هل أحداثُ 2011 ثورةٌ أم انقلاب؟! بقلم/ عدنان علي الكبسي
خروجُ الشباب اليمني في 11 فبراير 2011م هل كان عبثيًا أم كان هناك أهداف مشروعه لخروجه آنذاك؟!، هل أحداث 2011 ثورة أم انقلاب؟!، هل النظام آنذاك كان يستحق الخروج عليه وإسقاطه أم لا؟!، هل الشعب اليمني كان يعيش في رفاهية من العيش أم كان يعيش البؤس والحرمان؟!، هل الشعب اليمني كان يعيش في القصور الفارهة ويبني المنازل الفخمة أم أنه كان كادحا في معيشته ومسكنه؟!، هل كانت ثروات البلد تعود بالنفع للشعب أم كانت محاصصةً بين أركان النظام؟!، هل كان الشعب اليمني مكتفيًا ذاتيًّا في الزراعة والصناعة أم أن الشعب أصبح يستورد كُـلّ شيء من الخارج أم حتى الملاخيخ كانت تستورد من الخارج؟!، هل كان لاقتصاد البلد بنية تحتية عملاقة أم أن البلد كان سوقًا استهلاكيةً لمنتجات الخارج؟!، هل النظام كان يسهّل للمزارعين الحصولَ على مادة الديزل لينهض البلد زراعيًا أم أنه كان يفتعل الأزمات في المواسم الزراعية؟!، هل كان الغاز المنزلي يصلُ للمواطنين إلى منازلهم أم كان النظام يصنعُ الأزماتِ وخَاصَّة مع اقتراب مناسبات الشعب الدينية كاقتراب شهر رمضان والأعياد الدينية؟!، هل النظام بنى جيشًا نظاميًّا يستطيع أن يدافع عن البلد أم أنه بنى جيشًا عائليًّا؟!، هل تحقّق للشعب أمنٌ واستقرار أم أن البلد شهد فوضى أمنيةً وصراعات قبلية ناهيك عن حروب ظالمة قام بها النظام ضد شعبه؟!، هل النظام بنى ترسانةً عسكرية تذود عن البلد أم أنه دمّـر حتى منظومات الدفاع الجوي بإشراف أمريكي؟!، هل النظام كان يسعى لزرع الألفة والمحبة والأخوة بين المجتمع أم أنه كان يدفع بعلمائه وخطبائه إلى التحريض المذهبي والطائفي؟!.
صعد النظام إلى سدة الحكم وسعر الدولار 3.85 ريال (يعني أقل من أربعة ريالات) وخرج الشعب اليمني في 11 فبراير 2011 والدولار بـ 240 ريالا، والريال السعوديّ كان بـ 1 ريال و25 فلسا وخرج الشعب والريال السعوديّ بـ 64 ريالا يمنيا، كان سعر الكيس القمح بـ 15 ريالا وارتفع في عهد النظام الحاكم إلى 6000 ريال، كان سعر دبة البنزين بـ 12 ريالا ورفع سعرها نظام عفاش إلى 3500 ريال، ولم يكن عليهم حصار ولم تكن ثروات البلد بيد غيرهم، وأحياناً كان الشعب يطوبر على الديزل والغاز ولم يكن على البلد حصار، وعلى ذلك فقس.
ثروات البلد كانت لأركان النظام (عفاش وعلي محسن وحميد الأحمر ومن إليهم، لكُلٍّ منهم جزء مقسوم) وليس للشعب فيه إلا الاسم.
البنيةُ التحتية للاقتصاد اليمني منهارة بالكامل، ولن تجد في الأسواق أي منتج داخلي لا زراعيًا ولا صناعيًا، بل إذَا جاء وقت جني الثمار للفاكهة اليمنية يتم إغراق السوق بالمنتجات الخارجية.
لم يكن البلد آمنًا ولكننا كنا نشهد قطاعات لهذه القبيلة على تلك، وتلك على ذاك وهكذا، كذلك قطاع الطرق في بعض المناطق، وحروب وصراعات قبلية وثارات ونزاعات، وكذلك النظام نفسه شن حربًا على شعبه في صيف 94 في الجنوب، وفي 2004 حرب على أبناء صعدة تواصلت ست حروب إلى 2010، ارتكب فيها النظام أبشع الجرائم وأشنع المجازر الوحشية.
نظام عفاش فجرّ الدفعة الأولى من صواريخ الدفاعات الجوية وعددها 1161 صاروخاً، بمنطقة الجدعان بمحافظة مأرب عام 2005، وفي عام 2009 دمّـر الدفعة الثانية وقوامها 102 صاروخ في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان بمأرب، معظمها من صواريخ «سام 7» «ستريلا» وَ«سام 14» وصاروخين من طراز «سام 16»، بالإضافة إلى 40 قبضة خَاصَّة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف، و51 بطارية صواريخ، ومجمل ما فجره نظام عفاش وأتلفه عدد 1263 صاروخ دفاع جوي، و52 قبضة إطلاق محمولة على الكتف، و103 بطاريات صواريخ.
وهذا غيض من فيض، وما ذكرناه إلا رؤوس أقلام من واقع نظام ما قبل 2011 الإجرامي والظالم والمفسد، وبعض ما ذكرناه كان كافيًا أن يخرج الشعب اليمني في ثورته لإسقاط منظومة الفساد والإجرام من قبل عام 2011 بسنوات.
وللأسف أن هناك مسؤولين في الحكومة اليمنية التي في صنعاء لا زال يعتقد أن أحداث 2011 كانت انقلابا وليست ثورة؛ لأَنَّه ربما يرى أنه فقد مصالحه الشخصية ولا يهمه مصلحة الشعب اليمني العظيم.
وفي الحقيقة من لا ينظر إلى أحداث 2011 نظرة واقعية وحقيقية بأنها ثورة ضد نظام فاسد ظالم مجرم فَـإنَّه سيحصل من جانبه فساد وظلم ولربما لو يُتاح له المسألة لظلم عباد الله، ونحن في ذكرى ثورة 11 فبراير الأبية والتي تُوجت بالانتصار الساحق والكبير بثورة 21 سبتمبر 2014؛ لأَنَّ ثورة 11 سبتمبر هي ثورة امتدت من ثورة 11 فبراير.
بثورة 11 فبراير سقط جزءٌ من النظام الفاسد، وثورة 21 سبتمبر أسقطت بقية النظام الفاسد الذي ركب موج الثورة، وزعم أنه ثائرٌ ضد النظام الظالم وهو كان جزءًا من النظام الظالم، ضد النظام الفاسد وهو كان جزءًا من النظام الفاسد.
ثورتنا مُستمرّة حتى تحرير البلد من المحتلّين والخونة، وتطهير مؤسّسات الدولة من الفاسدين والانتهازيين، وحتى ينعمَ الشعب اليمني بالعدل والقسط، وينعم بالحرية والاستقلال، ولن تغيب الروحية الثورية من رجال اليمن طالما ثقتهم بالله قوية، وقيادتهم حكيمة ربانية من أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ومنهجيتهم القرآن الكريم وطالما هم أهل الإيمان والحكمة.