شياطينُ الإنس.. أدواتُ الصهيونية..بقلم/ أحمد المتوكل
تأتي الأحداثُ والمتغيراتُ لتثبِتَ لكُلِّ من له قلب أَو ألقى السمع وهو شهيد أن التكفيريين ليسوا إلا أدوات الصهيونية اليهودية واستخباراتِها، وليسوا مُجَـرّد مرتزِقة وخونة عاديين.
دخل اليمنيون الإسلامَ طواعيةً دون أية ضغوط أَو ترهيب، عندما أرسل النبيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- الإمام عليًّا (عليه السلام) في العام الثامن للهجرة وفي أول جمعة من شهر رجب، فكان ذلك دخولاً في النور والهداية وخروجاً من الظلام والضلال، وأصبحت أول جمعة من رجب عيداً عظيماً لليمنيين على مر أكثر من 1400 عام، يحتفلون به أن مَنَّ الله عليهم بالهداية للإسلام، حتى جاء المد الوهَّـابي التكفيري المصنوع والمموَّل بريطانياً في مصر على يد حسن الساعاتي، الذي قام بتغيير لقبه إلى “البناء” بعد تأسيسه لجماعة الإخوان المسلمين، والهدفُ ضربَ الأُمَّــة الإسلامية باسم الإسلام، وتهيئةَ الساحة لليهود لاحتلال فلسطين وتمكينَهم من الهيمنة على العالم، فكانت الخطوة الأولى هي قيام حسن البناء بإرسال الفُضيل الورتلاني إلى اليمن وضرب الهُــوِيَّة الإيمانية للشعب اليمني تحت شماعة نشر الإسلام والعلوم الدينية، فانخدع الإمام يحيى حميد الدين بهم؛ لأَنَّ لديهم قدرةً عاليةً على التمثيل والخداع، وظن أنهم يسعون لنشر الدين الإسلامي وقيمة الأصيلة، كما يزعمون، وقد قال الشهيد القائد -رضوان الله عليه-: “الناس بطبيعتهم بفطرتهم مجبولون على قبول دين الله، على الاهتداء بهدي الله، وإنما يأتي الضلال من قِبَلِ أطراف أُخرى، أُمَّـة تضل أُمَّـة، أَو فرد يضل أُمَّـة، أَو شخص يضل شخصاً من شياطين الجن والإنس”.
واستمر إخوان الشياطين وعبَدَتُه بعمليات الاغتيالات لكل من يُعارض ويتعارض في فكره وحركته مع مشاريع أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، وأصبغوا على كُـلّ عملية قتل بالصبغة الدينية، وبعد أن أعلنوا عن حزبهم الشيطاني المُسمى التجمع اليمني للإصلاح حتى ازداد تحَرُّكُهم في التفريق بين اليمنيين وإشعال الفتن والتكفير والقتل، وعملوا على اغتيال مئات الكوادر اليمنية، وكفَّروا أبناءَ الجنوب ودعوا لقتلهم، وأن قتلَهم واجب ديني، وشنوا عدوانهم على عدن فيما تُسمى بحرب صيف 1994م، وعملوا على الانتشار في كُـلّ المحافظات اليمنية وبناء المقرات والشركات الخَاصَّة بهم، وكانت بريطانيا أحد أهم الداعمين لهم.
ثم اتجه حزبُ الإفساد بعد ذلك إلى تكفير أبناء صعدة وشنوا عليهم ست حروب ظالمة أحرقوا فيها الأخضر واليابس ولم تسلم حتى النساء والأطفال من عدوانهم وبُغضهم، وما أن جاء تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن حتى كانوا هم على رأس حربة ذلك العدوان وأهم الداعمين له، خطفوا الأطفال والنساء وقصفوا صالاتِ الأفراح والعزاء، وفجّروا بالمسلمين في المساجد والأسواق والتجمعات، وصعد عبدالله صعتر وهو أحد قيادات حزب الإفساد ليُبيح قتل 24 مليون يمني، وليفتري على الله الكذب بقوله إن تحالف العدوان هو بأمرِ الله! ويأتي القيادي الآخر لديهم والمدعو عبدالمجيد الزنداني ليقول: إن تحالف العدوان على اليمن هو واجب ديني! فإذا كان هؤلاء كبار قياداتهم وهذه عقليتهم التكفيرية المريضة فكيفَ بصغارهم!
اليوم يستنكرون على الشعب اليمني احتفالاته الدينية ويصفونها بالشِّرك والكُفر والوثنية، ويحتفلون بيوم الوعل اليمني بدلاً من جمعة رجب! ولا يستنكرون حرق القرآن الكريم في الدول الأُورُوبية، ولا قتل الشعب الفلسطيني، لكن يتعاطفون مع أوكرانيا؛ لأَنَّ أمريكا متعاطفة معهم، تشابهت قُلُوبُهم.