ما الذي تبقى؟!..بقلم/ محمد أحمد البخيتي

 

لا غرابة في حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد فالتحريضُ اليهودي والصليبي ومساعي التشويه وتعبئة الأجيال وغرس العداوة ضد الإسلام والمسلمين ثقافة يتم زراعتها في صدور الأطفال منذ نعومة أظافرهم وتلازمهم تلك التعبئة كأيديولوجية وتوجه وفكر وثقافة يتم أدلجتهم بها لتنتج مجتمعاً عدوانياً حتى تصبح حالة الإسلام فوبيا سبباً لكل تلك العداوات التي تقوم بها الأنظمة والمجتمعات اليهودية والصليبية والتي تعتبر التيارات الإسلامية المتطرفة والدخيلة على الإسلام نتاج تلك الأعمال العدوانية التي خططت لها المخابرات العبرية والغربية والتي أنتجتها حركة الاستشراق والمستشرقين كتياراتٍ دخيلة على الإسلام بصفة التوحيد والتجديد لضرب الإسلام بالإسلام بأفكار تم تقديمها منذ عقود من الزمن بتيارات وعلماء محسوبين على الإسلام كالوهَّـابية والقاعدة وداعش وغيرها من التيارات التي تسببت بإبعاد المسلمين عن القرآن مما أَدَّى إلى حرف بوصلة عداوة من تأثروا بها من العدوّ الحقيقي إلى عدو داخل هذه الأُمَّــة بمسميات حزبية وَطائفية ومناطقية وعِرقية وبعقائد باطلة وبأكاذيب نسبوها للرسول -صلوات الله عليه وآله- تتنافى مع القرآن ككذبة (اختلاف أمتي رحمة) وغيرها من الأكاذيب الأُخرى رغم تعارضها مع ما جاء في قوله تعالى: (وَلَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَٰتُ وَأُوْلَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

بل وتتعارض مع ما جاء في قول الرسول -صلوات الله عليه وآله-: (ما طابق القرآن فهو مني وما عارض القرآن فليس مني) وحاشا بمن قال الله فيه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ أن يأتي بنقيضين وحاشا لمن (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) أن يأتي بما يتعارض مع القرآن فهو القائل (المؤمنون كالجسد الواحد) وكيف له أن يقول اختلاف أمتي رحمة كما كذب عليه أدعياء الدين من عمدوا إلى بث الفرقة وإبعاد المسلمين عن كتاب رب العالمين بتجريم التفكر فيه والتأمل في آياته بل وحرموها بذريعة أنه لا يجوز التفكر في القرآن إلا لمن أسمتهم أهل الحل والعقد، الذين بسَببِهم وبأفكارهم المسمومة الدخيلة على الدين صار حال الأُمَّــة إلى ما هي علية بل تطاول الأعداء على كُـلّ مقدساتنا وأساءوا إلى خير البرية نبي الهدى رحمة الله للعالمين رسول الله -صلوات الله عليه وآله- بما أنتجته اجتهاداتهم من قصص وروايات وأكاذيب وأقاويل كاذبة ومسيئة وما الأحداث والصراعات والتناحر والاقتتال الدائر في كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية إلا نتيجة أفكارهم الدخيلة واجتهاداتهم التي حكمت على القرآن بالنقص رغم قول الله تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)، وقوله: (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ).

فالقرآن الكريم استهدفه الأعداء منذ زمن بعيد ليس نصاً بل مضموناً وما حادثة إحراق نسخة من القرآن الكريم في السويد إلا إتماماً لمنهجية التيارات الدخيلة صنيعة المستشرقين من اليهود والصليبيين ونتيجة ثقافة عداوة اليهود للإسلام والمسلمين ولكل مقدسات الدين والتي تسببت بإحداث عدوانية دامية كحادثة استهداف المسلمين بالعمليات التي راح ضحيتها 49 شخصاً وجرح 48 آخرين في هجومين استهدفا مصلين في مسجدين في مدينة كرايست وَتشيرتش بنيوزلاندا كنتائجٍ لثقافات التحريض وأيديولوجية العداء التي تنشرها الأنظمة الغربية واللوبي الصهيوني ضد المسلمين.

لذلك بعد أن استهدف الصليبيون واليهود أبناء شعوب الأُمَّــة الإسلامية في بلدانهم واستُهدف الحج ودنس اليهود القدس وشاهدنا وسمعنا الإساءَات المتكرّرة للرسول -صلوات الله عليه وآله- برسومٍ كاريكاتيرية ساخرة وبأفلامٍ مسيئة وإحراقٍ للمصحف الكريم ما الذي تبقى للأُمَّـة الإسلامية لتستمر في الصمت وليستمر قادتها في الانبطاح ولتستمر في حالة الذل والخنوع ما الذي تبقى لنا ليخرجنا مما نحن فيه؟!

إذا لم تثير سخطنا كُـلّ هذه الأحداث والإساءَات لنا ولديننا ولمقدساتنا فما الذي تبقى لنا كمسلمين لنسخط ونغضب؛ مِن أجلِه ولا غرابة في حادثة إحراق المصحف في السويد فالغريب هو صمتنا تجاه كُـلّ تجاوزاتهم ونسياننا لكل إساءَاتهم السابقة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com