير مكتب التربية بمحافظة صنعاء هادي عمار: إن خروج الجماهير من أبناء شعبنا اليمني في مسيرات ومظاهرات غضب تجاه ما حصل بحق القرآن الكريم ومقدساتنا الإسلامية من قبل اللوبي الصهيوني الذي يتحكم اليوم في صنع القرار الأُورُوبي هو بداية فقط ورفض لهذه الممارسات والوقوف في وجه أعداء الله الصهاينة والمجرمين.
ويرى أن اللوبي الصهيوني قد استحكمت قبضته على القرار في أُورُوبا، حتى أصبح هو المتحكم في القرار السياسي والمتحكم في مثل هذه الأمور التي تعد انتهاكاً لمقدسات المسلمين وإزعاجاً لأبناء الإسلام والمسلمين، وشيئاً محرماً لا يمكن السكوت عليه، وشيئاً كما شاهدنا في معظم الدول الإسلامية، ومنها اليمن التي خرجت بملايينها؛ تنديداً واستنكاراً ورفضاً وغضباً لهذا الإجرام.
ويؤكّـد أن هذه الانتهاكات الخطيرة، وأن عدم احترام مشاعر المسلمين وعدم احترام مقدسات المسلمين فيه تجرؤ كبير على حرمات الله وعلى كتاب الله وعلى كلمات الله، وهو أمر لا يمكن أن يقبل به المسلمون، مُشيراً إلى أن الإجرام يمكن أن يوحدنا ويجمعنا كمسلمين ضد أمريكا وإسرائيل ولوبيها الصهيوني الذي يريد للأُمَّـة الإسلامية أن تكون ضعيفة هزيلة ومجزأة.
بدوره يقول الركن اليماني السوداني، أحد أفراد الجالية السودانية في اليمن: إن الأعداء قد وصَلوا اليوم للحد الأقصى في إهانتنا وإذلالنا، مستنكراً صمت العرب، وعدم تحَرّكهم لنصرة دين الله وكتابه.
ويؤكّـد أن هذا دينٌ علينا بأن نحرقهم قبل ما يحرقهم الله، ولن نقول لهم كما قال أصحاب قريش عندما هاجم أبرهة الكعبة ويريد هدمها وقالوا “للكعبة ربٌ يحميها”، بل سنقول لهم: “للمصحف يمني يحميه، ولنا سيد ومولى سيحميهم، ونحن معه متحَرّكون، وعندما يأمرنا إلى أي مكان، يأمرنا به، متى ما أراد، لن نقول له اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، بل سنقول له: “اذهب ونحن معك مقاتلون”.