رئيسي في الذكرى الـ44 لانتصار الثورة الإسلامية: صمودُ الشعب الإيراني هزم ضغوطَ الأعداء القُصوى
المسيرة | متابعات
أربعة وأربعون عاماً على انتصار الثورة الإسلامية، يواظبُ الإيرانيون على المشاركة المليونية في احتفالاتها في ما يشبه الاستفتاءَ السنويَّ على الثورة ومبادئها وسياساتها المعتمدة وتجديدًا للميثاق والثوابت، حَيثُ تدفقت الحشود المليونية من ساحات وشوارع العاصمة طهران إلى ساحة الحرية (آزادي) للاحتفال بهذه الذكرى.
في الأثناء أكّـد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي أن صمودَ الشعب الإيراني هزم الضغوط القصوى لأعداء الجمهورية الإسلامية، وأن الغرب قد اعترف بذلك، لافتاً إلى أن “الشعب الإيراني سجل اليوم ملحمةً كبيرةً وأفشل مخطّطاتِ الأعداء، وهو حضر اليوم إلى الساحات والميادين ليجدد البيعة للإمام والقائد والشهداء ولثوابت الثورة ومبادئها”.
ووصف الرئيس الإيراني، أمس السبت، في كلمةٍ له أمام الحشود الجماهيرية المشاركة في مسيرات إحياء الذكرى الـ 44 لانتصار الثورة الإسلامية، انتصار الثورة الإسلامية “بيوم بداية الاستقلال ونهاية الاستبداد وتحقّق إرادَة الشعب الإيراني العظيم”، وقال: “نحن لم نجتمع اليوم لنخلد ذكرى الثورة فحسب بل جئنا في 11 شباط/ فبراير هذا العام لنقول إننا انتصرنا من جديد على مخطّط العدو”.
وشدّد على أن الشعب الإيراني سيواصلُ طريقَ التقدم والازدهار رغمَ مؤامرات الأعداء وفرضهم حروباً عليه وقد خرج منها منتصراً، لافتاً إلى أن “الغريبَ إزالةُ الكونغرس الأمريكي لكيانات إرهابية عن لائحته السوداء، وهذا الأمر وصمة عار على الولايات المتحدة”.
وَأَضَـافَ السيد رئيسي أن “بلادنا ورغم الحظر الجائر عليها تتمتع باستثمارات كبيرة وثابتة، وتعاظمت قدراتنا في كُـلّ المجالات” منوِّهًا إلى أن “الغرب أراد من خلال مشروع الاحتجاجات إثارة الفتنة في بلادنا، وشنّوا حرباً هجينة عليها على مختلف الصعد”.
وأوضح رئيسي، أن “الغرب خطط لمشروع الاحتجاجات بعد فشل كُـلّ ضغوطه وعقوباته على شعبنا”، أكّـد أن “صوت الملايين من شعبنا اليوم هو أبلغ رد على مؤامرات الأعداء”.
وأشَارَ الرئيس الإيراني إلى أن مكانة المرأة في الجمهورية الإسلامية هي في أعلى المقامات بينما مكانتها لدى الأعداء هي في الدرك الأسفل، وقال: “نساؤنا حرائر ويتمتعن بالحرية ويحضرن في كُـلّ المجالات بفضل الثورة، ولنا كلمتنا العليا في مكانة المرأة المرموقة لدينا”.
ولفت السيد رئيسي إلى أن “الغرب هو من أنشأ داعش وموّله وسلّحه لقتل الأبرياء، لكن شهداءنا وفي مقدمهم الحاج قاسم سليماني قضوا على هذا التنظيم الإرهابي”، مضيفًا: “نفخر بأننا نراعي حقوق الإنسان بينما الغرب شوهها ومثال على ذلك الانتهاكات بحق شعوب فلسطين واليمن وأفغانستان”.
وشدّد على أن الغرب هو الذي ينتهك حقوق الإنسان ويرتكب الجرائم الشنعاء، وتابع: “اليوم إنها حرب الارادات، إرادَة شعبنا وقيادته الحكيمة والقوات المسلحة ونسائنا ورجالنا ومتمسكون باستقلالنا وإنجازاتنا.. رايتنا نريدها دائماً مرفوعة عاليًا ويجب أن تزداد قوة وشموخاً، ومتمسكون بإحقاق الحق وبإيران واحدة لا شرقية ولا غربية”.
وأردف: “ندرك أن الغربَ أراد فقط زرعَ الفتنة وأسر إيران ولم يكن أبداً يريد إرساء حقوق شعبنا، وسنواصل مسيرنا وحكومتنا بدأت بمواجهة القضايا الطارئة كما حصل في أزمة كورونا، حَيثُ وصلت أعداد الوفيات إلى الصفر”.
كما أشار السيد رئيسي إلى أن الحكومة الإيرانية “تمكّنت من تجاوز العجز الذي بلغ المليارات وكذلك مشاكل الاستثمارات وقد تمكّنا من حَـلّ الكثير من المشاكل، وقادرون على تجاوز كُـلّ المشاكل الاقتصادية التي يعانيها شعبنا”.
وفي جانب آخر، تقدّم السيد رئيسي “بخالص التعازي للشعبين التركي والسوري في البلدين الصديقين والشقيقين لنا، وشعبنا أثبت أن الصدّيق الوفي لحلفائه”، مضيفًا: “نحن أصدقاء لجميع الأصدقاء وعلى الأعداء أن يعلموا أنهم لن يتمكّنوا من إيجاد موطئ قدم لهم في منطقتنا”.
وشدّد الرئيس الإيراني على ضرورة أن تتركز الطاقات على إرسال وإرساء الأمل في النفوس، وأن من يزرع اليأس بين الشعب الإيراني هو من ينفذ مسير الأعداء”، وختم السيد رئيسي بالقول: “بصفتي خادماً لكم.. اعلموا أن مستقبل بلدكم مزدهر”.
في السياق، أكّـد البيان الختامي لمسيرات الذكرى الرابعة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية على ضرورة دعم الشعوب في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والدفاع عنهم.
وقال البيان الختامي: “نحن الشعب الثوري نعلن حقانية محور المقاومة وضرورة الدفاع عن الشعوب المظلومة في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن ودعمها، ونؤكّـد على تعزيز العمق الاستراتيجي لنظام الجمهورية الإسلامية”.
وشدّد البيان، على “أن الوحدة والتماسك واللحمة الوطنية والتعاضد بين جميع القوميات والطوائف والأديان في البلاد هو واجب ديني وثوري وأهم استراتيجية لهزيمة العدو”.