الجريح المجاهد نعمان أحمد عبد العزيز: أتمنى العودة سريعاً إلى جبهات القتال ففيها تتجسد العبودية والتسليم لله وحده
أكّـد أن المجاهدين لا يخشون أسلحة العدوان وبأسها
المسيرة – أيمن قائد:
يفخرُ المجتمعُ بجرحى أبطال الجيش واللجان الشعبيّة وينظرون لهم بإعجابٍ وفخر؛ نظراً لبطولاتهم الملحمية في جبهات العز والشرف، فمنهم من فقد أحدَ أعضائه وحواسه، ومنهم من بُترت قدماه، وآخرون فقدوا أبصارهم لكن العجيب أن تجد هؤلاء في معنويات تعانق السماء، غير نادمين بما فقدوه في سبيل الله.
ويعد الجريح المجاهد نعمان أحمد عبد العزيز من أبناء محافظة تعز –جبل حبشي– واحداً من هؤلاء الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والفداء والتضحية.
ووُلد الجريح نعمان عام 1985م، وَأُصيب في جبهة نهم قبل حوالي ثلاث سنوات ونصف سنة، مما أَدَّى إلى تمزق عظام قدمه، الأمر الذي أبطأ جبرها، ولكن مهما كان ذلك فَـإنَّ العزم لا يزال قائمًا والإصرار للقاء الأعداء أكثر مما كان عليه في السابق.
أما فيما يتعلق بالدوافع التي جعلت المجاهد الجريح نعمان يترك أهله وأولاده ومنزله؛ باعتباره من أبناء الحالمة تعز ويلتحق بالمجاهدين، فيجيب عنها قائلاً: “إنه وفي بداية العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن أدركت بأن أهدافهم تدميرية ويريدون إهلاك الحرث والنسل لليمن، فكنت حينها في محافظة عدن ومن ثَمَّ تحَرّكت إلى باب المندب لبعض الأعمال، ولكن الأوضاعَ أوقفت الأعمالَ؛ نتيجة للمؤامرات التي كانت تحاك ضد أبناء الشعب اليمني؛ بسَببِ تربص قوى الإجرام والشر على ثروات اليمن ومقدراته وخيراته”.
ويضيف نعمان “ثم التقيت بجماعة من أنصار الله وأخبرتهم بأني أريد أن أجاهد في سبيل الله، ومن ثم اندمجت معهم واستطاعوا استقطابي بأُسلُـوبهم الراقي وأخلاقهم العالية في التعامل وتقديمهم الإحسان، وبعدها أتينا إلى صنعاء وأخذنا الدورات الثقافية والعسكرية المختلفة وتحَرّكت إلى جبهات الشرف والكرامة، وكانت أول جبهة أشارك فيها هي جبهة نهم في العام 2016م”.
ويحكي المجاهد الجريح نعمان عبد العزيز عن وضع المجاهدين والجبهة هناك قائلاً: “إن المجاهدين كانوا على مستوى عالٍ من الثقافة والشجاعة وكانت أجواء الجبهة أجواء روحانية وأجواء إيمَـانية، تشعر من خلالها بالقرب من الله، فلا تشعر بالضيق ولا الهم”، متمنياً “العودة إلى تلك الجبهات؛ لأَنَّ في الجبهة تتجسد العبودية والتسليم لله وحده، وفي الواقع بالرغم مما يمتلكه العدوّ من مختلف الأسلحة الفتاكة والحديثة والذي لطالما يشعر الإنسان البعيد من الله بالهلاك والإبادة، ولكن بمعية الله وتأييده كانت أسلحة العدوّ لا تجدي نفعاً وكانت في أعيينا لا شيء ولا نحسب لها أي حساب، والحمد لله استطاع المجاهدون تحقيقَ أروع الانتصارات التي انذهل منها كُـلّ العالم، وكلّ هذا كان بقوة الله؛ لأَنَّنا لسنا شيئاً إلَّا بالله، وبه تحقّق النصر على أيادي ثلة من المؤمنين الصادقين”.
وباعتبار الجريح نعمان من أبناء محافظة تعز، هذه المحافظة التي ينتمي إليها أناس مجاهدون وشرفاء اختاروا طريق الدفاع عن الوطن وحقّقوا مواقف عظيمة، ولكن وفي المقابل فَـإنَّ فيها جماعات تنتمي إلى العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ورحبوا بالغازي والمحتلّ للبلد؛ لذلك فَـإنَّ معاملة تلك الجماعات والفصائل مع المواطنين بشهادة الأهالي هي معاملة سيئة؛ كونهم لا يتحلون بالثقافة والوعي والمبادئ وإنما نهجوا بنهج الارتزاق والعمالة وبيع الضمائر والأنفس مقابل الريالات.
وبهذا يوضح المجاهد نعمان أن “المعاملة سيئة جِـدًّا كما يخبرنا الأهالي هناك بأن التعاملات تعسفية بحق المواطنين خُصُوصاً عند المرور من النقاط الأمنية التابعة لهم، ففي أحد المرات قام شخص بالهتاف بالصرخة فأخذوه على الفور إلى السجن؛ بسَببِ ترديده شعار البراءة من أعداء الله وأعداء الأُمَّــة، فيما أن الوضع في صنعاء أفضل وأرقى بكثير بكثير”.
ويوجه رسالته للعملاء والمنافقين قائلاً: “والله لن يرونا إلَّا حَيثُ يكرهون، مهما كانت معاملاتهم وانتهاكاتهم الإجرامية بحق الأهالي والمواطنين حتى وإن أحرقوا منزلي وقتلوا أولادي هناك فلن يهزوا منا شعرة، فنحن سنظل نلاحقهم إلى أوكارهم لنجتثهم ونطهر البلاد من دنسهم، فنحن قد بعنا أنفسنا من الله ونسأل الله أن يتقبل هذه البيعة”.
أما عن رسالة الجريح نعمان عبد العزيز للمجاهدين المرابطين في جبهات الكرامة وكذا رسالته لقائد الثورة فيقول: “رسالتي للمجاهدين بأن يداوموا على تطبيق برنامج رجال الله وأن يكثروا من ذكر الله بالتسبيح والاستغفار والصلاة وقراءة القرآن، وأن يحذروا من خطوات الشيطان، أما رسالتنا لعلم الهدى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، نحن نعجز عن التعبير في نقل رسالتنا له، فنقول له: إننا رهن الإشارة لو أمر بخوض البحر لخضناه ولن يتردّد منا رجلٌ واحد”.
وبهذه المعنويات والإصرار والعزيمة يؤكّـد الجرحى المجاهدون بأن جراحاتهم لن تثنيهم عن مواصلة مشوارهم الجهادي حتى الفوز بإحدى الحسنيين إما النصر والغلبة على الأعداء أَو الشهادة في سبيل الله ونيل رضوانه.