المناسباتُ ومعطياتُها نِعَمٌ لا تُحصى..بقلم/ طلال محمد الغادر
تكمن أهميّةُ المناسبات الدينية أنها ترسخ الهُــوِيَّة الإيمانية، وأنها تربطنا بمصادر القوة المعنوية سواءً بالربط بالأعلام أَو بالنبي -صلوات الله عليه وآله- وكذَلك بالعودة إلى تاريخنا الإيمَـاني والأصالة الإيمانية المتجذرة وهذه المناسبات إذَا ما استغلت وفعلت بالشكل المطلوب فَـإنَّها توصل رسائل عدة ولها أهدافها تحصيناً للمجتمع من خطورة الدخيل من الثقافات، والحرب الشعواء في هذا المجال والذي تحدث عنها القرآن الكريم وبصيغه المضارع كما قال عز من قائل: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) والتي تحتم على المبلغين لرسالات الله الاستمرارية لمواجهة هذا الهجمة بسلاح الإيمَـان والوعي والبصيرة وَتعرية للزيف والضلال، فكل ما مر بنا الزمن وكشفت أكثر أقنعة الضلال وتجلت الأخطار والنتائج الحتمية التي يسببها الدخيل من الثقافات المغلوطة والأفكار الهدامة والظلامية كلها تزيدنا يقيناً ووعياً بقيمة وأهميّة هذه المناسبات بما تعطيه من جرع معنوية تارة (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا) وإسعافية تارةً أُخرى (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا).
فنحن في يمن الإيمَـان كلما مر بنا الزمن وكلما استوينا على جودي المناسبات العظيمة معَ المتغيرات الكثيرة والآيات المتحقّقة في واقع هذا العالم على المستوى المحلي والعالمي تبين لنا أنه الحق وتجلى لنا أن الله جل في علاه، قد اختصنا بنعمٍ عظيمة لا حَــدّ لها ولا تعداد لها بالقيادة الربانية وبالهدى وبالانتماء الإيمَـاني الأصيل وبالتراث الزاخر من الأعلام وما قدموه من مواقف والأنبياء ومسيراتهم المعطاءة على مر التاريخ.
ونحن اليوم في مناسبةٍ دينية مختصة باليمن واليمنيين، وَهي جمعة رجب، والتي تحتاج منا أن نستقبلها بذهنية متشوقة لهذا المعين الذي لا ينضب بكل ما تعطيه لنا من عطاءٍ معنوي ومنحة ربانية فيها من الدروس والعبر ما نحن بأمس الحاجة إليه أمام كُـلّ المتغيرات والتحديات، نحتاجها ومعطياتها سلاحاً نواجه به كُـلّ المؤامرات والحرب الناعمة، نحتاجها بما تعززه في نفوسنا من قيم ومبادئ، نحتاجها والعالم يعيش أزمات ولا يجد لها حلاً على الإطلاق بل يسعى الكثير إلى الداء ظناً منهم بأنه الدواء.
أما نحن بفضل الله وإن كانت هناك تحديات وأخطار ومؤامرات قد تربو على ما عليه الآخرين لكننا ننفرد عن الآخرين، أننا لدينا الرؤية لدينا الحل لدينا الحصانة لدينا البلسم الشافي لكل الجروح، هي هذه المعطيات من هذه المناسبات ومنها مناسبة منح يمن الإيمَـان أعظم وأغلى وسام “الإيمَـان يمان” من خير الأنام -عليه وآله أفضل الصلاة والسلام- كيف لا ومعنا القرآن منهجاً والأعلام قادةً، والنبي الأكرم يمنحنا الوسام الذي انفرد به يمن الإيمَـان عن غيره وأصبح عيداً خاصاً بيمن الأنصار، وهو كما أسلفت ليس مُجَـرّد عيد إنما بكل معطياته يزيده معنوية وقوة إطلاله العلم المولى -يحفظه الله- لوضع النقاط على الحروف وقد لمسنا بفضل الله مع كُـلّ ما مضى من تحديات عظم المناسبات ومعطياتها النفسية والمعنوية والتي لها آثارها في ما بعدها كيف لا وقد اجتزنا أحلك الظروف وأقسى المصاعب وأكبر التحديات، فكلنا لا ينسى إشادة القائد الملهم -يحفظه الله- في لقاء الجامع الكبير قبل أربع سنوات وهو يكشف اللغز والسر في الصمود الأُسطوري بأنه ((الإيمَـان يمان)).
فهَلُمَّ يا يمنَ الإيمَـان لاستقبال الرحمات الإلهية بالتفاعل الجاد مع هذه المناسبة نفسياً وعمليًّا وأنت تشق طريقك إلى النهوض الحضاري الإيمَـاني ((الإيمَـان يمان)) المنفرد عن بقية العالم الذي يضج ويئن ولا يجد له حلاً لتقول له هنا الحل الصائب هنا الرؤية الصحيحة المؤكّـدة، بلسان الحال والمقال، وعلى الله التوكل وهو نعم الوكيل.