حربُ تحطيم الدفاعات النفسية!..بقلم/ أحمد عبدالله الرازحي
إنه غزوٌ فكري وثقافي وإفراغُ العقول من رمزِ الرحمة والإنسانية محمد -صلى الله عليه وآله- والنيل من الدستور الإسلامي “القرآن”!
الحملاتُ الغربية المعادية للأمة بكل طوائفها تهدفُ إلى تفريغ العقل الإسلامي من قيم ومبادئ ورموز وضعناها في قوائم حضارتنا العربية والإسلامية؛ لكي تتم إعادة تعبئة عقولنا بقيم ورموز تتعلق بالحضارة الغربية التي لم تعُدْ حضارة وإنما تهبط بالإنسان في مستنقع الضياع والرذيلة؛ وبهذا يتم التفريغُ للعقل العربي وتعبئته بصورة مباشرة.
هنا سنتحدث عن التعبئة في الجانب الفكري فقط بعيدًا عن التكنولوجيا المتطورة والعلوم الحديثة المتقدمة وَالتي تحمل في طيأتها حروباً أخرى وتأثيراتٍ كبرى.
التخريب الفكري المتوافق مع الأساليب الأُخرى الداعمة التي تتم من خلالها الاقتناع والتقبل للأفكار الجديدة على المستوى الفكري للأُمَّـة العربية والإسلامية ومن هنا تبدأ مشاعر الحب والاعتزاز بهذه الأفكار على المستوى العاطفي الوجداني للأُمَّـة ثم يتبع ذلك انسجامٌ في السلوك مع تلك القناعات والمشاعر المصنوعة ويتكامل ما يسمى بسلوك الاتّجاه الجمعي للأُمَّـة لتصنع وتبلور الرأي العام.
تترافق مع هذه العملية عملياتُ تشويه الصورة الخارجية وإعادة إنتاجها لتنسجم مع هدف حملة الغزو الفكري التي تسعى بالتشويه والغزو الفكري لإبعاد الأُمَّــة عن قناعتها بتميزها واقتدارها عن بقية الأمم في أخذ دورها الفاعل على مسرح الحضارة العالمية يومنا هذا، وبهذا يسعون دائماً لتظل أمتنا الإسلامية متخلفة وتابعة مستغلَّة من قبل القوى الغربية الطامعة والنفعية..
نجد الهجوم الشرس واللاإنساني على رموزنا كالرسول محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- ومحاولة الإساءة لهُ بشكل مُستمرّ وحملات مُستمرّة لإحراق القرآن الكريم؛ للنيل من أمتنا عبر هجمات وحملات إعلامية عدوانية ودعائية نفسية معادية تشير للغزو الثقافي وتسعى لغسل الدماغ الجمهور العربي الإسلامي وبالتخريب الفكري والتشويه للحضارة الإسلامية وتستخدم القوى الغربية الآليات وتقنيات عمل غسيل دماغ وتطبقها على شعوبنا.
وهناك أشكال أخرى أَيْـضاً من العدوانية ضد امتنا العربية الإسلامية منها الحروب المباشرة التي تشنها على شعوبنا وبأدوات محسوبة علينا وَغير المباشرة والحصار والحرمان وبأساليب شيطانية قذرة مما يجعل لذلك تأثيراً سلبياً وينعكس على المستوى الشعوب وهي قابعة تحت وطأة هجمات عدوانية لا تتوقف وعمليات عزل وحرمان والشعور بالتهديد والعقاب إلى أن تصل تأثيراتها حتى على المستوى الفردي ويُزج بالفرد المسلم في دوامة كبرى من فقدان الثقة والإجهاد والوهن والشعور الكبير بالضعف الذي تولده هذه الحملات الغربية العدوانية ليصل الحال به للشعور بالعجز وعدم القدرة على المواجهة والعجز عن التعبير وإبداء الرأي ويتملك المسلمَ الإحساسُ بالقهر ومع ذلك تستمر وتترافق هذه الحملة بعمليات قوية للتركيز على تحطيم القوة المعنوية الصلبة التي تتحصن بها امتنا العربية كالمعنويات والإيمَـان بالمعتقد والإرادَة والصبر والمصير والأهداف المستقبلية والسعي الحثيث لانتزاع القدرة على المقاومة والثبات.
هُنا يجب أن تُدرِكَ أمتنا بما فيها شعبنا اليمن حجم المؤامرات والحملات الغربية العدوانية عليها وأن تتصدى لها بقوة وإرادَة لا تقهر وألا تتقبل هذا الكم الهائل من التخريب الفكري والغزو الثقافي الذي يهدف لإعادة إنتاج العقل الإسلامي على الطريقة الغربية المنحطة التي تتنافى مع القيم الإنسانية والفطرية التي أوجد اللهُ الإنسانَ عليها.