العدوانُ خاسر وحبلُ الارتزاق حسير..بقلم/ د. مهيوب الحسام
إن خسارةَ العدو بأصيله الأنجلوأوروصهيوأمريكي وَأدواته التنفيذية لم تبدأ اليوم أي بعد ثماني سنوات من عدوانه على الشعب اليمني العظيم ولا قبل عام أَو عامين بل منذ اللحظة الأولى لعدوانه في 26 مارس 2015م وخُصُوصاً أدواته التنفيذية الأعرابية التي لم تدرك حتى اليوم ما يحيكه لها أصيلها بهذا العدوان الذي بعون الله شارف على الانتهاء، نعم أن الأصيل سيدفع ثمن عدوانه من مكانته ودوره ونفوذه الدولي ومصالحه في المنطقة والعالم ولكنه بعيدًا عن اليمن وشعبه جغرافيا وديموغرافيا، وما دفعه بأدواته لتبني عدوانَه إلا لتحمل أعبائه وسيأتي عليها الدور الأكبر لاحقاً.
نعم سيخرج الأصيل مع أدواته من اليمن كرهاً لا طوعاً، لكن الأصيل بشعوبه هو بعيد مكانيًّا وثقافيًّا وقد تكون شعوبه مضللة لا تعرف حقيقة العدوان، أما أنظمة أدواته التي تعرف شعوبُها حقيقةَ العدوان وأغلبُها غيرُ راضية عنه فهي شقيقة للشعب اليمني ويجمعها به تاريخ ولغة ودين ووشائج قربى وعلاقة جوار… إلخ؛ لذا فَـإنَّ هذه الأنظمة وإضافة لما أنفقته من أموال طائلة من حقوق شعوبها في هذا العدوان فَـإنَّها ستدفع مرغمة كُـلّ تبعاته ولن يتحمل الأصيل شيئاً من ذلك بل إنه سيمضي في حلبها واستنزافها حتى يجف ضرعها ليذبحها بالتقسيم والتفتيت، بحسب تصريحاته وليس مُجَـرّد تحليل.
عندها سيكون المرتزِقة أكبر الخاسرين؛ لأَنَّهم وإن استمروا اليوم في خدمة العدوان على بلدهم وشعبهم وقدموا الضحايا في سبيل عمالتهم وخيانتهم وارتزاقهم وهي ضحايا مدفوعة الأجر والثمن لكن السؤال هو ما الذي سيقولونه غداً لشعبهم عندما يتخلى عنهم العدوان مرغماً ويكشف غطاءه عنهم، حينئذ يوقنون أن حبل الارتزاق حسير “منقطع”? فهل يمكنهم القول مثلاً بأن قتلاهم مع العدوان ضد وطنهم وشعبهم شهداء ومن سيتقبل ذلك? وإلى أين المفر من أحرار وشرفاء هذا الشعب العظيم والمنتصر بعون الله؟ إنه “الخزي والعار بعينه”.
سيزول العدوان وسيبقى هذا الشعب اليمني المجاهد الأبي حرا مستقلا شامخا عزيرا بالله وبقيادته وجيشه وسيظل داعما لشعوب أمته وقضاياها العادلة ومساهِماً بشكل فعال في تحرير أراضيها ومقدّساتها وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الشقيق، لن يغير هُــوِيَّته ومبادئه وقيمه الدينية والأخلاقية في الوقت الذي لن يستطيع المرتزِقة العودةَ إلى شعب شاركوا في العدوان بقتله وإلى وطن باعوه، هذا موقف الشعب بغض النظر عن أي اتّفاق سياسي، فالقيادة قد تغفر وتعفو ولكن الشعب لن ينسى قتلة أطفاله ونسائه.
قد لا تدرك أنظمة كيانات الأدوات التنفيذية للعدوان مآلاتها وقد تكون مرغمةً على دفع ثمن العدوان حَـاليًّا وبشكل أكبر لاحقاً، ولكن ما مصير المرتزِقة الصغار بعد خروج العدوان مرغماً من كُـلّ شبر احتله من الأراضي اليمنية، دعك من قياداتهم التي سرقت ونهبت أموال الشعب سابقًا ولاحقاً واستثمرتها في الخارج فِللاً ومنشآت ومصانع ومؤسّسات تجارية ومطاعم ومراقص وملاهيَ وشاليهات… إلخ، فبعد هزيمة دول العدوان سترمي بالمرتزِقة الصغار ولن تقبل بهم وما حدث في أفغانستان يشهدُ واللهُ خير الشاهدين.